" ان تكون شخصيتك قويه هي الاساس لكي
تستطيع ان تكمل الحياة ، ثقتكَ بنفسك
هي التي تجعلكَ تخطو بلا خوف ولا تردد
اخلع رداء عدم الثقة لتستطيع الاكمال في حياتك
فالضعيف لا يقوى على شيء "- دنُيا -
كنتُ اذاكر برفقته هذا اليوم..
فوالديَ خرجا منذ الصباح ولم يعودا اقترح المجيء
لان اليوم عطله نهاية الاسبوع لم أمانع
فقلبي يفرح لوجوده
رن هاتفي ليضيء بأسم والدي اجبتُ بينما
كان يلعب بخصلات شعري
_ بابا وينك
_ عفواً هل تعرفين صاحب الهاتف
صوت غريب جعل صفارات قلبي في انذار
قلت بهدوء : والدي .. اين هو والدتي كانت معهُ
_ يؤسفني القول أنهما توفيا بسبب حادث سير
مروع منذ ظهيره اليوم
تعالي انتِ والباقي من عائلتك لتسلم الجثث
كانت نبرته بارده جعلت جسدي يرتعش كدت اتكلم
لكنهُ اغلق الهاتف
لماذا سعادتي لا تكتمل لماذا يجب ان يحدث
شيء يجعلني اقع كمن لا مآوى له
تحجرت الدموع في عينيَ ليهزني بقوه
استيقظتُ من شرودي لتتساقط دموعي بغزاره
دنيا : محمد هذا مدري شيكول يكول حادث
و يكول اهلي ماتو يجذب عليه مو
رن هاتفي بعنوان المشفـى لكن كيف حدث ذلك
صرختُ : بابااااااا ...
جذبني نحو صدره بتُ اضربه بقوه حتى خارت قواي
اسندني لنخرج من المنزل
اتصل في الطريق بـ رعد ليلحقا بنا
كنت انظر ليدي المرتجفه
تذكرت في طفولتي والدي يحميني دوماً
كان يشجعني بكل شيء
و كان مصدر ثقتي بنفسي هل ذهب الان دون عوده
وصلنا لاشعر بثقل قدماي
امسكتُ بيده ليساعدني في الدخول
واللعنه حين وصلنا ، وقفنا امام المشرحه
تراجعت للوراء لاصرخ بهستيريه
دنيا : لا ما اكدر ادخل لا
شدني نحوه ليهمس
محمد : اني وياج
دلفنا بصعوبه بين محاولاته لاقناعي وبين عودتي خطوة
للوراء تمسكتُ بقميصه ليرفع الغطاء بتردد
تجمدت الدم في عروقي ، والدي ! كان يتحدث معي
صباحاً تناولنا الفطور
كيف هو الان يرقد بلا حراك
تركت قميصه لاضع رأسي فوق صدر والدي
كان بارداً كقطعه جليد
احتضنتهُ بقوه
دنيا : بابا كووم ، مو ردت تشوفني دكتوره
وتحضر عرسي وتشوف احفادك
بابا لا تستسلم للموت وتعوفني بابااااا
صرختُ بقوة
سحبني لاضربه مجدداً حاولت الابتعاد دون جدوى
التفتتُ لاسحب الغطاء كانت والدتي
ارتجف داخلي بقوه ، رغم دفء حضنه
الا انني شعرت بالوحده اتت غسق التي لم تكن حالتها
افضل من حالتي مطلقاً
على العكس أنهارت كلياً اخرجني محمد
بعد نوبة البكاء وبعد اكمال الاجراءات
لمنزلهم من اجل الاستعداد لمراسم الدفن
قلت بصوت مبحوح : اريد بيتنه الله يخليك
رفض لأعاود البكاء ، وصلنا الى منزلهم
بالكاد اسير بمساعدته استقبلني حضن والدته الدافئ
لاعاود البكاء
بقيتُ بحضنها وقت طويل اشكي لها عن قسوه الايام
منذُ الان اشتقت لهما فكيف بعد حين
ساعدتني للذهاب الى احدى الغرف كانت غُرفته
خلدتُ للنوم لفـرط التعب
لم استيقظ الا على صوته الهادئ
كنت اظن ماحدث حلم لكن ظني تلاشى بعد رؤية
ملامحه المتعبه ، اشار للحمام ليقول
محمد : روحي غسلي وبدلي ملابسج
حتى نروح للدفنه
تردين اساعدج !
هززت رأسي بالنفي وقفت لاستند على الحائط
سحبني لاستند على صدره
يدي بين يده
قال بعد ان غسل وجهي
محمد : لا ترفضين مساعدتي الج هالشي مراح يخليج
ضعيفه ولا اشتكي منه ..
همستُ : بس مو بهالحال
اعترض : بالعكس هذا اكثر وكت اساعدج بي
عوفينه من الحجي بعدين نحجي
غيرتُ ثيابي الى جينز اسود و قميص اسود
اخذت شالاً لاضعه فوق رأسي
اسندتُ راسي على النافذه حتى وصلنا الى المقبرة
كان الجميع هناك وقفتُ بجوار اختي لتعانقني
بينما ذهب ليقف أمامي
كنت ارى التراب يحتضن جسد والديَ
سيشعران بالبرد و بقساوة الجو
تساقطت دموعي بصمت ..
لا استطيعُ تخيل انني لن اراهم بعد الان
خطوتُ خطوة لأسقط وارى السواد
فتحت عيناي لاراهما
ركضت لاعانقهما بقوه قلت بفرحه
دنيا : رجعتوو ..
هزت والدتي رأسها بالنفي لتقول
هدى : لا بس انتي اجيتي رجعي لاختج
وكملي حياتج طلعي الطبيه ورفعي راس بابا
حتى لو احنه بعيدين راح نظل
دوم نشوفكم
علي : ديري بالج على اختج وخلي
تدير بالها عليج همين
عيشي حياتج ويه محمد طبيعي
ودعاني ليصبحا سراباً
فتحت عيناي على صوت محمد القلق
كان الجميع حولي غسق ، رعد محمد الذي
يحتضن جسدي
و والديه اعتدلتُ في جلستي بتعب
اسندتُ ظهري على صدره
غسق : ناويه انتي همين ترحين وتعوفيني !
اومأت بالرفض عانقتها
دنيا : ما اعوفج هو بس انتي بقيتيلي
اعترض : واني ..
صححتُ : بس انتـوا
مرت تلك الثلاثة ايام بتثاقل ، انتقلتُ للسكن معهم
لم يقبل بأن اسكن بغرفه معزوله
فقمتُ بالسكن في غرفته
كنتُ احاول الدراسه و التركيز دون جدوى
اشعر بالغصه تعود لي
و لا استطيع كبح بكائي
دلف ليجلس بجواري
ضرب كتفي بكتفه ليقول
محمد : اكو ناس لازم يداومون ..
علمود الدروس الي جاي تفوتهم
دنيا : جاي احاول ادرس بس مجاي افتهم حرف
ابتسم ليقرص وجنتيَ بكلتها يديه
محمد : بس ابدل واجي اشرحلج
ابتسمتُ بهدوء ..
ربما وجوده هو مُقدر لي ..
كان بلسماً لوجعي و سعاده وقت حزني