- الفصل الرابع -

311 10 0
                                    




" أنني لا أؤمن بالحظ كثيراً .. لكنني أؤمن بقدرة الله
و قوته التي فوق جميع الالامي واحزاني لتحرقها
و تجعل الامل يتدفق من بين رحم اليأس "








- غسق -

رائحته المميزه
اغمضتُ عيناي لاستنشقها
كلماته كانت تزيد من بكائي ذلك العجز
الذي يسيطر على صوته
لتتحول تلك النبره الى جديـه ..
علمني الاساسيات بينما كنت مشغولة
بالتحديق بعينيهِ البنيه لمعت ليبتسم بخفه
وضعتُ يدي اسفل وجنتي
كان يشرح و يشرح ..
لكن عقلي كان مشغولاً بالتحديق
انتهى ليقول
رعد : فهمتي !
هززت رأسي بالنفي حككت رقبتي بأحراج
وضع يده على وجنته
_ لان مركزتي وياي
و هسه لازم اعيد اشرح بس خلي تفكيرج
وياي ماشي
اومأت بالايجاب هذه المره ، استمعتُ اليه
بتركيز حتى انتهى ليعاود سؤالي ان كنتُ
فهمتُ
غسق : اييييي
نهض ليقول : اليوم مراح تشتغلين شي
بس تباوعين حتى تعرفين طبيعه الشغل
كنت اراقبه وهو يعمل ، حتى جاء وقت المغادره
رغم رغبتي الشديدة بالبقاء ربما لن اجده في
المركز هذه المره
لوح بيده لابتسم ..
فور وصولي للمنزل تناولنا الغداء ثم غيرت
ثيابي ذهبت الى المركز
شعرتُ بخلو المكان لم يكن بهِ
ولا صوته لن يأتِ هذه المره
تنهدتُ لاغير ثيابي قمت بتشغيل الموسيقى
فشلتُ في المرة الاولى ،
حاولتُ مره اخرى لافشل من جديد
عانقتني رائحته ، امتدت يده ليمسك يدي
انفاسه القريبه
قلت : متوقعت تجي ، ماكو طلاب بالصف
مالتك اليوم ..
رعد : اجي بس 3 ايام بالاسبوع
حركته التي تنساب مع حركتي
غسق : ليش اجيت ..!
_ ما ادري ردت اشوفج
التفتت حينَ انتهت الموسيقى
همست : قبل ساعات يمك ..
ابتعد دون أجابه .. لابتلع ريقي
ذهب وتركني
ذهبت لاغير ثيابي ثم عدت للمنزل
في اليوم التالي لم يأتِ للشركة
دب الخوف في جسدي ..
نقرت فوق الطاوله بتوتر ، انتهى اليوم دون قدومة
عدت للمنزل مع والدي
اخبرني ان حالته سيئة
تنهدتُ بعمق ، تذكرت كلماته
تلك التي قالها حين كان لا يود اقترابي
خوفاً على مشاعري
شعرتُ بغصه في داخلي لم استمع لصوت والدي
ولا مناداته ذهبت نحو غرفتي
اغلقتُ الباب لاجلس على السرير
دموعي بدأت بالتساقط بصمت كتمت شهقاتي طويلاً
لتخرج شهقة لا ارادياً كأنها كانت ستقلع روحي
شددتُ شعري البنُي بوجع وددت تخفيف
ذلك الالم دون جدوى ..
ترسخ في داخلي رغم ان الايام قليله
و فقر اللقاء لكن لم استطع منع نفسي
في تلك اللحظات البسيطه ..
حينَ يساعدني في تمريناتي
انفاسه التي تصبح قريبه مني
حينها اتمنى ان لا تنتهي
لينتهي ذلك الاحساس بأبتعاده ..
تكورتُ على السرير وصدري يعلو و يهبط
تساقطت دموعي لتأخذ مساراً متعرجاً
لتبلل رقبتي
شعرتُ بسخونتها ، و ألمها
صدري يعلو و يهبط لتتسارع نبضاتي
كيف خلدت للنوم لا اعلم
لكنني استيقظتُ في الليل
نهضت لأجد اختي تدرس في الصاله
اقتربت لاقول بصوت مبحوح
_ وين اهلي
ترددت لتقول
دنيا : راحوا علمود يشوفون رعد
ما حبـوا يكعدونج وانتي خلصتي اليوم كلة تبجين
فعافوج هنا
قلت بأرتجاف : راح يروح بعد !
اغلقت كتابها لتقول بهدوء
دنيا : كتلج وحذرتج ، لان راح تظلين بخوف
ماتدرين شوكت تكعدين على خبر وفاته لا سامح
الله
ولا انتي الي تعرفينه حيظل عايش لو لا
هو شلون يقبل على نفسه يتقبلج وهو راح يموت
قالت جملها الاخيره بانفعال
لارد بحده
غسق : ما قبل ولا راح يقبل هو يحاول يبعدني
من شهر رغم كل شي جان يصدني
بس اني مااكدر اعوفه مثل شي يجذبني اله
حاولت والله بس هالشي وهالمكابرة
تخلص بس اشوف عيونه التعبانه ..
لم تتكلم جلسنا بصمت حتى عودة والديَ
عادا لانظر بلهفة عسى ولعل الخبر جيد
لكن تهجم ملامحهما لا تبشر
علي : من سيء لـ اسوء
نقلوا للمستشفى
همست : اريد اشوفه ..
اجابت والدتي : باجر هسه الزيارة ممنوعة
خلدت للنوم ساعتان لا غير
لاستيقظ باقي الوقت افكر به
غيرت ثيابي لاجلس في الاسفل
انتظرت حتى استيقظ والدي ..
اخذني لاسير بصعوبه .. قدماي لا تحملني
وصلت لتلك الغرفه سمحوا لي بالدخول
بعد ارتداء الزي الخاص ..
دلفت ليؤلمني قلبي
تلك الاجهزه التي ترتبط بصدرة
اصوات نبضاته المضطربه لتتساقط دموعي
جلستُ بجواره لامسك بيده المربوطة بالاسلاك
دنوتُ لاقبلها بعمق عبثتُ بخصلات شعره
همست : اكعد علمودي
علمود الايام الي راح نعيشها سوة
للعمر الطويل الي ينتظرنا اكعد الله يخليك
ما اكدر اعيش بدونك جاي امـوت بسببك
قبلت وجنته بأرتجاف لتسقط دموعي
على وجنتيه
شَد على يدي لابتسم بفرح
ليهمس بتعب : مو كتلج لتبجين بسببي
مسحتُ على وجنته بخفه ليقول
رعد : اطلب طلب ؟
غسق : عيوني الك ..
قال بصوت مرهق و مرتجف
_ حضنيني
انفجرتُ باكيه دنوت لاحتضنه ببطء
بقيتُ برفقته حتى بعد دخول عائلته
ذهب والدي للعمل و والده
بينما والدته اخذها محمد بصعوبه
همست : خوفتني ..
اغلق عيناه بتعب ليقول
_ هالشي اذا ميصير مرتين بالشهر
احس اكو خلل
ابتسم بقلة حيله ..
ألمتني تلك الكلمات من الداخل
بتُ ادعو الله ان يخرجه من هذه الحاله
فلا شيء يصعب عليهِ

الوتر الاخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن