قصة حزينة

1.1K 66 78
                                    

لقد كان هناك فتاة قصيره ونحيلة وهزيلة برأس اقرب للصلع منه الى تواجد الشعر
كانت تعيش مع عائلة سيئة
في بيت رث
كانت حياتها مثيرة للشفقه بشكل سيء..
كانت قد شاهدت فلما عن قصة سندريلا في طفولتها المبكره
وقد زرع فيها ذلك الفيلم الايمان بانها اذا احتاجت بشده الى المساعدة يوماً ما فان جنية الامنيات الطيبه ستظهر لها ..
عندما اصبحت في نهاية العشرينات من عمرها
في السابعة والعشرين تحديدا
تلاشى عندها كل ايمان بالايام السعيده
وصارت مكتئبة تماماً ومتشائمة الى حدبعيد
ملابسها سوداء
وغرفتها فوضوية فيها نباتات ماتت من قلة الاهتمام
وشعرها برتقالي قصير ومليء بالمساحات الخالية من الشعر
لها بشرة شاحبة مليئة بالبقع
وجسم هزيل ومتعب طوال الوقت
وتعمل بدوام جزئي في وظيفة تكرهها ...
كانت تحكي لنفسها كل صباح ومساء حكاية سوء حظها وكونه لم يجلب لها اي شيء جيد
وان بعض الناس يمتلكون كل شي لذلك لابد ان يمتلك غيرهم لاشيء وانها كانت من الفئة الثانيه ...
كان يعيش في غرفتها شبح ينظر لحالها ولكنها ولشدة بؤسها لم تعره اهتماما
كان يصدر الاصوات
ويوقع الاشياء
ولكنها كانت تنظر اليه بطرف عينيها ثم تديرهما الى الطرف الاخر بعدم اهتمام...
قرر الشبح اظهار نفسه لها ليرى مالذي ستفعله..
وفي ليلة وبينما هي مستلقية على سريرها الفوضوي ويكاد يغلبها النعاس
تظاهر وكانه يفتح بابا ً ثم ظهر لها
كانت عيناها نصف مغمضتين
وعندما ظهر لها فجأة في مشهد درامي وكانه يدخل الى الغرفة من باب يؤدي الى عالم اخر
فتحت عينيها قليلا ثم مدت يدها لتشعل الاضاءة ثم عادت الى النوم
لقد كان الشبح على شكل فتاة مراهقة بشعر اسود طويل ومنفوش ويرتدي فستانا بنيا مغطا بفروً حيوان ما على كتفيه له قرنان وشفتان زرقاوان ويحمل عصاً خشبية ملفوفة بعقد خرزي
الاشباح لا تخاف من الضوء ولكن الضوء يجعلها غير مرئية ...لذلك تختفي عند اشعاله

قرر الشبح التكلم مع الفتاة
لقد اصبح يتحدث معها كل ما حاولت الخلود الى النوم
ذلك الوقت عندما تكون نعسانه جدا لتتذكر اي شي اذا استيقظت
كان ترد عليه وهي في منتصف نومها عندما يكلمها
ظناً منها انها تحلم
كان للشبح صوت رجل
وقد اصبح يتحدث معها كثيرا حتى انها لم تعد تحصل على نوم جيد ابدا وعندما تستيقظ تعتقد ان تلك الاحاديث كانت احلاما
لقد اخبرته بكل شيء عن ماضيها
وكل شيء مؤسف حدث معها
وكل شيء غبي فعلته
حتى جاءت تلك الليلة
وبينما هي نائمة استوعبت فجأة ان هناك من يتحدث معها ....
لقد كان يجلس اعلى رأسها وصوته قريب من اذنيها جدا و يهمس لها
فتحت عينيها وهي مستلقية على ظهرها اذا بها ترا ضوءا مشعاً صغيرا ازرق
ينزل من السماء ويدخل الى غرفتها من النافذة
لقد كان الضوء الصغير يغني بكلمات غير مفهومه وبلحن سعيد وصوت انثوي ناعم
ارادت ان تبعد غطاءالسرير عنها وتتحرك لترا ماهية الضوء
فقفز اعتقاد كان مدفونا في داخلها منذ زمن طويل..
"يبدوأنها اخيراً جنية الامنيات !لقد جاءت من اجلي..."
لكنها شعرت بالذي كان يجلس عند رأسها يمسك بيديها الاثنتين ويثبتهما على صدرها ويهمس في اذنها قائلا بصوت هادئ جداً "لا تتحركي " كان صوتاً فقط وكأن الهواء يتكلم
لقد حاولت تخليص يديها او تحريك جسدها ولكن يديها كانتا مثبتتان على صدرها قريباً من رقبتها باحكام كما لم تستطع تحريك جسدها ولا قدميها وكأن شيئا عملاقا ثقيلا يجثو فوقها ..بدأت تشعر بالخوف
وغناء الجنيه يتسلل الى اذنيها لم يعد لطيفا على الاطلاق بل مرعبا  كأغنية الموت .

شعرت بالرعب والفزع وحاولت ان تتظاهر انها نائمه وان تهديء انفاسها قدر ما تستطيع .. "لم لا استطيع التكلم مع الجنية رغم مجيئها من اجلي ؟" قالت هامسة
اجاب الشبح بهدوء"اذا انتبهت لكي فستأكلك انها جنية الامنيات لا اعرف لم جاءت الى غرفتك!"
اجابت الفتاة "لقد جاءت لتحقق امنياتي !اليس هذا واضحاً !!"
-"بل جاءت لتأكلك ،إن جنية الامنيات تأكل اليائسين "
شعرت الفتاة بالخوف وسرت القشعريرة في جسدها فأغلقت عينيها بقوة متظاهرة انها نائمه حتى لا تلحظها الجنية
التي فجأة لم تعد طيبة ابداً..
لا تعرف الفتاة لم صدقت الصوت الذي تحدث اليها
ولم تشعرانه يريد ابقاءها في امان ؟
لم فجأة يبدو كمنقذها ...!
اقترب الضوء الازرق الصغير واستمر بالتحدث بلغة لاتفهمها وبصوت لطيف ونااعم
شعرت بالضوء الازرق يتحرك فوق اللحاف الذي تغطي نفسها به بالقرب من خصرها
اغمضت الفتاة عينيها بقوه وكانت تتنفس بصعوبة
بينما كان الشبح يثبتها على السرير بطريقة ما ويختبىء هو تحت السرير .



انتهت الحكاية .

قصص قصيرة لطيفه .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن