كانت الرياح تهب بشده مصدرةً صوت صفير باحتكاكها بجذوع الأشجار في الغابة الكثيفة ..
استلقت فتاة على ارض الغابة العشبية تحت احدى الأشجار ..
رغم الرياح العنيفه
كانت الفتاة تغني
يمكن سماع صوتها ضعيفاً جداً لضياعه مع الرياح ..
صمتت الفتاة للحظات
ثم رفعت احدى يديها
وكأنها تحاول الإمساك بشيء في السماء..
كان يوماً عاصفاً وبارداً من ايام الشتاء
يُمضي الناس عادةً هذه الاوقات مع عائلاتهم في المنزل حول المدفأه
بدأت الشمس بالغروب
ولازالت الرياح البارده تعصف
اعتدلت الفتاة في جلستها بعد ان بدا انها غطت في النوم على الأرض للحظات..
نظرت الى ساعتها ثم صرخت "ياويلي لقد تأخرت!"
قفزت واقفة على قدميها وانطلقت راكضه !
_____________________________في زقاق ضيق ومظلم في المدينه
كان يقف رجل يرتدي ملابس أنيقه ويضع قبعةً على رأسه ويرتدي قناعاً وقد بلله المطر .. رغم ان المطر لم يكن غزيراً الا انه يبدو وكانه قد وقف تحته لمدة طويله حتى يتبلل بغزاره..
سمع الرجل صوت خطوات صغيرة سريعة تحدث طرطشة في برك الماء التي تكونت من المطر
التفت ناحية الصوت
ظهر جسد فتاة طويلة ونحيلة ترتدي معطفاً ثقيلاً وقناعاً للوجه
التفت الفتاة برأسها يميناً ويساراً حتى لمحته في الزقاق
شهقت بصوت عالٍ وركضت نحوه بسرعه وهي تصرخ "آسفه آسفه"
وقفت بعيداً عنه وكأنها خائفة منه واكملت "اعتذر منك ماكان عليك ان تنتظرني !"
لم يتحرك هو من مكانه ولم يتكلم
بقيت الفتاة تنظر اليه بحذر وتكرر اعتذارها
اشار بيده لها لكي تقترب منه
فأشارت برأسها يميناً ويساراً رافضة ذلك
اشار بيده مجدداً بحزم
اقتربت منه بهدوء ويظهر على وجهها الخوف منه
عندما اقتربت منه هجم عليها وغمرها
قام باحتضانها بشده
هي وضعت يديها امامها محاولة دفعه
لكنه شدها أكثر
وهمس بشفتين مرتعشتين وصوت عميق
" ظننتك لن تعودي .. ابقي هكذا قليلاً لأني سأتجمد"
دفعته الفتاة بقوة وهي تقول "اتظنني مدفأة لك !؟انا ايضاً احتاج ان احافظ على دفئي!،لقد احضرت سيارة اجره اتبعني"
التفتت بجسدها وخرجت من الزقاق ..وقف هو قليلاً ثم تبعها
كانت سيارة الاجرة تقف في اخر الشارع
وصلا الى السيارة ودخلاها وأُغلق الباب
سأل السائق "الى اين؟"
اجابت الفتاة "الى المقبرة ،علي اعادته الى هناك " وأشارت بإصبعها النحيل نحو الفراغ بجانبها
تعجب سائق التكسي ثم قال "من هو يا سيدتي؟"
اجابت الفتاة وهي تشيرالى الفراغ بجانبها مجددا " هو إنه يقول انه قد عاد من الموت من أجلي!"
رفع السائق حاجبيه في دهشة ثم قال بعد تفكير للحظات :
"حسناً يا سيدتي اخبريني اين منزلك سأوصلك أولاً ثم أعدك أن أُعيده للمقبرة بنفسي"
وضعت الفتاة العنوان في جهاز تحديد المواقع وانطلقت سيارة الأجرة نحو الموقع .. مشفى الامراض العقليهالنهاية .
أنت تقرأ
قصص قصيرة لطيفه .
Short Storyفي كل جزء حكاية جديدة قصص حقيقية قدر الامكان ستمدك بالأمل ستدهشك ستحزنك ستخيفك.... يتم التحديث فور الحصول على قصة جديدة .