8.

106 26 50
                                    

أَقِف أمام مِرآتي لِأشعُر بالشَفقة لِما آل بي.

عِظام خَدي بَرزت بِشكل ملحوظ، هالات السواد تُحيط بعيناي الذابِلة و إنطفأ ضوئها الليموني الذي إعتادهُ الناس مني، شفتان صَغيرتان إحتلتهُما الزُرقة.

من هذه؟ هذه ليست ديليناريا، هذه ليست أنا.

جيمين إزداد غرابة، بدأ جيمين في تَحريضي علي الأعمال الفاسِدة و الغير لائِقة، هو أيضاً تَغير.

جيمين هو أنا، تصَرُفاتُه تَخُصني، أنا أعتَرِف بهذا.

لَكنِ لا أستَطيع السيطرة عليها-تصرُفات جيمين- في الآونة الأخيرة.

الإختبارات قادِمة، لستُ مُستَعِدة.

لَم أدع كَلِمة في الكُتُب إلا و ذاكرتها، طوال الشهر الماضي.

لستُ مُستَعِدة للإختبارات لأني لستُ مُهَيئة نفسياً.

لم أفعل إلا المُذاكرة، سماع الأغاني، تَجنُب والِداي، مُراقبة السماء من الطابِق الثلاثين في بِناية صديق لي، ليس صديق بالمعني الحَرفي و لَكننا نعلم أسماء بعضنا علي الأقل، أليست هذه صداقة؟

بالطبع بِجانب الأعمال الحيوية كالأكل و الشُرب و ما إلي ذَلِك.

لَم أذكُر أمر جيمين لأنهُ غَنيّ عن الذِكر.

أتذَكر أخر مَرة تَسكعت مع أصداقئي، كانت آخِر مرة أضحك علي شئ خِلاف بانجتان.

أنا لستُ بائِسة، أنا أحببت حياتي بَعيدة و وَحيدة و مازلتُ أُحِبها، بل و أتمني عَزل نفسي بِجزيرة مَهجورة لا يصل لها أحد أبداً و أعيش مَع نفسي.

ليس والِداي و أمر الطبيب ما دفعني للهاوية.

لقد كان عَقلي الباطِن ما دَفعني لِلهاوية.

يأبي تَصديق أيٍ مِن الخُرافات التي أفتَعِلها.

يُذَكِرني بحقيقةً أن جيمين ليس لي، جيمين بَعيد ..
بَعيد جِداً عَني، كَبُعد النجوم عن مَركز الأرض.

لِما لا يَقتَنِع بأنها فَترة مُراهقة و ستَذهب لِحالها شِئت أم آبيت؟ أم هذه ليست حَقيقة لِيؤمِن بها؟ مُشوشَة أنا.

لا أعتَقِد أنها فترة مُراهِقة.

بل أنا مُتأكدة أنها ليست فترة مُراهَقة، و أخيراً إعترفت لِنفسي.

لستُ سعيدة لهذا الأمر فَكما ذَكَرت جيمين بَعيداً كُل البُعد عن يداي.

أما قَلبي، فهو يَسكُن داخِله.

قَلبُه هو لا يَحتويني، لأنهُ بِبساطة لا يَعلمني، هذا مؤلِم.

إذا خُيرت أن أفعل أكثر شئ أُحِبُه و أكثر شئ أمقُته بِرفقة جيمين، سأختار الثانية بِلا نِزاع.

رُبما في يوم مِن الأيام سيكون جيمين لي.

عِندما تكون النجوم مَصفوفة بإنتظام.

عِندما يَنفذ اللون الأزرق من الحياة.

عِندما نتأكد أن السحاب مُجَرد حَلوي السُكر.

عِندما نَعيش علي نِبتون و عطارِد.

عِندما يكون للإنسان خياشيم و يَتكلم الحيوان و الجَماد.

عِندما يَسكُن بُركان ثائِر بِظَغطة زِر.

عِندما يُصبِح الفيل صَديق لِلفأر.

عِندها سيكون جيمين لي، لي وَحدي.

~~~

الجاي هو الأخير💜💫.

سَ: لو كان ليكي قُدرة خارِقة كالطيران و الإختفاء و ما شابه، ماذا سَتمتلكين و لِماذا؟

سألت لأن جوابي علي السؤال غَريب فأردت مَعرِفة إذ كُنت الوحيدة من أفكِر بهذا.

أرجو جواب السؤال💜☄.

سلام🦄🌸.

أَنتِ قَوية 'P.JM' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن