5.

128 23 21
                                    

لَيس للأُغنية علاقة بالرواية من حيث المَعني، هي فَقط مُلائِمة للأجواء.

-

"إترُكني"

دمُوعي كالشلالاتْ علي خَداي، قام هو بإعدام الفواصِل بيننا، وَضع وَجنتاي داخِل راحة يداه، جَبينُه يُقَبِل خاصتي، عَينُه تَطمُح لِتقبيل عيناي، لَكِني مَنعتُه ناظِرةً للأرض.

حَرك إصبَعُه لِمسح دموعي.

"أتَتَذكرين كيف كان حالِك قَبلي؟"

بِخفوت، حُب و حَنانْ هَمس لي، أنا لا أراه لَكنِ مُوقِنة
أنه يَبتسِم تِلك الإبتسامة الخَفيفة.

أُومِأت و مازال نَظري مُثَّبت للأسفل.

"لَكِني لا أستَطيع التَحمُل أكثر جيمين"

هَزَزت وَجهي يُمنة و يُسري مِما يَدُل عاي إكتفائي بالفِعل.

"إذا تَرَكتك، سَتَتحولين لِوحش أنتِ جيداً تَعلميه"

مُحافِظاً عَلي نَبرَتُه الدافِئة ذاتها، وَضع سَبابتُه علي ذَقني، يرفعها بخِفة، حَركتُ عيناي لأنظُر لِخاصتُه أخيراً، ثم أردف.

"أنا الوَحيد من إستَطاع تَرويض هذا الوَحش"

يدُه اليُمني لَفّت حَول خِصري لِأُلامِس خاصتُه، يَدُه اليُسري دَفعت بِرأسي لِرقَبتُه لِأدفنها في تَرقوَته.

"و لَكِنك فَقط جُزء مِن عَقلي جيمين"

قُلت مُبتَعِدة عنهُ.

"هذا ما يَجعَلني مُمَيزاً"

تَوسَعت إبتسامتُه قَليلاً مُقتَرِباً مني، إبتسَمت أنا إبتيامة جانبية.

"أنا أُريد البقاء هُنا مَعك في عَقلي أصوغ طَريقتك في إحيائي و عِشقي لِتفاصيلك، .. لَكِن عِند سماع صوت يُنادي إسمي أَشعُر بِسقوطي من سابِع سماء لِأعود لِلواقِع المَرير، الوقوع مؤلِم حقاً، لذا أرجوك إترُك عَقلي المسكين بِسلام"

لَم تَخلو عِباراتي مِن الشَهقات، و لَم يَخاو صوتي مِن النَحيب و البُكاء.

إبتَعد قَليلاً لِيَنظُر بِبرود، تَرتفع زاوية شِفتاه اليُمني مُشَكِلةً إبتسامة غير مُعتادة من جيمين.

ضَحَك بِسُخرية قبل أن يتحدث.

"ألم تُدركي الوَضع بعد؟ أنا مُجَرد خيوط شَكلتيها في عَقلك لِتَظهر في شَكلي أنا، أنتِ تَتحدثين الآن و ليس أنا  .. أنا لَستُ هُنا، أنا سراب، أنا لَستُ موجود"

تؤلمني أَنت، أتألم أنا.

أَنتِ قَوية 'P.JM' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن