إستيقظت نور فى اليوم التالى على صوت منبه هاتفها، و كالعادة أطفئته بنية أن تستيقظ بعد خمس دقائق فقط و لكنها عندما فتحت عيناها مرة أخرى كان قد مر نصف ساعة فقفزت مسرعة من السرير و ركضت إلى الحمام المتصل بالغرفة فوجدت حاله لا يختلف كثيرًا عن حال الغرفة و مهما كانت متأخرة على المدرسة لا يمكنها أن تتحمل قذارته فركضت مسرعة خارج الغرفة لتذهب إلى الحمام المنفصل و لكنها رأت أكثر من باب و لم تعرف أى واحد فيهم يجب أن تقصده و فى ظل إستعجالها فتحت أقرب باب لها ثم تذكرت أن هذه غرفة يحيى التى أشار لها البارحة و لكن عندما أدركت هذا كان قد فات الأوان فأمامها كان يقف يحيى لا يرتدي شيئًا سوى منشفة حول وسطه و يمسك بمنشفة أخرى صغيرة ليجفف شعره، ففعلت ما كانت ستفعله أى فتاة ... صرخت .. ثم وضعت يدها على عينيها و أقفلت الباب و ذهبت إلى غرفتها بسرعة لم تكن تعلم أنها قادرة عليها و أقفلت الباب و بدأت تحدث نفسها و تنفسها غير منضبط من كل هذا الركض و الصراخ: ” إيه اللى حصل دلوقتى ده!؟؟أنا ازاي غبية كده؟؟؟ يا ترى بيقول عليا ايه بعد ما فتحت عليه باب اوضته كده.. انا عارفة... انا حمارة“
و أخذت تضرب برأسها على باب الغرفة خلفها. ثم حاولت تهدئة نفسها و أخذت نفسًا عميقًا .. شهيق .. زفير .. شهيق .. زفير.
بينما كان يحيى لا يزال واقفًا فى غرفته مذهولًا ينظر إلى باب غرفته الذى أقفلته ورائها، و عندما استوعب ما حدث إبتسم إبتسامة خبيثة ثم أكمل ما كان يفعل ليستعد للذهاب للشركة.
ألغت نور فكرة الذهاب للمدرسة فى هذا اليوم و قررت أن تبقى فى غرفتها حتى ذهب يحيى للعمل ثم بدأت فى تنظيف غرفتها و الحمام المتصل بها - و هذا ما جعلها تعيد النظر فى الذهاب إلى سهى مرة أخرى - ثم تذكرت انها لم تتخلص من خط هاتفها المحمول بعد حتى لا تتصل بها سهى او أى من أبنائها فنزعته و وضعت الخط الجديد الذى اشتراه لها يحيى.
ذهب يحيى إلى العمل فى ذلك اليوم و على وجهه إبتسامة على غير العادة فأخيرا أصبحت نور فى منزله، يمكنه أن يستيقظ فى الصباح و يراها ثم يعود متعبًا من العمل ليجدها فى منزله البارد هذا لتملأه بدفئها و طاقتها. نعم، فمساعدتها للتخلص من سهى و أبنائها ليس السبب الوحيد لإحضارها إلى منزله، فليست نور هى من تحتاجه بل إنه هو من يحتاجها...إنها تعنى له أكثر مما يبدو - ليس كأنه سيعترف لها بهذا فى أى وقت قريب - منذ أن رآها أول مرة فى عيد ميلادها الثامن عشر.
~~
Flashback:
كان يحيى يجلس فى مكتبه بالشركة يعمل لوقت متأخر مع صديقه منذ الكلية و نائبه آدم حتى اتصل به أبوه
محمد: ”انت فين دلوقتى.“يحيى: ”أنا لسه فى الشركة بخلص شوية شغل مع آدم، اشمعنا؟“
محمد: ”انا عايزك تسيب اللى فى إيدك و تروح النادى.“
يحيى: ”عايزنى اسيب الشغل اللى فى إيدي و اطلع عالنادى، هو فيه إيه يا بابا.“
محمد: ”نور بنت مصطفى عيد ميلادها النهاردة فى النادى و مصطفى كان واعدها إنه يجهزلها العيد ميلاد هناك و يجيبلها هدية بس سهى عرفت و حالفة انه لو راح ما هيشوف يوم عدل لا هو ولا بنته و هو مبقتش صحته زى الأول عشان يعارضها، و نور دلوقتى راحت و ملقتش حاجة جاهزة و شوية و صحابها هيوصلوا .“

أنت تقرأ
زواج خاص جدًا
Romanceنور، فتاة فى الثامنة عشر من عمرها تتزوج من ابن صديق أبيها يحيى ذو الثلاثة و عشرون عامًا، على الورق زواجًا مؤقتًا لأسباب ليس لها أى علاقة بالحب بتاتًا، أو على الأقل هذا كان الإتفاق المعلن. و لكن هل هذا ما يريده يحيى حقًا و ينويه؟ و نور ماذا تريد؟ حت...