Part 4

18.1K 237 7
                                    

ظل يحيى و عمرو محدقين ببعضهما البعض فى صمت و لم تكن نور غافلة عن كمية الغضب الذى يحمله كل منهما للآخر، كانت تعلم أن إحضار صديقها إلى المنزل ليس شيئاً عادياً و لكن عمرو أصر أن يوصلها إلى باب الشقة بنفسه و كانت تتوقع أيضاً أن يتساءل يحيى عنه و لكن نظرة يحيى لعمرو و قبضتيه المغلقتين بشدة لم تترك مجالاً للتساؤل أو الإستفسار فقررت هى أن توضح الموقف.

نور: ”إزيك يا يحيى. ده عمرو زميلى فى المدرسة و أعرفه من زمان جه يوصلنى عشان الدنيا بالليل و كده“

يحيى: ”و لما انتِ عارفة إن الدنيا "بالليل و كده"، إيه اللى أخرك؟ و كنتِ فين لحد دلوقتى؟ و مبترديش على موبايلك ليه؟“

لم تعجب نور لهجة الإتهام و السخرية من محاولة إيضاحها للموقف التى كانت فى كلام يحيى، ففى رأيها ٱنها ليست مضطرة إلى التفسير من الأساس، فهى ليست فى موضع إتهام لأنها لم تفعل شئ خاطئ و هو ليس من حقه أن يحدثها بهذه الطريقة و كانت تريد أن تنفجر فى وجهه غضباً و لكنها لم تفعل حتى لا تشعل الموضوع و بدلاً من ذلك ردت بكل هدوء.

نور: ”أنا كنت فى الدرس و عاملة الموبايل سايلنت عشان كده مسمعتوش...ما تدخل يا عمرو واقف عالباب ليه“

أضافت نور هذه الجملة الأخيرة إنتقاماً من يحيى لأنها تعلم أن هذا آخر ما يريده. كان رد عمرو التلقائى أن يرفض و يذهب إلى منزله بعدما إطمئن عليها و لكنه لم يفعل هذا عندما رأى نظرة يحيى له كأنه يتحداه أن يجرؤ و يقبل عرضها، فقرر أن يضايقه أكثر و يتحداه حقاً فهز رأسه لنور موافقاً و دخل إلى المنزل و أغلق الباب ورائه و جلس على كرسى فى غرفة المعيشة كأنه يملك المكان. كل هذا و هو ينظر إلى يحيى مباشرة فى عينيه، متحدياً له هو الآخر.

نور: ”أنا هدخل أعمل حاجة نشربها، أعملك شاى أو نسكافيه يا عمرو ولا تشرب حاجة ساقعة؟“

عمرو: ”أى حاجة، زى مانتِ هتشربى“

نور: ”و انت يا يحيى اعملك إيه؟“

كان يحيى فى هذه اللحظة يشعر برغبة شديدة فى ضرب شئٍ ما...أو شخصٍ ما. و لكنه أمسك نفسه عن هذا خاصة بعد معرفته أنها كانت في الدرس.

يحيى: ”ولا حاجة. مش عايز أشرب حاجة يا نور“

ذهبت نور إلى المطبخ و تركت يحيى و عمرو وحدهما فى غرفة المعيشة. و كان كل منهما يفهم نية الآخر جيداً تجاه نور، و لاحظا ما لم تلاحظه هى، فعمرو عندما رأى كيف كانت ردة فعل يحيى لتأخرها و وصولها المنزل مع فتى آخر علم أن هذا الزواج أكثر من مجرد زواج على الورق بالنسبة له، فإذا كان يحيى مجرد ابن صديق والدها الذى تعرف إليها منذ بضعة أشهر لما كان يجلس أمامه الآن كأنه يريد شنقه فقط لأنه أوصل نور، و يحيى علم من تحدى عمرو له و قبول دعوة نور إلى داخل المنزل أنه يعتبر نور أكثر من مجرد صديقة، فأى فتى آخر كان سيذهب إلى منزله متجنباً نظرة يحيى الساخطة له.

زواج خاص جدًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن