[وإن كانَ جسَدك مستعبدًا فعقلك لا يزَال حرًا. اتبعِي روحَك، اتبعِي قواك واحرقي كلّ من يجرؤ ويتخطّاك.]
هذا الصّوت!!
انفرجَ جفنايَ في جحوظٍ وكأنّ لسعَة كهرباء مستنِي وفكّت تصلّب عظامِي، عندمَا أقمتُ جالسَة نظراتِي تبعثرَت عمّا حولي أطالعهُ في ضيَاع.
أسألُ نفسِي أين أنا؟
لماذَا هذَا الشّعور بالبَرد وكأنّني أرقدُ فوقَ كومَة من الثّلج؟ تقنيًا كنتُ كذلِك بالفِعل. فركتُ ساعدَيّ عندما اخترقتنِي رعشَة قويّة ثم نظرتُ إلى ثيابِي التي كانَت عادِية وخفيفَة لا تقينِي شرّ هذا الجوّ.
المكَان يبدو وكأنّني في القطبِ الجنوبِي، لأنّ الأبيضَ يغزوا كلّ شيء وما في الأفقِ يبدو صغيرَ الحَجمِ من مكانِي هذا. كنتُ وحيدَة وسط فراغٍ شاسِع من هذا اللّون، السّماء كانَت رمادِية غائمة لا تفصِح عن أيّ وقتٍ من اليوم أنا فيه.
وقفتُ مكانِي، ساقايَ ارتَجفت للسعَة الصّقيع والهَواء البارد الذي صفَع بشرتِي. أخذتُ خطواتٍ بطيئة نحوَ المجهول، نحوَ ما يبدو أنها منازِل أو أكواخ صغيرَة عند الأفق.
أنفاسي كانَت تتشكل على هيئَة بخارٍ ساخن أمامي، أدفئ بهما كفيّ اللتين أفركُ بهما ذراعيّ كل وهلَة، من الأفضلِ أن تكونَ مأهولَة بالسّكان وإلا فإنه قضيَ علي لشدّة هذا البَرد.
لم يكن هذا ما توَقعته.. ليس هذا المكانَ بالذّات. لا أذكرُ الكَثير عمّا حدثَ مؤخرًا لكنّني انتظرتُ هذا اليومَ بفارِغ الصّبر، اليوم الذي سأ__
في جزء من الثّانية أعطيتُ الإذنَ لجسدي أثنيه للأمام وألتف حولَ نفسي في دورة لأهبط فوق الثلجِ في حركَة سريعَة. كنتُ هذه المرّة ملتفِتة للخَلف حيث مصدَر السّهم الذي استهدفني.
أخفض القوس من أمامه ومكثَ يحدّق بي من تحتِ قلنسوة ردائه، كانَ بعيدًا لذا لم أميّز ملامحَه ولا حتى ملامح مجموعتِه التي تحيط به وأخذوا على ما يبدو يقهقهون لأنَ صدى أصواتهم وصل إلي.
اقتَربوا منّي وانتظَرتهم في حذَر، صاحب القوسِ أعادَه لخلفِ ظهرِه لكن هذا لم يطمئني بأي شكلٍ من الأشكَال. هالَتهم وصلَت إلي منذ استشعارِي لصوتِ السّهم، كانت خطيرَة، تصرخ بالقوّة والعظَمة.
لم يكونوا أياً من توقعتهم أبدًا.
«مهارَاتكَ تنتَحب يا صاحِبي.» واحدٌ قصِير لفّ ذراعَه حولَ صاحبِ القَوس مازحًا وقلنسوَته انخَفضت لحركاتِ جسدِه الخشنَة لتكشِف عن خصلاتِه السّوداء المبلّلة. الأخر ألصق مرفقه بمعدته يجعله يبتعد عنه.
عدتُ خطوَة للخلفِ أستشعر مدى خطورة هالاتهم ومظهرهم الذي لم يكن كفيلاً بإراحتي. لدّي فرضَية عن كينونَتهم لكن عليّ التّأكد قبل أن أخطوا قدمًا نحو الأمام.
أنت تقرأ
OLYMPUS ACADEMY || أكاديمية أوليمبوس
Fantasy"التّحدي هو قَانون، والانتصَار هو مكَافأتُك." تحت سِتار أكاديميَة أوليمبوس الرّاقية، وفي عمقِ الميثولوجيا الإغريقيَة حيث تتَشابك الأساطِير بالحَقيقة، تنطلِق الطّالبة أونار آدموس في رحلتِها الملحميَة في عالمٍ مليءٍ بالمؤامرات والصّراعات، وتجدُ نفسَها...