أطبقتُ أذني فوق بعضها ومررتُ أصابعي فوقَ الشّعلة بخفّة أشعرُ بها تنبضُ من مكانها وتلسَع تلك المنطقَة، إلا أن الفَرق كانَ شاسعًا بينها وبين لسعَة عاديَة.
كانَت رمزًا للإنتمَاء إلى هذا المكَان العظِيم.. وأنا بلغتُه ونلتُ اعترافًا صريحًا من نخبتِه.
من هيستيا موقِد نارِ العَذرَاء بنفسِها.
ابتَسمتُ لنفسِي في المرآة وراحَت مقلتيّ تمسَحان هيئتِي في اطلاّع، من شعرِي الثّلجي المموّج إلى لون عينيّ المقتبسِ من سحَابٍ غائِم إلى ذلك الخطّ أسفل ذقني.
لدّي المظهَر، الذّكاء والقوّة.. تقريبًا. لكن ليس هذا مستَوى المثالِية التي أريد أن أبلغه، ليس بَعد.
«هول!! انتبهِي لنفسك تكادين تقبلّين المرآة.» دحرجتُ عيني في هزءٍ واضح حتى حطّت عليها تستنِد على إطار البَاب وتعقِد ذراعيها بخصرِها. تلقي بنظرَة مستخفَة مرّرتها على كامِل جسدي.
ارتديتُ قميصي وربَطتُ شعري في عقدَة خفيفَة لأمرّ من جانبها أخرج من الحمّام. عدتُ إلى حقيبتِي أعلّق نظراتي المحتَارة بينَها وبين خزانتي الجديدَة. ربّما لم يكن عليهِم تكلِيف أنفسهم ولملَمتها.. لدّي كلّ ما يكفِيني وأكثر هنا.
«هل أنتِ من المدمنين على العَادة السّرية؟» استلقَت فوق سريرِها خلفي، قرفَصتُ أسحَب صندوقًا خشبيًا بحجمِ العلبَة لأفتَحه. «وهل إذا كانَت إجابتي نعَم سنكون شريكَتين؟» انعقَدت ملامِح وجهي أحدّق بما تحتوِيه.
«نحنُ واحدتَين بالفِعل، بغضّ النّظر عن إجابَتك. أ ترَين؟» أغلقتُ الصندوقَ بقوّة لدرجَة كدتُ أن أهشّمه بعد أن كادَ عقلِي يطفوا بعيدًا في سطحٍ قذِر.
استدرتُ نحوَها لترفَع حاجِبها لي بتلاعُب. «جونغ نارا.»
كورية!! ظننتُها صينيَة من ملامِحها النّاعمَة بطريقَة ملفِتة.
«أونار آدموس.» تلفتُ لأستقيمَ وأدسّ الصندوقَ بينَ أحشاء أثوابِي الجديدَة، في نقطَة لا يمكِن أن أراهَا أبدًا أو أتذكرّها.. أتمنّى.
«اسمٌ جمِيل، من أين قدِمتِ؟»
عدتُ إلى باقي أشيائي أرتبّها في الخزانَة بعشوائية، لا أحبذّ التنظيمَ في بعض الأمور لأنّه يسرِق لذّة الشعور في بعض الأحيان. «اليونان.» حسنًا ربّما لأنني أدركُ أنها غدًا ستعودُ إلى فوضَويتِها، لذلك سأوَفر على نفسِي عناء ترتِيبها.
تصفيرَتها جعلتنِي أرميهَا بنظرَة حادّة، لكنني تفاجأتُ من أنّها قامَت من مضجعِها تجلِس لتنظارنِي بخفّة. «لا يأتِي الكَثير منكم إلى هنَا، أنتِ أوّل واحدَة أعرفهَا، تعلمينَ ذلك؟»
رفعتُ حاجِبي تزامنًا مع ارتخاء نظرتِي قليلاً، منحتنِي ابتسامَة معبرّة لهذا. «لابدّ وأنَ الإشاعاتِ وصلتك بالفعل، الجمِيع هنا يصدّق بما يقَال لأنّه لا دليلَ يثبتُ غير ذلك.»
أنت تقرأ
OLYMPUS ACADEMY || أكاديمية أوليمبوس
Fantasy"التّحدي هو قَانون، والانتصَار هو مكَافأتُك." تحت سِتار أكاديميَة أوليمبوس الرّاقية، وفي عمقِ الميثولوجيا الإغريقيَة حيث تتَشابك الأساطِير بالحَقيقة، تنطلِق الطّالبة أونار آدموس في رحلتِها الملحميَة في عالمٍ مليءٍ بالمؤامرات والصّراعات، وتجدُ نفسَها...