رأيتُ الكَثير في حياتِي، وما لمَحته اليَوم لم يكن الأسوَء لكنّه يظّل سيئًا، مظلمًا، خبيثًا وماكرًا. كلّ الصّفات السّيئَة اجتمَعت في زوجَي الأعين تلك، تؤكِد لي رغبَة صاحبَيهما في العبثِ معي، أو على الأقَل أحدهما.
لا يمكِنني توقَع ما كانَ سيحدُث لولاَ ظهورُ سيّدَة من العدَم أمامنَا، بدَت في العقدِ الرّابع من عمرِها بسببِ تجاعيد وجهِها، بشرَتها كانت ناصعَة وترهلاتٌ خفيفَة زينّت وجنتيها، مقلتَاها بلونِ أوراقِ الشّجر وربّما ذكرني بذلكَ لأن أوراقَ الأشجارِ تطايَرت معها وسقطَت من اللّامكان، شعرُها الرمادِي إلتفَ خلف رأسِها في كعكَة مشدودَة وفستانُها الأزرَق جعلَ من قوامِها المثالِي وطولها يبرزان.
الحزمُ والبرود غلّفا سحنَة وجهها ولم تستغرِق ثوانٍ لأمر الرّجلين الذي وقفا خلفها بحمل جسدِ الفتَى خلفي وأخذه دونَ أي إعتراضٍ من الأخرَين، حتى أنّ صاحبَ السّيف قد ابتعدَ عنّي ما إن استشعَر وجودَها.
هي لم تنسَى قبل أن ترحَل أن تلقِي بصميمِ عينيها المؤنبتَين نحوِي، صوتُها حرفيًا كانَ أصقَع من ملامحِ وجهِها. «آنسَة آدموس، هذه الأكاديميَة العريقَة لها قواعدُها وقوانِيها الصّارمَة، ولا يسمَح لأي مستَجدٍ بأن يخرِق هذا النّظام وإلا ستكونُ العواقِب وخيمَة. راقبي أفعالكِ جيدًا يا آنسَة.»
هذا سَيء.. حرفيًا سيء لأنني حصلتُ على إنذارِي الأول بالفِعل.
هذه السّيدة تكون المشرفَة أرامينتا، إنّها من مجلِس الإدارَة ومكلّفة بالحفاظِ على نظام الأكاديميَة ومراقبَة سلوكِ الطلَبة، وأرعبنِي سام أكثَر بقولِه أن لها أعينًا تزوغُ في كل مكان، لذا هيَ تعلَم كل شيء.
«هذا غير عادِل، لماذا لم تتحدَث معهما؟ لقد كادَ ذلك المتعجرّف يقضِي على الفتى المسكين.» حدقتُ في الشعلَة الصّغيرَة البرتقاليَة التي تطفوا فوق سبابتِي متذمرّة على غير عادَتي، لكنني لا يمكنني كبحُ والإنزعاج والإغتياظ الذي يتوسدني إثرَ ما حدَث.
لماذا كان على الإنذارِ أن يكونَ من نصيبِي بينما أنا الطرفُ المظلوم من القصّة؟ ماذا عن الإثنين الأخرَين أو على الأقل حاملَ السّيف لأنّه من ألقانَا لتلكَ البقَعة وكان صاحبَ الفوضَى؟ أ تلكَ العجوز عميَاء؟
«عليكُما.»
ارتفَعت نظرتي من الشعلَة نحوها مع حاجِبٍ مرفوع أيضًا، لوَت شفتيها للداخلِ بعد أن مسحتهمَا بملمعِ شفاهٍ زهرِي. «لا أحدَ يمكِنه تَوقع ما كان سيحدثُ لكما لو لم تظهَر، أليكساندر لا يعرِف وجهًا للمزَاح ولو أنَ لوكاس أمرَ بنحرِ عنقيكمَا لفعَل.»
وكأنّه يستطِيع ذلك، ثمّ أ هذه هي القواعِد الصّارمَة التي تتحدّث عنها تلكَ العجوز؟ هل يجوز نحرُ أعناقِ الطلبَة لبعضِهم البعض؟!
أنت تقرأ
OLYMPUS ACADEMY || أكاديمية أوليمبوس
Fantasy"التّحدي هو قَانون، والانتصَار هو مكَافأتُك." تحت سِتار أكاديميَة أوليمبوس الرّاقية، وفي عمقِ الميثولوجيا الإغريقيَة حيث تتَشابك الأساطِير بالحَقيقة، تنطلِق الطّالبة أونار آدموس في رحلتِها الملحميَة في عالمٍ مليءٍ بالمؤامرات والصّراعات، وتجدُ نفسَها...