٠٥| هلوَسات حقيقيَة.

2.5K 385 173
                                    

«لقَد أخبرَني يومًا أنّ تجَاهل الأشياء القاسيَة سيجعلَ من الحياةِ تلينُ لنا

توقفَت عن تلّمس جناحِ الفراشَة الملّونة عندمَا حلّقت الأخيرَة، تدع نظرَها شاردًا في مكانِها. «لكنّه كانَ مخطئًا هذه المرّة.» ثمّ استدَارت إلي تضرِبني ببريقِ عينيهَا البرِيء وشفتاها ترتَجِف. «لأنّ التّجاهلَ في حدّ ذاتِه أصعبُ خطوَة يمكنُ للمرءِ فعلُها

لماذا هي هنَا؟ لماذا نحنُ هنا؟! في قلبِ تلكَ الغابَة الملعونَة؟! ألم ينتهِي كلّ شيء وبأسوَء الطّرق؟ كيفَ أجرؤ على التّواجِد معها في نفسِ البقعَة ويجمعنَا مكانٌ واحد اعتادَ أن يفعلَ سابقًا؟

الرؤيَة أصبحَت ضبابيَة جعلتنِي أدركُ أن عينيّ اغرورقتَا بالدّمع المتحجِر. لقد اشتقتُ إليهَا حدّ الجحِيم. «كيسينيا!!» ندهتُ عليها أقترِب خطوَة أخرَى أتمعَن في ملامِحها الذّابلة على غيرِ العادَة. «هل أنتِ بخير؟»

أخذَت سفليَة شفتِها بين قواطِعها وهي تشتِت نظراتِها عبرَ الطّبيعَة حولنَا تأخذ نفسًا هائجًا. «لقد استطعتُ الوصولَ إليه.» فرّت دمعَة واحدَة من محجرِها فسارعَت بمسحِها بقهر وكأنّها تخجَل من مظهرِها هذا معي. «لكنّه لا يزالُ يتجاهَلني

أتذّكره.. هذه الكلمات أتذكرّها جيدًا.

تقَدمتُ نحوَها ولا أدري كيفَ تجرأتُ وجعلتُ رأسها بين رأسي وكتفِي، أربتُ على شعرِها، أحاول.. أحاوِل أن أشعرَ بجزءٍ من ألمِها الذي لا يساوِيه ألمِي اللاّسع في شيء الأن.

لطالما كانت كلتانَا منبوذَة.. لكن بطرقٍ مختلِفة.

«أظنّه قد دفنَ ذكرَايَ بعد كلّ هذه السّنوات يا أونار، أظنّني الوحيدَة التي لا تزَال تتشبثُ بحلقاتِ الماضِيالغصّة القاتلَة كانت تنتصِف حلقها وتجعل من نبرتِها متحَشرِجة بشكلٍ مزرٍ. أمّا أنا فلم يكن لي الحقُ في البكاء حتى رغمَ أنني كنتُ على شفيرِ ذلك.

OLYMPUS ACADEMY || أكاديمية أوليمبوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن