حينَما يكون العَالم في فوضَى حتميَة ينقلِب الهدوء صخبًا، والسّلام حربًا والهدنَة خيانَة. حينَ تنفجرُ الدّماء بداخلِ عروقكَ وتجرِي مجرَى اللّهيب في الهشِيم حتى تصلَ قلبَك، تغمرُه، تحرِقه وتدثرّه بالفَحم.
سَتدرِك أنّ ما أنتَ عليه اندَثر مع حمرَة خافِقك، وما ستَغدوه سيكونُ مستخلصًا من طينَة مستَنقعٍ قذِر. تشمَئزُ منكَ العيُون وتنفَر منكَ الوُجوه.
وَحش.. الأفوَاه ستهمِس، أذانكَ ستَلتَقِف، قلبكَ سينقَبِض والنّيران داخلكَ ستشتَعِل وستَحرقُ كلّ ما حولَها.
كلّهم يعِيشونَ في قرارَة الجحِيم.. لكنّ جحيمَهم ولدَ من قعرِ المآسي، جَحيم صرخَات الكلِمات المذبوحَة بنصلٍ صدئ..
جنةً توهجَت باللّهب وثمراتهَا جمراتٌ مشتعلَة.
«باتَ عسيرًا خلقُ السّلام، أليس كذلك؟» صوتُه الخفيض رنّ في أرجَاء القاعَة، خافتًا لكن ثابتًا وعريقًا كصاحبِه. عيناه الغائرتان انبسطتَا بين وجوهِ الجميع واحدًا واحدًا يتمعنّها ويقرَأ ردودَهم من خلالِها.
أ يوافِقونَه بصمتِهم الطواعِي هذا أم يختَلفونَ معه؟
«والأصعَب من ذلك، إيجَاد من يخلقُه.» ضربَ عكازّه بلاطَ الأرضيَة فانتَشرت موجَة خفيّة على طولِ المكَان.. خفيّة لكن الجمِيع شعرَ بها وبهالَة صاحبِها، وتصلّبت عِظامهم لعتاقَة الإحسَاس. ممّا جعَل أعينَ غالبِيتهم تتعلّق بسطحِ الطّاولَة.. تنتَكسُ من الضّيق.
ارتَفعَت كفّ يدِه أمامَ وجهِه وتعلّقت عينَاه الغائرتين عليَها، لمعَة الحسرَة مرّت بهمَا وانحسفَت والعروق السّودَاء من تحتِ بشرتِه المتجعدّة نبضَت. «من المؤسِف رؤيَة العالَم يتهدّم بسببِ أخطَاء كانَ دافعهَا الجشَع والأنانِية.» ارتفَعت مقلتَاه وبريقٌ ذهبَي مرّ بهما يجذِب أنظَار الجمِيع. «بينمَا المذنِب من يستحِق أن يُقلَب العالَم فوقَ رأسِه ويعرِف قدرَ نفسِه وحجمَ عارِه.» تبدّل بظلمَة اللّيل.
قروسَة نبرتِه ما كانَت تنتشِر في الأجوَاء وتجعَل من الجميعِ يتجمَدون في أماكِنهم منصِتينَ بطواعِيَة. البَعض يتمنّى انتِهاء هذا الهرَاء ليغادروا والبعضُ الأخَر يحاولُون كبحَ الرّغبَة داخلِهم في اسكاتِ فمِه المقرِف إلى الأبَد.
كانَ من العسِير كبحُ هالتِهم عن الظّهور في وجودِه.. لكنّهم كانوا يعلَمون أنّه يعلَم. يستَشعرُ أقلّ طاقَة تنبعِث منهم، يعلَم بكلٍ واحدٍ يقبضُ أصابِعه تحتَ الطّاولَة ويضمُ شفاهَه صاكًا أسنَانه.. يدركُهم واحدًا واحدًا.
ويجيدُ اللّعبَ بمشاعرِهم.
«لكن العالَم محظوظ.» تقلّصت أصابِعه في قبضَة مرتَخيَة يخفِضها عن مرآه. عبرَت عيناه وجوهَهم وخط شفاهِه يميل. «محظوظ بامتِلاكِكم. سبِيل المغفِرة من خطايَا الجهَلة.»
تقلّص الأكسجين في الهَواء وباتَ ثقيلاً والجوّ أكثرَ اختِناقًا، عروقهم كانَت تهدّد بالإنفِجار مع كلّ كلِمة تسبَح في الهَواء. كانَ يستنفِذ الهَواء وصبرَهم.
صوتُ خطواتِه المرفَق بِعصاه رنّ من خلفِ ظهورِهم. «قطعنا عهدًا لهم ولأنفسِنا بأننا سنكون الأشرَاف.» وقفَ خلفَ أحدِهم عينَاه تشحبان على طلائعهم في ابتِسامَة آثمَة توارِي خلفهَا الويلات. «والوَيل لكلّ من تخونه أفكارُه لنكثِ هذا العَهد.» ضربَ فيهما الوعِيد.
«جحِيم أوليمبوس سيَغمِد روحَه بالمَآسي.»
♦أكـــاديمية أوليمبـــوس♦
✨قريبًـــا✨حسابي على الأنستغرام: Lilas_psh
أنت تقرأ
OLYMPUS ACADEMY || أكاديمية أوليمبوس
Fantasy"التّحدي هو قَانون، والانتصَار هو مكَافأتُك." تحت سِتار أكاديميَة أوليمبوس الرّاقية، وفي عمقِ الميثولوجيا الإغريقيَة حيث تتَشابك الأساطِير بالحَقيقة، تنطلِق الطّالبة أونار آدموس في رحلتِها الملحميَة في عالمٍ مليءٍ بالمؤامرات والصّراعات، وتجدُ نفسَها...