الفصل الاول

13.9K 444 22
                                    

  • مُـقابلي زعـيم مـافيا •

••
مـرت الــدقـائـق و الـثوانِ و لـازالـت هـى قابـعة بـمكانـها ،،
تـحدق من بين فراغـات الـنافذة بـنظرات هائمـة .. بـأعينٍ لـامعة ، و دقـات قـلبٍ متسارعـة !

لـا تـعلم كم مرّ من الـوقت و هى بـتلك الـحالة الـضائعة ، لـكن كـل ما تـيقنت منـه‍‍ انـها اسعد الـلحظـات الـتي عاشتـها و حتمًـا ستـعيش به‍ا ..

ذاكـ الـشاب الـوسيم منذ ان سكـن في الـمنزل الـمقابل لها و هى تـرقد خلف نافـذتها تنـتظره بـالساعات حتى يـهِّل بـضوءه و يـقف في شُرفة غرفتـه ،
شرفة غرفتـه التي شاء الـقدر الـعظيم ان تصبح مقابل شرفتـها مباشرةً !

عـضت شفتـها السفلى بـخبث مُطالِعة إيـاه ، بـشرته الـذهبية تـذكرها بـالرمال عندما تضاربـها آشعه الـشمس الـحارقة ..
لـم يكن يرتدي شيئًـا لـلجزء الـعُلوي فـتبين لها عضلـات صدره الـصلبة و عضـلاته الـسداسية الـمتناسِقة ..
تـلك الـعروق الـبارزة من معصمـيه و هو يدخـن سيكـاره كـالعادة تشـبه سيول الـماء الـچارية الي حدٍ كبير !

- كـأنـه‍ُ جـزءًا مـن الـطبـيـعـة ؟

نـظرت خلفـها لـتلمع فكرةٌ ما بـخاطرها ، و لم تـلبث سوى ثوانٍ حتى كـانت تجتاز عتبة غرفتـها مُختلسة الـخطوات على انـامل قدميها ..

تأكدت من ان جميع من في الـمنزل يغط في سبات عميق فـابتسمت بـحماس عائدة لـمآواها مرةً اخرى ،
وضعت يـدها على مقبض الـنافذة استعدادًا لـفتحه ، و في ذلك الوقت رنّت جملة والدها بـعقلها

" اوعـى اشـوفك فـاتحة الـشباك ده انتِ فـاهمة ؟ "

و كان الـسبب مُثيرًا كثيرًا !
كان الـسبب ان الـرچل الـساكن مقابلها لم يكن سوى " زعيــم مـافيـا " !!

- اخــطر رجـل بــالعالم ؟؟! -

لـمعت عـيناها بـوميض الـحماس و هى تـتخيل الـآتي " زعيم مافيا " و هذا يعني :- قـتل و تدمـير و سحق كل من يتعرض لـدَربِه !
و هذا يعني :- انها فرصة لن تتكرر مرتين
هذا يعني :- انها و اخيرًا سـتعيش چولـة من چولات احلامـها الـخيالية ،
هذا يعني :- ان جمـيع الـروايات و الـقصص الاسطورية التي قرأت و سمعت عنها ستـعيشها اخيرًا !
سـتصبح الـبطلة الـجميلة ، و هو الـوحش القاسي الـمُفترس ..
ستصبح الـأميرة الـنائمة التي ستـسقط الـامير الـمغرور بــشباكها ..
و سيـصبح وحـشها الـلعين الذي طالـما عذّبها .!

لم تتـمهل و لَوت الـمقبض لـيتحرر من عـقدته و تـنفتح الـنافذة على مصرعيها ، كانـت مـلامحهـا حماسـية متوهـچة قبل ان تتـحول للـغضب و الـحنق ؛ فـهى لـم تجده بـالتأكيـد ذهـب لـإلحاق نـومه كـالبقية ..

شـدت قبـضتها على شعرهـا تـجِز على اسنانهـا ، فـكانت حقًا متحمسة لـرؤيته وجهًـا لـوجهٍ و لكن ربـما تأخـرت قليلًـا .
جابـت الـشرفة يمينًـا و يسارًا لـتهديء من روعـها حتى وقـفت في الـمنتصف فـاغرةً فمهـا تمـامًا عندما وجدتـه يـقف في شـرفته مستنـدًا على حافة السور بـابتسامة مـاكرة .!

وقـفت مكانـها تـحدق به و بـإبتسامته التي زادته وسامةً فـكان حقاً يشبه ابـطال الـروايات التي تقرأها .. لا لا ليس يشبهـهم فقط بـل و كأنـه واحدًا منهم !
شـعره الـأسود الـلامع ، عـيناه الـسودوان الـمنطفئتان بـجاذبية و وقّار ، ذقنه الـتي تكاد تلمحـها من خفتـها ..!

شـهقت بـخفة عندمـا رأته يـرفع الـكأس الـذي يحتوي على بعض الـنبيذ للـاعلى ناظـراً لها كأنه يـحييها .!
تـوقفت الـحروف بـحلقها و چهلت تماماً ماذا تـفعل الآن ، و على عَجَلٍ دخلـت لـغرفتها ثانيةً مُغلقة النافذة خـلفها ..

وقـفت خلف الـنافذة تضع يدهـا على قلـبها محاولةً تهدئـته ، و ابـتسمت بـبلاهة قبل ان تـتوجه لـذلك الـركن الـمظلم في آخر الـغرفة و تعود لـجلستها الـقرفصاء دافِنة وچهها بين ركـبتيها ، مستسلمة لـلـخيال بدلًا من الـنوم ...

- تــاج عصـام -
فـي الـعقد الـثاني من عمرهـا ، تـعشق كـل ما يخص الـخيال مـن قصص اسطورية و روايـات و غيرها ..
و خاصـة ذلك الـنوع الذي يـظهر دور الـبطل الـقاسي الـشرس و الـبطلة الـمتمردة سليطة اللـسان و الذي يـنتهى بـقصة حب بعد عـذاب كـالمُعتاد ..
سـاعدتـها مـلامحـها الـبديعة الـمنمقة من أعـينٍ مـائلة لـخضار الـعشب ، و شَـعرٍ طـويلٍ ممـوج يـتلون بين الـأسود و الـبندقي ، و بـشرة صـافية من اللـون الـقمحي على تـرسيخ مبدأ قصص الـحب في وعـيها ، فـأصبحت تنتظر ذاك الـيوم الذي ستـتقابل اعـينها مع اخرى حادة قاسـية فتذوبـان فوراً امام جمالهما !

••  

التفاعــــــــــــــــــــــــــــــل

نوفيلا "لأجلها اصبحت شيطانا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن