الفصل الرابع - الجزء الثانى

5.2K 220 23
                                    


- لـأجلها اصبحـت شيطانًـا -2

الـفصل الـرابع

••

خُـصلات شعـرها الـكستنائي انسـجمت مع الـحان الـهواء ،، فـأخذا يـرقصان كـالأحباء ...
تـمردت و تـطايرت فـي كـل اتـجاه ،، و مع كـل خُـصلة تبـخترت فـتمايـلت وقـع قلبـه اسـيرًا لـهذا الـجمال ...

تـزغللت مـقلتاها دون وجهـة ،، كأنها تهرب من حـصاره الـساحر ..
نـظرت للـوجوه الـبسيطة امـامها ، فـمن شـدة الـبساطة ارتـاحت عـيناها رؤيـة لـهم .. و جُـملة هبـت بـخيالها الـواسع
" بـالطبع مـن يستغنى عن تـلك الـملامح الـبسيطة مُـقابل رونقـة و لمعانًـا صناعيًا يصـبح جــائــر ،، يُـحدق بـه الـبشر كــالبهلوان الـحائر ؟! "

ضـحكت بـخفة تتـذكر اشكـالهم ،
لـتنتبه لـتلك الـحدقتين الـمتأملين إيـاها بـكل شغفٍ و لـهيب الـحب يُـلعلع داخلـهما ..

تنـحنحت تـاج بـحرج ،، و كسـرت حاجـز الـصمت فـأردفت :-

_ احـم ، كـويس اننـا لاقينا عربيـة تقفـ لـنا في الـوقت ده ، ان شـاء الله مش هـنتأخر و نـوصل بـسرعة ...

كـان " زيـن " مُمدًا على سطح الـسيارة الـمفتوح و رأسـه جـارًا لـتاج ..
من حسن قـدرهما وقفـت سيـارة نقـل من الـأنواع مفتوحـة الـسقف الـمُختصة لـنقل اثـاث الـمنزل و غـيره ، يـركب معهم آخـرون يحملون ملامـح شـرقية بسيطة ..
بينـهما عـائلة تمتـاز بـالبشرة الـسمراء اللـطيفة و الأعـين الـبُنية فـأخذت تـاج تُـحدق بهم بـحبٍ و استـلطافٍ جـمٍ ...

لـم يعقـب زيـن فقـط بـاتت تـعابيره بـالإبتسامة الـهائمة راكـدة
ضـغطت تـاج على شفتها الـسفلية تـسأله بـهدوء حـاولت عـدم اظـهار تـوترها و خـوفها عليـه :-

_ تعبــان ؟؟ الـجرح بـيوجعك ؟!

تـحولت ابتسامتـه لـسخرية بـسبب سـؤالها الـعفوي ، فـهو الآن ينـزف الـدماء بـكمية ضخمـة فـي منتصف اللـيل وسـط الـطرق الـصحراوية الـمُنعدمة من الـخدمات .. لا درب سوى الانتـظار ...

اجـابها هـامسًـا بـصوته الـذي يخـرج بـأعجوبة :-

_ ايـووة ..

الـتوي ثغرهـا للـيمين بـأسف ، اشـاحت للـجانب الاخر بحثًـا عن ردٍ مناسـب ..
تشـعر بـالشفقة تجـاهه كـثيرًا فـللـطُرق مشقـة و جـرحه عمـيق .

مـطت مكنبـيها للـأعلى تهـتف بـقلة حيلة :-

_ معـلش اسـتحمل ..

اومـأ بـإيجابية ، و اكمـل افتـراس مـحياها الـوردي .. يـشعر بـألم لـكن شعـور الـفرحة لأنها جـانبه طغى على كل الـآلام ..
يـشعر ايضًـا بـالنعاس و رغبـة مُميـتة في اطـباق جفنيـه تجتـاحه .. لـكن قمـرانها يـجذبانه نحـو تـأملهما فـأطاع ذلك و انـصاع ...

نوفيلا "لأجلها اصبحت شيطانا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن