- لـأجلها اصبحـت شيطانًـا -2
الـفصل الـسادس
••
عـاونت " زيـنب " زيـن على الـتمدد ، فـنام على مُنكبًـا على وجـهه يتنهـد متألمًـا من الام ظهـره ..
اصتفـت اخـواته على الـفراش ينـظرن لـه بـشفقة على جـرحه و جسـده الـمرهق بالإضافة لـشحوب وجـهه الـذي أصبح الـسواد يغطي معظم تـجاعيده ...
مصمصـت إحـداهن شفتيها لـتعقد ساعديها تحت صدرهـا مـردفة بـلؤمٍ :-
_ بقى نـسيبك مع الـبت تـوصلها و تعمل واجـب انساني بـدل ما كلاب الـسكك يستفرده بيها تقـوم هى اللي تستفرد بيك و تعلـم عليـك كـدة ؟!!
صـاحت الأخرى ملوحـة بـكفيها في الـهواء و نـظرات الـخبث تلمـع بـمقلتيها الـعسليتين :-
_ و ليـه هو اللي ميكونش استغلّ وحدة الـبُنية و الـشيطان وسوسله و خدهـا فوق سطح الـواد حمادة .. و الـبت دافعت عن نفسها بس !
زمجـرت والـدتهن فيهـن بـغضب و حنقٍ من غباوتهن الـمفرط فيها فـهبت بـعاصفة :-
_ اخرسـي منك لـيها مش عايزة اسمع كلمـة واحدة ،، اطـلعوا برا و سيبوا اخوكم يرتاح انجروا كتكوا الـبلاوي !
نـظرت كلًا منهن للـأخرى بنـظرات متهكمة و هن يتأهبن للـآتي ،
بينما جلست زيـنب على الـفراش تـربت على شعر زيـن الـمصطنع الـنوم لـيتخلص من ثـرثـرة الـجميع ..انخفضـت لـمستواه لـتهمس جانب اذنه بـدفئٍ اموي يبث شعـور الـراحة داخل خلايـاه ..:-
_ زيـن ، حبيب ماما انت سـامعني ؟
قهقهـت احدى اخـواته بـضحكة سـاخرة مُنحلَّـة لـتتمتم بـتهكم وسـط ضحكتـها :-
_ يـا حبيب مامـي ...
اتبعتـها اخواتها في الـضحك بـكتمان ، لكن سرعان ما هبت والدتهن تصـرخ بـوجوههن و قد وقفت امامهن لـترفع سبابتها امام وجهها :-
_ انا مش قولت تطلعوا برا ، مش عايزة اشوف مخلوقة هنا بـرا !!
خرجـت الـفتيات متذمرات من صـريخ والدتهن ، لـيقفن امام باب الـغرفة يـسخرن من " زيـن " الـذي لـطالما نال على مراده ، تتـحقق احـلامه دائمًـا و يفعل ما يحلوا لـه دون رقيـب لكن هن ؟؟ هـنّ دائمًـا الـخادمات الـمحققات لـأحلامه .. احلامه تتحقق على حساب امانيهن ، فـهو تـرك مدينتهم الـصغيرة و سـافر الي الـقاهرة لـيكمل تعليمه و من ثمَّ بدأ في عملـه فـأصبحت الـقاهرة موطنـه الأصليّ ...
لكن جميعهن منهن من لم تكمل تعليمها بسبب عدم توافـر الـجامعات الـتعليمية بـالمدينة فـتوجهت للـزواج فورًا ..
أنت تقرأ
نوفيلا "لأجلها اصبحت شيطانا "
Humorنوفيلا قصيرة بقلم الكاتبة نوران شعبان الجزئين الاول والثاني