.|12|.

594 113 21
                                    


تمرُ الأيام برتابة.

نفس الأشياء تستمر بالتكرار، ثلجٌ يتساقط، بردٌ يزداد، أمٌ لا مبالية خارج البيت، أبٌ يعلمُ الله وحده أين هو، وأنا تارةً أغرق بين في سريري مع حاسوبي، وتارةً أفتش الشوارع بحثاً عما يثير الاهتمام، وتارةً أتكلم مع سايمون.

كنتُ قد تساءلتُ مجدداً، أين تيا من هذه الحلقة؟ عادةً، كانت هي أحد أهم أجزاء روتيني اليومي بما أنها صديقتي الوحيدة. قلقت فقررت الاتصال بها، لكنها لم ترد. أعدت الكرّة مراراً وكانت النتيجة هي نفسها. ولستُ أدري ما بها، لكن وكذلك فلم يتم الرد على رسائلي لها بكل حسابتها. كان هذا غريباً، لكن لم يكن باليد حيلة بما أنها بالجهة الأخرى من البلاد مع عائلتها الكاملة تقضي عطلة الشتاء. أتمنى فقط أن تكون بخير..

أما عن سايمون، فلا أدري ما أمري معه. أعتقد أنه مستمعٌ جيد، كما أنه يجيد الكلام والتعامل، وكان الشخص الوحيد الذي أراه في أيامي هذه أكثر من والديّ، فكانت هذه أسباب توطد علاقتي معه. أعتقد أنني كسبتُ ومنذ مدةٍ طويلة صديقاً جديداً أخيراً.

تململتُ في فراشي قليلاً ثم استلقيتُ على جانبي وحاسوبي أمامي، ورحتُ وبفمي ملعقةٌ من الشوكولا لم تنجح كما الخرافات السائدة في رفعِ معنوياتي، وبدأت بتصفح الفايسبوك. المتربع على عرشِ أفضلِ الأشياء التي تفعلها لتضييع وقتك. ورحتُ أفكر بحلقة الرتابة السابقة، وكيف أنها في طريقها لخنقي قريباً.

راودني بهذه اللحظة شعور، كان ضعيفاً، لكنني أحسست به، بأن حلقة الرتابة ستُكسر. ستُكسر فعلياً قريباً.

لكن الخوف من ذاك الذي سيكسرها هو ما جعلني لا إرادياً، أرتجف.

تيهان رُوح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن