للكاتبة : أورسولا لي غوین
.
.
.
.مع جلجلةِ الأجراس وبدِء تحلیق السنونوات، یقدمُ مھرجانُ الصیف إلى مدینة أومیلاس التي تبرُز متألقة على البحر.
تتراقصُ القواربُ في المیناء مزدانةً بالرایات.
وھناك في الشوارع، بین البیوت ذات الأسقفِ القرمیدیة الحمراء والجدران المطلیة، بین الحدائق المكسوّة بالطحالب القدیمة وتحت أقواس الأشجار التي تسقف الطرقات، عبر منتزھات كبیرة ومبانٍ عامة، تسيرُ المواكب.
كان بعضھا یبدو لائقاً: كبارُ سنٍّ في جلابیبَ سمیكة من البنفسجيّ والرمادي، أربابُ عمل، نساءٌ مرحات یتحدثن ویمشین وھنّ حاملاتٍ أطفالھن.
في شوارع أخرى كانت الموسیقى تُـعزف بإیقاعٍ أسرع، ومضاتٌ من صوت الصَّـنج و ضربِ الدفوف، وراح الناس یرقصون.
كان الموكب كله عبارة عن رقصة.
كان الصغارُ یتقافزون مراوغین خارجَ و داخل الموكب، صیحاتھم العالیةُ لبعضھم تتصاعدُ كـتحلیق سنونوات متقاطعة فوق الموسیقى والغناء.
تشق المواكب طریقھا نحو الجانب الشمالي من المدینة.
وھناك، حیث مرجُ المیاه العظیم الذي یسمونهُ الحقول الخضراء، صِـبیةٌ وفتیاتٌ عراةٌ في الھواء الطلق، بـأقدامٍ وكواحل مُـلطّخة بالطین، و أذرعٍ طویلة رشیقة، یدربون خیولھم المضطربة قبل السباق.
لم تكن الخیلُ ترتدي أیة معداتٍ عدا أرسُنٍ بدون لجام. أعرافُھا مجدولة بشرائط فضیة وذھبیة وخضراء.
كانت الخیلُ متحمسة بصورةٍ ھائلة، تنخرُ و تصھل ویرفسُ أحدھا الآخر.
الخیل، ذلك الحیوان الوحید الذي تُـبنى احتفالاتنا وطقوسنا كطقوس تخصّهُ ھو ذاته.
بعیداً نحو الشمال والغرب، تقفُ الجبال مطوقة أومیلاس في نصف استدارٍة على خلیجھا.
كان ھواء الصباح صافیاً جداً حتى أن الثلوج بدت واضحة وھي تتوّجُ ثمانیةَ عشر قمةً ملتھبة بنارٍ بیضاء ذھبیة، تقطع أمیالاً من الھواء المتوھّج تحت سماءٍ داكنة الزُرقة.
كانت الریاحُ مثالیة، ما یكفي تماماً لجعل الرایات التي تمیزُ میدانَ السباق ترفرف بین الحین والآخر.
وفي صمت المروج الخضراء، كان بوسع المرء أن یمیز صوت الموسیقى وھي تلفّ شوارع المدینة، یبعُد صوتھا ویقترب، ثم یقترب أكثر من أي وقتٍ مضى.
أنت تقرأ
السائرون بعيداً عن أوميلاس Ursula K.Le Guin | The Ones Who Walk Away From OMELAS
Short Storyالسائرون بعيداً عن أوميلاس (مترجمة ومرفقة بدراسة تحليلية) Eng. ver. + نسخة عربية ترجمة : ريا هشام مرفقة بالشرح و بدراسة أدبية و آراء النقاد. The Ones Who Walk Away From OMELAS by : Ursula K.Le Guin