قراءات حديثة

1.4K 138 75
                                    

في هذا القسم الصعب سأتحدث عن :

- القراءات النقدية الحديثة.

- القراءات المتاحة لأوميلاس.

***********

*النقد الحديث*

من أحد اتجاهات النقد الحديث هو استيعاب طريقة تقبل القارئ للنص.

أي كيف يفسر كل قارئ النص.

وهذا يعتمد على : ثقافة القارئ، جنس القارئ، بيئة القارئ .. إلخ.

وعلى هذا الأساس يُسمح للنص الواحد بعدة قراءات.

ما من قراءة مغلوطة طالما تعتمد على ركائز وإشارات من النص.

وما من قارئ يمكن أن يستوعب كامل معاني النص، إذ يمكن أن يأتي دائماً من يزايد على المعنى.

كما يمكن لكل قارئ أن يلبس النص قراءة تناسب مفاهيمه و معتقداته الخاصة.

وهذا خلق عدة قراءات حديثة للقصة، قراءات مختلفة عن التحليل الذي سبق وروده في هذا الكتاب.

********

*بعض من قراءات أوميلاس*

وفقاً للنقد الحديث يمكن أن نقرأ رمزيات أوميلاس ونفسرها على أساس : سياسي، إجتماعي، فردي، نفسي، عاطفي..

\\ السياسي \\

أوميلاس (كما ذكرنا سابقاً) يمكن قراءتها كنظام سياسي غير عادل يطبق على المجتمع بموافقة من الجميع، يوفر لهم السعادة رغم وجود بعض العناصر المعارضة وحتى الأفراد المضطهدة.

ومن يسعى لخلق نظام آخر لعدم تقبله الظلم في هذا النظام السياسي هم السائرون بعيداً عن أوميلاس.

أوميلاس هي تقريباً كل نظام سياسي على وجه الأرض. هي كل ما يمكن لعقل الإنسان تخيله، عقولنا المحدودة لاتستطيع تخيل سعادة من غير ألم، نظام سياسي من غير ظلم.

لذا السعي لإيجاد نظام جديد هي كالخوض في الظلام والسير على غير هدى إلى وجهة يصعب تخيلها.

\\ الاجتماعي \\

هو المنظور الذي نطل من خلاله على الأقليات والمنبوذين والمهاجرين و الفقراء و .. و.. وعلاقتهم مع المجتمع بصورته الكلية.

المجتمع الذي يمثل الأغلبية أو الأغلبيات في بعض الدول (اي ليس بالضرورة نوع واحد) هم على دراية كاملة بوجود الجمعات ذات الأعداد القليلة والأفراد والتي تشكل الطبقة السوداء المهمشة، هم لايحصلون على حقوقهم في الدولة كمواطنين و البعض لا يتوفر لهم حقوقهم كـبشر، لايعاملون على اساس المساواة بل ينظر إليهم بدونية واستصغار.

ومن يظهر أي تعاطف معهم يتم نفيه بشكل مباشر أو الضغط عليه حتى الهجرة، كـنفي غير مباشر.

\\ سايكولوجي- نفسي \\

البشر نوعين كحالات نفسية : النوع الذي يركز على المشاعر الإيجابية والنوع الذي يركز على المشاعر السلبية.

في خضم يومياتنا نميل في المجمل إلى نبذ كل شعور سيء ومؤلم.

نبعده عن حياتنا اليومية في سبيل عيش الحياة بأقصى سعادة ممكنة.

لكن هذا لايجعله يختفي ولايساعدنا على نسيانه، هو موجود ونحن ندري بوجوده ونتجاهله.

وبهذا نحن سكان أوميلاس.

إن لم نفعل ؟؟؟

إن ركزنا على آلامنا و تقوقعنا في تلك الحجرة حاجبين عن انفسنا متع أوميلاس وصيفها فالمرض والبلاهة هو ما ينتظرنا.

إما أن نحتفل بالسعادة ونمجدها مع نبذ الألم وتخطيه ولو بلغ ذلك حد ظلم أنفسنا.

أو ننزل إلى الدرك الأسفل، إلى بحر الخزن، نلعب دور الضحية ونسلم حياتنا لليأس والألم الذي سيتعاظم كلما أطلنا المكوث فيه وكلما لاحت إلينا ذكرى سعيدة فنتجاهلها.

إن اخترنا طريقاً ثالثة ، كالموازنة بين الألم والسعادة، الاعتدال بالسعادة وتقبل الألم واستيعابه فنحن حتماً نبحث عن طريق أخرى بعيدة عن عالم البشر في عالم لم يتم اكتشافه بعد إلا أننا لانستطيع الجزم بعدم وجوده.

وسنكون عندها السائرون بعيداً عن أوميلاس.

********

.
.
.
.

😺 : يعود تحليل هذا القسم لأفكاري الخاصة دون الاعتماد على أي مراجع أخرى لعدم توفرها.

إلا انها ترتكز إلى قواعد النقد الحديث المعروفة.

السائرون بعيداً عن أوميلاس Ursula K.Le Guin | The Ones Who Walk Away From OMELASحيث تعيش القصص. اكتشف الآن