مر اسبوع على المحاضرة الاولى للأستاذ جواد واليوم هو موعد محاضرته الثانية بعد ان قرأ اجاباتنا خلال هذا الاسبوع ازدت تعلقا بصديقتي آية حتى اني كنت اخجل من بعض تصرفاتي امام حيائها, لم اختلط في الجامعة بأحد غيرها كنا حوالي العشرين طالبة وثلاثون طالبا في المرحلة علاقتهم كانت سطحية بعض الشيء لذلك لم احبذ الاقتراب منهم.
بعدما انهينا محاضرة التلاوة والحفظ التي كان يحاضرها الاستاذ زهير كان لدينا استراحة لوقت قصير قبل مجيئ الاستاذ جواد اثناءها ذهبت آية للصلاة في غرفة الطالبات وبعد ان انهتها سألتني ان كنت سأصلي فتحججت حينها انني لم اتوضأ ومسح مساحيق التجميل سيأخذ وقتا لذلك افضل ان اؤديها في المنزل.
في الواقع تلك لم تكن الحقيقة لأنني لم اكن اصلي لكن خجلت قول ذلك. اجابت بلا بأس لكن يجب ان لا انسى الوضوء دائما ليس فحسب لأجل الصلاة ولكنه طهارة للبدن، ثم اخذتني الى حديقة صغيرة خلف القسم لا يوجد بها أي من الطلاب لأنها كانت تتجنب الاماكن المزدحمة بالاختلاط كنادي الكلية الذي لم تدخله طيلة اسبوع دراستنا ثم جلست على احد المقاعد الموجودة تحت شجرة الصفصاف الكبيرة وطلبت مني الجلوس قربها واخرجت كيس من حقيبتها السوداء يحوي علبتيّ عصير واكياس من البسكويت لنتناولها قبل المحاضرة لم امانع مطلقا وشكرتها ثم اخبرتها ان المرة المقبلة سيكون على حسابي.
نظرت الى ساعتي بينما كنا لا نزال نأكل وصعقت بالوقت وانه قد تجاوز الوقت المقرر للمحاضرة بعدة دقائق سارعنا بالمضي بعد رمي العلب والاكياس في سلة المهملات وعندما وصلنا القاعة كان الهدوء قد اكتساها وجميع الطلاب يجلسون في مقاعدهم اما الاستاذ جواد فقد كان يقف بالقرب من الباب ليغلقه لولا ان رآنا وسمح لنا بالدخول شرط ان لا نكررها وعندها سيدرج اسماؤنا مع الطلاب غير الحاضرين لمنهاجه.
بعدما جلسنا في مقاعدنا في المقدمة اعطتني زينب دفتر صغير للملاحظات وقالت انه لربما سأحتاجه اثناء المحاضرة ثم اكمل الاستاذ كلامه عن هيكلة درسه الذي سيقدمه هذا اليوم لكن قبل ذلك كان سيناقش بعض اجاباتنا على سؤاله المرة السابقة فقال:
ــــ جميع اجاباتكم كانت مقنعة وانا مسرور جدًا لوجود اهداف لديكم من وراء دراسة القران وعلومه وقد جئتم للدراسة برغبة لا مرغمين.
ــــ زهراء كامل...
قال الاستاذ بينما كنا نتجهز لتدوين الملاحظات التي ربما سيقولها اثناء شرحه ولا نجدها في المنهج الدراسي, رفعت يدي للإشارة على مكان تواجدي,
بعدها نظر اليّ وقال:
ــــ اذن انتِ هي, هل هذه الورقة تخصك؟
واخرج ورقتي التي كتبت فيها كل تساؤل كان يعتريني طيلة حياتي لم اتفاجأ كثيرًا فقد كنت اتوقع نتائج مماثلة.
أنت تقرأ
وتردّ سلامي
Não Ficçãoعندما يتعلق الامر بالحسين دائمًا ما اجدني امام شعورين متناقضين ما بين السعادة والحزن ينبت حبي الازلي اليه, ذلك الرجل العظيم الذي اقام من كربلاء صرحًا وملجأ يأوي اليه التائهين في هذا العالم المظلم.