بداية المعرفة

222 16 0
                                    

ذات يوم احد وعندما وصلت الى الجامعة بقيت انتظر وصول آية لكنها تأخرت لذا دخلت المحاضرة الاولى وانا كلي قلق عن سبب تأخرها واذا ما اصابها مكروه ولم يكن لدي رقم هاتفها لأتصل بها واتأكد, انتهت المحاضرة وآية لم تأت ثم كما هو الجدول فالان محاضرة الاستاذ جواد ففضلت الانتظار علها تأتي معه لم اخرج من القاعة رغم ان بعض من الطالبات طلبن مني ان اجالسهن لكني اعتذرت منهم واخبرتهم بأني افضل انتظار المحاضرة الاتية ثم بحلول وقت المحاضرة جاء الاستاذ جواد من غير آية تشتت فكري حينها فلم ادون شيء من الملاحظات داخل دفتري لكني اتذكر بعض من درسه كان عن الفرق بين الشريعة الاسلامية ومدلولات اخرى كالإسلام والدين والفقه وقد بين فيها ان الشريعة الاسلامية والدين لفظان لهما معنى واحد فالأحكام الالهية دين ومن حيث انها تكتب وتملى فهي ملة ومن حيث انها مشروعة فهي شريعة.

وكما هي عادته فقد سمح للجميع بقول تساؤلاتهم بخصوص درسه كي لا يبقى أي شخص بيننا يراوده الشك لكني حينها لم يتسنَ لي السؤال لضيق الوقت وبعد انتهاء المحاضرة تبعت الاستاذ جواد الى مكتبه.

طرقت الباب مرتين فوجدته يجلس على مكتبه منغمس في قراءة بعض الكتب ويعمل على الحاسوب في آن واحد فاعتقدت حينها انه ربما كان يلخص دروس منهاجه طلب مني الجلوس على الكرسي الموجود بالقرب من المكتب ثم سألني عن سبب قدومي فقلت له:

ـــ في الحقيقة لدي سؤال بخصوص المحاضرة السابقة ولكن قبل ذلك هل يمكن ان اعرف سبب تغيّب آية هذا اليوم؟

ابتسم الاستاذ وكأنه عرف سبب تطفلي على مكتبه وقال:

ـــ صحتها ليست على ما يرام ولكن لا تقلقي ستكون بخير في الغد.

بعد ان عرفت انها بخير طرحت عليه بعض الاسئلة وحصلت على اجابتها ثم شكرته واستأذنت للخروج.

كان يوم كئيب جدًا بغيابها, كنت افتقد ابتسامتها وصوتها المترنح في اذني, عباءتها التي كان تحويني, دفء يديها واشراقة مبسمها فلا معنى لدفء الشمس بغياب صديقتي.

حينما رجعت الى المنزل سارعت بالاتصال بزينب وطلبت منها ان ترسل لي رقم آية ولم تكن سوى لحظات عندما وصلني رقم هاتفها.

اخذت نفس عميق واتصل وعند الرنة الثالثة رفع الهاتف واجابني صوت تتناغم الملائكة مسبحة بسماعه:

ـــ السلام عليكم, من المتصل؟

ـــ عليكم السلام يا آية, انها انا زهراء.

ـــ اهلا ومرحبا يا زهراء كيف حالك!

ضحكت وقلت لها من يجب ان يسأل عن حال الاخر اخبريني الان كيف اصبحتِ؟ لقد قلقت كثيرا عليك وكذلك افتقدت وجودك في الجامعة لا تمرضي مرة اخرى.

بعد ان تبادلنا الحديث لعدة دقائق سمعت امي تنادي عليّ فلم يكن امامي سوى ان استأذنها واغلق الخط.

وتردّ سلاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن