الجزء العاشر ------- (( سر هيرو )ذلك الولد المجنون الذي لا يكف عن التسكع هنا و هناك بقلب الخطر و كأنه يتنزه في حديقة !
مهما كان ما يفعله أنا يجب أن أرى و أحاول أن أفهم مالذي يدور بعقله !مالذي يفكر به و مالذي يريده و مالشي اللعين الذي يخفيه بقلبه ..
. أنا الآن بت اعرف غموضك هيرو .... وبالنسبة لي ... هذا يجب أن ينجلي ....
نزلت ريلينا الدرج تركض وهي عازمة هذه المرة على اللحاق بـ هيرو بسبب أو بلا سبب بتفكير أو بلا تفكير ستذهب خلفه يعني ستذهب
و ستظل تركض حتى تصطدم به و تمسكه بقوة من ياقته و تحدق بعينيه الزرقاء الباردة ... آووووه تلك العينين الرائعة الخطيرة ال....
صفعت وجهها وهي تقول باحراج : اووف ريلينا مالذي يجري لك .. آآه
_ ريلينااااااااا تعالي بسرعة
كانت سالي تصرخ كالمجنونة بالأسفل وصلت ريلينا إليهم واحتضنتها الفتيات بسعادة وهن يصرخن وهي كالبلهاء لا تدري لما بينما
ديو و كواتر يضحكون بسعادة و الاستاذ جاي معهم يقهقه !!
_ لقد اتصلنااا........... لقد استطعنا الاتصال بالجيشش !!!
صدمت ريلينا و قالت غير مصدقة : يا ألهي !! لكن كيف ؟!
_ التلة يابلهاء ذهبنا اليها و كلم الاستاذ جاي آه ماذا كان .. جنرال يعرفه بالجيش و اخبره بأن هناك متوحشون يحاولون قتلنا وأننا في مكان كذا و كذا و أن الوضع خطير جدا و طارئ ... كما أن يوجد أطفال ...
قالت بسعادة ــ صحيح انه قال عنا اطفال ابرياء لكن هذا كي يحركهم اسرع .. و
فجأة صرخ كيفين وهو يدخل قائلا : لقد عادووووووا احتموا بسرعة...
دخل خلفه الحارس بسرعة وهو يريد اقفال الباب ... صرخت ريلينا ــ لااااااااااا ... هيرو بالخارج ..!!
حدقوا بها كلهم فركضت الى الباب تفتحه تريد الخروج ...
ـ ريلينااااا ؟؟!؟!
ـ مالذي تفعلينه يا فتاة ؟!؟
ـ ريلينـــا ؟؟!
ـ سأذهب إلى هيرو أنه بالخراج رأيته ـ قالت ريلينا بجدية و عصبية وهي تخرج بسرعة قبل أن يمنعها أحد ..
لكن ديو و كيفين ركضا خلفها وهم يقولون ـ سوف نحميك ..
ولكن ما أن ركضت امتار قليلة حتى امسك بقدمها شي قوي جعلها تسقط على الارض الرطبة .. ونهض الوحش فوقها وهو يزمجر بشهية كبيرة ...
زحفت ريلينا بسرعة بعيدا عنه و سمعت صوت اطلاق نار واحدهم يصرخ "ريلينا !"
لكن لم تصبه الرصاصة بل شيء آخر كبير ضربه بقوة على رأسه و اسقطه ارضاً.
صاح ديو وهو يضرب ظهر كيفين : واااااو يا رجل كيف ركلت الكرة بهذه القوة ؟!!
نهضت ريلينا بسرعة وهي تصرخ : ششكرا كيفين ...
ـ احترسي يا ريلينا !...
ركضت بسرعة وهي تشعر بالعمى من ظلام الجو ! , لكن اخيرا امسك بالسور المعدني النصف ساقط و دخلت منه وهي تصرخ " هيــــــروووو ؟! "
ولم تسمع شيئا سوى صوت الرياح المخيفة و الاشياء تتطاير و شعرها يغطي وجهها ... ابعدته بعنف وهي تتلفت حولها ..
ثم سمعت صوت زحف خلفها فركضت دون أن تلتفت ثم بدأت أصواتهم تأتي مع الهواء ... لقد حان وقت الاستيقاظ بالنسبة لهم ...
صرخت بائسة وهي تقف خلف المنزل غير قادرة على رؤية مدخل المطبخ .. يا ألهي ..
ظهر لها ظلين طويلين يسيران نحوها بتمهل .. التفتت لتهرب خلفها لكن رأت حدهم يقترب متشوق لها ...
قالت برعب : مالذي فعلته بنفسي ! , ليس لدي حتى سلاح ...
ـ ريليناا ؟؟؟!!!
صوت هيرو يصرخ بها ... لكن من الاعلى .. رفعت رأسها و رأته عاليا في نافذة بالطابق الثالث !! ..
قال بسرعة ـ تسلقي فوق النافذة انا قادم اليك ..
هل لمحت نبرة خوف و قلق بصوته ... تنهدت ريلينا بخجل لكن انتهبت البلهاء بسرعة لنفسها ان الوحوش اخذت تسرع اليها بسعادة ...
فصرخت دون قصد و التصقت بالجدار قالت بنفسها فيما يفكر ذلك الابلة يقول تسلقي ... ماذا اتسلق و كيف... آآآه
رأت السلم المعدني الذي يقترب منه الوحشين فاسرعت اليه و قفزت بقوة عليه سمعت صوت الحديد و فجأة بدأت السماء تمطر
و كاد أحد الوحشين ان يمسك بقدميها لكن اسرعت تتسلق بتعب لان السلم المعدني صدئ جدا و سيتكسر قريبا ...
لكن فعلا انكسر تحت ثقلها و بسرعة تمسكت بالنافذة في الطابق الثاني ... واكنت النافذة مقفلة لسؤ الحظ ..
بقيت ريلينا معلقه هكذا على وشك السقوط في اذرع الوحوش المتلهفة تحتها ..
ـ النجداااااااااة ـ هيرووووو ... صرخت بقوة ويديها تنزلقان و المطر يضرب وجهها ..
فتحت النافذة و ظهرت ذراعين قويتين يمسكان بها ... فسحبها هيرو بقوة اليه .. سقطا معا على الارض في غرفة مظلمة ...
نهضت بسرعة عنه وهي تحمر خجلان و قلبها يدق بقوة من الموقف الصعب الذي خرجت منه
كان اول ما قاله بحده وهو ينهض ايضا ـ هل أنت مجنونة ؟!
حدقت به ريلينا كثيرا ... اخر مرة كان جريحا على وشك الموت و شاحب جدا .. الان يبدو شاحبا قليلا و لكنه غاضب و ليس على وشك الموت...
و هذا هو جزاءها انها انقذته و تحاول مساعدته أن يهينها دوماً و يعاملها هكذا ...
قالت ببرود وهي تعقد ذارعيها فوق ملابسها المبللة : حسنا انا مجنونة و الان مالذي ستفعله حيال ذلك ؟؟!
ثم مدت عليه لسانها بحركة سريعة تغيضه ... حدق بها بحنق رهيب اخافها ..
اقترب منها خطوتين قويتين وقال بحدة : صدقيني لن تحبي معرفة ما أفكر فيه حيالك انتي !.
ثم التفت في الظلام و اختفى من الغرفة .. حاولت ان تلحق به وهي تقول بخوف ـ هيرو ! لا تتركني وحدي .. أريد أخبارك بأن...
رأت ظله بالممر يبتعد فلحقت به نهاية الممر تؤدي لباب الدرج حيث هل يريد الصعود للاعلى ؟!
نادته برعب وهي تراه يريد النزول ـ مهلا الى اين ؟!...
و امسكت بذراعه بقوة ... التفت اليها بغضب و ابعد يدها بحده قال ـ قطعتي كل هذه المسافة كي تقولي لي هيرو لقد انقذت حياتك انت و الاخرين و جلبت لكم الازهار ... يالها من لفتة جميلة منك تتعرضين للموت من اجل نزهة قمرية و قطف ازهار التوليب ..
حدقت به بصدمة ... فنزل هو بسرعة ولم يكترث .. شتمت بعنف و دموعها في عينيها الزرقاء الجميلة ...ماهذا الابلة !! و كيف يفكر ؟! .. هي تريد ان تزف اليه بشرى أنهم استطاعوا الاتصال بالجيش و ان النجدة قادمة بالطريق ... لكنه بكلماته وكأنه صفعها بوجهها !!.
حدقت حولها برعب وهي تمسح دموعها ... كل شيء غارق بالظلام وهي لا تدري هل الطابق امن ؟!
هل الطابق الثالث حيث الكثير من اغراضهم تركوها امن أيضا .. يجب على الاقل ان تبدل هذه الثياب الرطبة ..
صعدت بحذر شديد وفتحت الباب لتدخل ... المطر و البرق يضربان بالخارج .. لكن هذا الطابق كان دافئا هادئا و الابواب مغلقة ... يبدو بأنه غير ممسوس من قبل الوحوش ...
فتحت باب غرفتها هي و الفتيات و ظلت متوجسة محدقة بريبة ... لكن النافذة مقفلة و كل شيء مرتب بمكانه بما أنها اعتادت الظلام ... توجهت لدرج الملابس و اخرجت لها بنطال جينز و قميص ثقيل و ارتدتهما بسرعة في الظلام.
ـ هيه انتي !!.
فاجئها صوت هيرو ...شهقت وهي تلتف للجهة الاخرى و تزر قميصها بسرعة .. قالت بغضب : مالذي تريده ؟!
ـ لما جئت الى هنا ؟!.
ردت ببرود وهي لا تنظر اليه ـ ابحث عن بعض الاشياء تخصني .
ـ عذر اقبح من فعل !. بالاضافة الى أنك كاذبة .
يالبرودة التي يتكلم بها .. ما كمية الجليد التي تجري بدمه !! .. تسائلت بيأس و غضب .. ثم
التفتت اليه بقوة و قالت بحده : اخرس ايها الاناني المتعجرف .. لكن الحق علي انا اتصرف دائما كالحمقاء و أنسى نفسي .. فجأة شعرت بصفعه على وجهي لاستفيق وأرى أين رميت بنفسي و مع من .. شخص لا يرى سوى أفكاره السوداء تجاه الاخرين .. مع هذا الفضل يعود لك .. لقد استيقظت الان ...
حك هيرو جبينه ببرود و قال بهدوء ــ كلام كثير .. رأسي يؤلمني .
زفرت بحده وهي تمر من جانبه بسرعة ـ أنا خارجة وابقى انت هنا مع الوحوش ..
فجاة امسك بيدها وكادت تسقط .. قال بحده : مهلا .. مهلا المكان بالاسفل يعج بالوحوش .. كما ان قفل باب الدرج قد خلع لذا اوصدته جيدا باشياء اخرى كثيرة لست على استعداد لاعادة تركيبها مجددا ..
قالت ببرود وهي تفك يدها منه ـ لا تقلق سأقفز من النافذة ..
حدق بها بغضب و قال وهو يمسكها مره أخرى ليجرها لداخل الغرفة : لا تتغابي معي ريلينا .. ما ان يرى الوحوش اميرتهم تطل من النافذة حتى يفكر بطريقة للصعود...
صرخت وهي تحاول الفكاك : دعني يا معتووة أنا لا اهتم بك فليأكلوك على العشاء.. هه هم حتى لن يحبوا طعمك المر اللاذع ... آه يدي ..
تركها هيرو بحده على السرير و قال بغضب شديد : ريلينا لا تفقديني رشدي .. لأول مرة أرى بحياتي فتاة مثلك ..!
سالت دموع ريلينا وهي تمسح على يدها بلطف , لقد آلمها من الداخل و من الخارج ..
شهقت وهي تقول : آووه هلا خرجت فقط و تركتني وحدي .. لن أطل من النافذة اعدك فقط .. ابتعد عني .. اخرج !!
التمع ضوء البرق فجاة بينما هي منكسة راسها تبكي بصمت حظها العاثر و موقعها السيء بعد ان
اكتشتفت انها تهتم كثيرا لأمر هذا المعتوه الذي يقف امامها صامتاً ... وضعت يديها على وجهها وهي تشهق تبا أنا أحبـه ...
و الان مالعمل يا ريلينا....؟!
سمعت خطواته يخرج ... ثم سمعته يفتح باب غرفة اخرى ... مرت بضع دقائق و هدأت ريلينا وهي جالسة في الظلام وقد مسحت دموعها بيديها كان الظلام دامساً و من فترة لاخرى تسمع اصوات اشياء بالأسفل فتشعر بالقلق و الرعب ... لكن الاصوات لم تصعد ابداً ربما هيرو اقفل الباب في الاسفل و هنا ...
سمعت صوت خطوات هيرو هادئة تقترب .. ثم رأته يطل واقفا عند الباب و بيده كوب ...اشتمت رائحة حليب شوكولاته ساخن !.
تكلم بهدوء عندما رأها صامتة جدا : ريلينا ...
عندما نطق اسمها شعرت بقلبها يضعف جدا ... و أدركت حقا انها تحبه وليس فقط مجرد اعجاب بشجاعته او مواقفه الذكية ...
اكمل وهو يدخل قليلا ــ أنا... أسمعي ... أنا ...
لاول مرة ..بدا صعب جدا عليه الكلام .. و عرفت الجملة التي يريد قولها ... انه يريد ان يعتذر...!!
قالت بهدوء شديد : لا تقل شيئا .
ـ لكني أريد قول الكثير , لكنك لا تساعدينني... ـ قال هيرو بضيق كانت ريلينا منتبه له جدا ومصدومة انها الان تستطيع فهمه ...
بسرعة اخفت ابتسامة .. يبدو ظريفا , انما مسكين لانه كما يبدو لم يعتذر بحياته قط...
تنهدت و قالت بملل : هل هذا الشراب الساخن لي ؟ , اعطني اياه قبل ان يبرد ..
ولأول مرة ايضا لمحت ابتسامه سريعة تمر .. اخخ لو فقط المكان مضيء قليلا ...>< !!
اقترب منها كثيرا و سحب بيده كرسي قريب و اعطاها الكوب الساخن وهو يجلس ..
ـ اممم رائحته لذيذة ـ همست ريلينا وهي تدفء يديها به ..
هيرو بهدوء ـ حسنا اشربي بينما اتحدث انا .. هذا اسهل بالنسبة لي عندما تكوني صامتة هادئة .
اعطته ابتسامه و رفعت الكوب لتشرب .. حك هو شعره و بدا وسيما جدا بتيشرت الأزرق و الجينز الاسود .
ــ انا أســف ...
نظرت اليه فكان ينظر بعيدا في الظلام ... ظلت صامتة وهو اكمل بهدوء : لقد تفوهت بحماقات غبية ! , أنا لا اقصدها ابداً .. كنت أعرف... بعينيك انتي قادمة لقول شيء مختلف تماماً .. لكني كنت مرعوبا عندما رأيتك بالأسفل .. وفكرت هذه الفتاة مجنونة تماما لكن حسنا... الوضع كله جنون , من الذي يمكنه ان يحتفظ بكامل عقله بمكان كهذا ...
صمت لثوان و تابعت ريلينا الشرب بصمت وعينيها بعينيه ... قال مجددا ـ اذا .. هل كل شيء بخير بالنسبة اليك ؟
هزت كتفيها بملل و ظل الكوب أمام فمها ... قال بضيق ـ يكفي شرباً اريد ان اسمع صوتك .
كادت تضحك و تختنق بالشراب .. توقفت و قالت بهمس : حسنا .. بالنسبة لاعتذارك هو مقبول .. و تقريبا كل شي بخير الان .. اذا لا تريد ان تعرف لما جئت وراءك ...؟!
ظل يحدق بها ثم قال ببرود ـ هممم .. هذا لا يهم .
ونهض فجاة يريد ان يذهب .. كانت تريد الوقوف و الذهاب معه لتثرثر عليه و تزعجه لكنها بقيت جالسة على سريرها ... قال وهو عند الباب ــ ساتفقد الاقفال و اعود لا تتسكعي حولك ..
و غادر ... وضعت هي الكوب جانبا و فجاة بدأت تشعر بالبرد فقد اخذوا هم اغطية الاسرة معهم عندما نفذوا خطة الهروب ... قامت وفتحت الادراج لكن لا اغطية ... القليل فقط من الملابس لسالي و جين و لها ..
ارتدت كنزة خفيفة هي اثقل ما وجدت و تكورت فوق السرير تشعر بالتعب و الرغبة بالنوم ...
ـ ريلينا ؟! سمعت صوت هيرو مستغرب ... ثم خرج قبل ان تفتح عينيها ... الظلام لا يزال شديد و العاصفة قوية جدا و باردة ... ارتجفت وهي تهمس مع نفسها ــ اووه برد جدا...
فجاة شعرت بغطاء فوقها فامسكت به بقوة وهي تحاول الشعور بالدفء ... بعد دقائق اشتمت رائحة عطر لن تخطئه ... هيرو قريب ... جدا ... تمسكت بجسد قوي بجانبها دافء جدا واقتربت منه كثيرا وهي تحتضنه بقوة الغطاء الصغير لم يكفيها ساقيها تخرجان منه .. ثم شعرت بذراعيه تحتضنانها ... لم تصدق ... حسبت نفسها تحلم ...
همست ـ هيــرو ؟ . تريد ان تصدق انه هو ... بجانبها ... اووه هذا لا يصدق !.
لكنه رد عليها حقا ... قال ـ همم ... نامي الان . وهل تتخيل ! كان صوته ناعم دافئ ....~
ابتسمت وهي تضمه بقوة ... لا يجب ان تفكر باي شيء الان ... عندما تفيق سوف تحاسب نفسها .!!
همست كاذبة ـ اشعر بالبرد ...
ونجحت كذبتها فقد ضمها هيرو اقوى اليه و ظل يمسح على ظهرها كي يدفئها ... اوه هذه الليلة من اساطير الخيال الجميلة ~ يجب ان تحتفظها في ذاكرتها .. ابتسمت بسعادة ...
ـ ايتها الماكرة , هيا نامي الان ـ عضت شفتيها ... اللعنة انه يعرف لكن لا يهم هو لن يتركها .. لكن المهم الان عرفت بان هيرو البارد المتعجرف ... يستطيع ان يكون باختياره حنونا رقيقا و عطوفا جدا و في كل احواله هو جذاب بشكل لعين ><"... فتنهت دون ان تدري و نامت متأسفه بان اللحظات هذه ستنتهي بسرعة ...