- منزل جوني، 4:43 م.
بدأ رنين الجرس يدخلٌ إلى حلمه شيئاً فـ شيئاً دون توقف حتى أستيقظ وبدأ ينزلٌ من السلالم بهدوء بينما يشتُم منزله والجرس.
قام بفتح الباب ليقوم جيسيف بدفعه ويسقط أرضاً، قام برفعه مُجدداً ثم قام بتسديد لكمه في وجهة بغضب.
جوني بعدم إستيعاب : ما الذي تفعله ؟
جيسيف : لمَ لم تُخبرني ؟ لمَ أنت صامت طوال الوقت ؟
جوني يُبعده عنه : ما الذي تتحدث عنه ؟
جيسيف بغضب : أتحدث عنك ستصيبُني بالجنون بسبب تصرفاتك وأفعالك
جوني بإرتباك : إنتظر... جيسيف إنتظر لنتحدث بهدوء أولاً
جيسيف صرخ : ليس هناك ما سنتحدث بشأنه أيها الدنيء
جوني : كنتٌ سأخبرك اُقسم بأنني كنتٌ سأخبرك بكل شيء ولكنني خشيتٌ غضبك
جيسيف : لو كنت تخشى شيء لكنت أخبرتني منذٌ أن علمت بشأنها
جوني : لم يكن سهلاً علي... لا أريد تحطيم حياتك بسبب أنانيتي
جيسيف : أنت الآن حطمت قلبي ولم أعد أعتبرك أخ كالسابق
جوني بهدوء : أنا اسف، أعلم بأنني أحمق
جيسيف بجديّه : وهل تظن بأن الإعتذار سينقذ الموقف ؟
زفر جوني الهواء ثم أردف : أعلم بأنه لا يفي بالغرض ولكنني لا أعلم ما علي فعله
جيسيف : كان عليك أن تخبرني وفقط... أفسدت الأمر أكثر بصمتك هذا
جوني صرخ : هذا يكفي أعلم بأنني أحمق ولا أستحق ثقتك بي كالسابق ولكنني لم أكن أعلم أنا إيضاً بكما
جيسيف بتعجب : لم تكن تعلم بنا ؟
جوني بصوت واضح : هي كانت على معرفه بك بينما كنا نحنٌ ثنائي
جيسيف : هل تعلم لمَ غادرت فجأه ودون توديع ؟
صمت جوني لثواني معدوده ثم أردف : لمَ ؟
جيسيف : لأنها لم تدفع رسوم النادي لسنه كامله وهربت دون أن تترك خلفها آثر
جوني بتعجب واضح : ما شأن هذا بإختفائها ؟
جيسيف بدون مقدمات : قام مالك النادي بإختطافها تلك الليله بسبب هروبها وعدم الدفع
جوني بتفاجئ : ولكن لمَ لم تُخبرني بذلك ؟
جيسيف بجديه : لم تُخبرك لأنها ظنّت بأنك لن تصدقها
جوني بهدوء : حسناً لنتوقف عن التحدث عنها، هذا يكفي
جيسيف : لم آتي إلى هنا لأتحدث عنك، بالطبع سأتحدث عنها
عقد جوني حاحبيه : ماذا تعني ؟
جيسيف : ظهيرة اليوم
— قبل ساعتين تماماً.
- منزلٌ عائلة جيسيف.
قامت الخادمة بفتح الباب : لقد آتت الانسه جوايون
جلس جيسيف جيداً : حقاً ؟ أدخليها بسرعه
دخلت جوايون بينما تبتسم بهدوء : مرحباً
جيسيف بسعاده : تفضلي بالدخول، أجلسي
جوايون : اسفه لإزعاجك في هذا الوقت من اليوم
أبتسم جيسيف : لا بأس، أنا مُتفرغ دائماً
جوايون بجديه : آتيت لأخبرك سبب إنفصالي عنك... السبب الحقيقي
بلل جيسيف شفتيه ثم أردف : أسمعكِ
جوايون بدون مقدمات : أنا اُحب شخصاً آخر، وقعت في حُب هذا الشخص عندما هربتٌ من النادي.. بادلني الحب هو إيضاً
جيسيف : قبل مجيئكِ إلى استراليا ؟
جوايون : نعم، لم يكن إبتعادي عنه من إختياري لأنني لم أستطع العوده قبل مُضي سنه، لذا أنا أخترت أن أنساه وامضي قدماً بدونه
جيسيف قاطعها : لم تستطيعي نسيانه ؟
جوايون : ليس هكذا، في منتصف هذه الأمور وعندما عرضت علي الزواج ظهر هو من اللامكان
عقد جيسيف حاجبيه بتعجب : ماذا تعنين ؟
زفرت جوايون الهواء بعمق ثم أردفت : هذا الرجل هو جوني... إبنٌ خالتك
جيسيف بتفاجئ واضح : ما الذي تتحدثين به الآن ؟
جوايون : أعلم، أعلم بأنك متفاجئ أنا إيضاً تفاجئت عندما قلت لي بأنه إبنٌ خالتك.. لقد بكيتٌ طوال الليل
وقف جيسيف : هل تعلمين ما سيقولون عنكِ الناس لو علموا بهذه القصه ؟
جوايون بعينين دامعه : أعلم سيقولون بأنني ألهوا بكما كالالعاب ولكنني لستٌ كذلك حقاً
جيسيف بجديّه : أنا أعلم بأنكِ لستِ لعوبه، ولكن من سيصدق ذلك ؟ أمي ؟ خالتي ؟
اعادت جوايون شعرها إلى الخلف : لم أفعل هذا بإرادتٍ الشخصيه، اُقسم بأنها صدفة القدر وليس تدبيراً مني
تنهد جيسيف بصوت مسموع ثم أردف : ماذا ستفعلين الآن ؟
وقفت جوايون : كان عليك معرفة هذه القصه منذ البدايه في الأصل، وكان عليك معرفة سبب الإنفصال إيضاً
وقف جيسيف أمامها مُباشره : هل لازلتِ تُحبينه ؟
نظرت جوايون إليه لثواني ثم أردفت : نعم
— العودة إلى الحاضر.
جوني بعدم أستيعاب : ماذا تعني ؟
جيسيف بجديّه : كل شيء واضح
جوني بتفاجئ : ألست غاضب ؟
جيسيف : غاضب لأنكما أخفيتما هذا عني، لكنني لستٌ غاضب لأنها لازالت تُحبك
جوني بعفويه : ظننتٌ بأنك كنت تلكُمني لأنني اُحب خطيبة أخي
عقد جيسيف حاجبيه : هل لازلت تُحبها أنت إيضاً ؟
جوني بتلعثم : ليس هكذا أعني... نعم
جيسيف : سأقوم بتحطيم كل شيء، لمَ تُكابران يارفاق ؟
جوني أشار : ألا تُحبها أنت ؟ كنتما مخطوبان وكل شيء يسري بشكل جيد ؟
بلل جيسيف شفتيه ثم أردف : هذه قصة طويله، في الحقيقه هو سرّ بيني أنا وجوايون
جوني بعدم أستيعاب : ماذا تعني ؟
جيسيف صرخ : لا شأن لك... هيا أستعد لتقوم بمقابلتها
جوني يُفكر : اُقابلها ؟ اليوم ؟
قام جيسيف بإلقاء الوسادة عليه : بسرعه
وقف جوني وجرى إلى الأعلى : حسناً
- منزلٌ عائلة جوايون، 7:42 م.
خرجت جوايون وسارت بخُطى هادئه حتى صعدت برفقة جوني في سيارته، ما إن صعدت ليقوم جوني بتحريك السياره.
كان الوضع مُحرج لم يستطع أحدهم التفوه بكلمه، جوني ينظر إلى الطريق وجوايون تنظرٌ عبر النافذه.
جوايون بهدوء : هل أنت متأكد بأن هذا طريق منزل جيسيف ؟
جوني دون أن ينظر إليها : لا، هم ليسوا في المنزل
أكمل طريقه في صمت بينما يستمعان إلى أغانٍ الراديو بصوت منخفض وهادئ حتى وَصِلا إلى الميناء.
نزلا من السيارة معاً وصَعدا في اليخت الذي بدأ بالإبحار مُبتعداً عن ضجيج المدينه.
جوايون بتعجب : لمَ أحضرتني إلى هنا ؟ لا يوجد أحد هنا
نظر جوني إليها : أعلم، فعلتٌ هذا لأن علينا التحدث
جوايون بعدم استيعاب : ما الذي تعنيه ؟
جوني : ستُخبريني ما أخبرتي جيسيف به ظَهيرة اليوم
جوايون : هل نلعب لعبة أطفال ؟ لمَ كذبت بشأن إحضاري إلى هنا ؟
جوني : لأنكِ لا تتحدثين وتستمرين بالهروب مني، ماذا علي أن أفعل ؟
جوايون : وهل كان يجب عليك الكذب لكي نتحدث ؟
اومأ جوني : نعم، أنتِ من جعلتيني أفعل هذا لكي نتحدث
جوايون بعدم رضا : أنا سأنزلٌ من على هذا
زفر جوني الهواء ثم أردف : لا تفعلٍ
أقترب جوني منها وقام بإمساك معصمها وأدارها إليه.
جوني بجديّه : أريد التحدث إليكِ، ألا تفهمين ؟
اومأت جوايون : بلى... ولكنني لستٌ مُستعده لهذا بعد
جوني لازال مُمسك بيدها : لمَ ؟
أفلتت جوايون يدها : لم يكن سهلاً علي ما حدث في الفتره الأخيره
جوني : لم يكن سهلاً علي أنا إيضاً... هل تظنين بأن رؤيتكِ برفقة رجل آخر تسرّني ؟
جوايون بعينين مليئه بالدموع : وهل تظن إتهامك بأنني أفعل كل هذه الأمور من أجل المال لم يُحزني ؟
تنهد جوني بصوت مسموع ثم أردف : أنا اسف.. لقد كنتٌ غاضب منكِ ومن الصدفه التي جعلتني أراكِ برفقة جي
جوايون : أنا حزينه ولكن ليس بسببك، أنا حزينه لأنني لم أستطع أن أغضب منك
جوني بتأنيب ضمير : أعلم بأنني سببتٌ لكِ الكثير من الأذى، ولكنني كنتٌ تائه، منذٌ ان أختفيتِ كنتٌ أبحثٌ عنكِ حتى رأيتكِ في منزل خالتي في ذلك اليوم
جوايون : كنتٌ سأخبرك بشأن النادي والدين الذي لم اُسدده ولكنهم إختطفوني قبل أن أفعل ذلك
جوني : إنسٍ ذلك، لم أعد غاضب لأنكِ إختفيتِ فجأةً... بالرغم من غضبي عندما علمتٌ بشأن علاقتكما لكنني كنتٌ سعيد لأنكِ لازلتِ بالقرب مني
بدأت دموع جوايون بالهطول بهدوء تقوم بمسحها بينما تنظر إلى جوني.
جوني بنفس النبره : كنتٌ سعيد في داخلي لأنني كنتٌ اراكِ في كل مكان أذهب إليه، وكنت سعيد بعض الشيء لأنكِ برفقة جيسيف وليس شخصاً آخر
جوايون : لم أكن هكذا، أنا قبلتٌ الزواج بـ جيسيف لأستطيع نسيانك ولكنك ظهرت أمامي من اللامكان وأفسدت كل خُططي لنسيانك
جوني بينما ينظر إليها مباشرةً : وهل أستطعتِ نسياني ؟
نفت جوايون بهدوء : لا، وهذا ما كان يجعلني أبكي كل ليلة منذٌ أن رأيتك مُجدداً في منزل جيسيف
لوهله أقترب جوني وقام بإحتضانها، وضع رأسها على صدرها وبدأ يمسح على شعرها بهدوء.
جوايون تبكي : اكره حقيقة أنني لازلتٌ اُحبك... اكره هذه الحقيقه جداً
أبتسم جوني بهدوء : وأنا لازلتٌ اُحبكِ
رفعت جوايون رأسها لتقابل وجهه بينما لايزالان يحتضنان بعضهما البعض.
جوايون بخجل : علمت جيني بشأننا بسببك أنت
جوني بتعجب : كيف حدث ذلك بسببي ؟
جوايون : أخبرتني بأنك تستمر بالنظر إلي عندما نكون معاً وهذا ما قام بفضحك
أبتسم جوني إبتسامه جانبيه : كان عليها أن ترى كم تبدين جميله
أبتعدت جوايون عنه بخجل : هذا يكفي
أقترب جوني ليُبعد خُصلات شعرها عن وجهها : إشتقتٌ إليكِ... أكثر من أي شيء آخر
جوايون بعينين دامعه : لمَ أشعر كما لو أنني في حُلم ؟
أبتسم جوني : لن تستيقظي منه إذاً
أقتربت جوايون لتحتضنه مُجدداً : لم أتوقع العودة إليك، لن أتوقف عن إحتضانك طوال حياتي
جوني بسُخريه : لا تتوقفي، يُناسبني ذلك
ضحكت جوايون بينما تنظر إليه : وغد
- منزلٌ جوني، 3:11 م.
بدأ رنين الجرس يملئ المكان حتى فُتِح الباب.
جاي بسُخريه : من الغريب قمت بفتحـ... جوايون ؟
أبتسمت جوايون : مرحباً لك إيضاً
سارت جوايون إلى الداخل ليسير خلفها جاي بتعجب بعد أن قام بإغلاق الباب خلفه.
جاي بتعجب واضح : ما الذي تفعلينه هنا ؟
جوايون دون أن تنظر إليه : وهل يهمك معرفة هذا ؟
جاي ينظر في الأرجاء : هل عُدتِ إلى جيسيف مُجدداً ؟
جوني ينزلٌ من السلالم : لا، بل عادت إلي أنا
جاي بتفاجئ : عادت إليك أنت ؟
إقتربت جوايون لتقبل جوني بشكل سريع وتبتعد : مساءٌ الخير حُبي
أبتسم جوني بسعاده : مساءٌ الخير
جاي بعدم أستيعاب : هل أنا أحلم يا رفاق ؟ هل هذا أحد الكوابيس ؟
قام جوني بإلقاء الوسادة عليه : أنظر هذا ليس حُلماً
جاي بنفس النبره : أنت مُحق
جوايون تجلس : تعال جاي لتتناول الطعام برفقتنا
جلس جاي إيضاً : لا شكراً، لقد تناولته قبل مجيئي إلى هنا
أمسك جوني بيد جوايون وقبلها : هل نمتِ جيداً في الأمس ؟
اومأت جوايون بينما تبتسم : فعلت
جوني يُشير : هل أنتِ من حضرتي هذا ؟
جوايون تُطعمه بيدها : بالطبع أنا
جوني بسُخريه : لا تحتالي، هذا أفضلٌ من طهيكِ
أمسكت جوايون بالأطباق وبدأت بسحبها بعيداً بينما جوني يضحك ويُمسك بها.
جاي ينظر إليهما : أنتما بالفعل عُدتما مُجدداً
وقف جوني : هيا حُبي إن أنتهيتِ لنغادر
وقفت جوايون بالمُقابل : نعم إنتهيت، هل سنذهب إلى المتجر اولاً ؟
إلتقط جوني المفاتيح : لا، سنذهب إلى منزل اُمي
وقف جاي : هل ستخرجان وتتركاني لوحدي ؟
جوني بتعجب : إذاً لتخرج أنت إيضاً
أمسك جاي بهاتفه : نعم سأخرج أنا إيضاً
أمسك جوني بيد جوايون : هل أحضرتي الحقيبه ؟
نظرت جوايون : لا، سنعود هنا في المساء على كل حال
أبتسم جوني بينما ينظرٌ إليها : أنتِ مُحقه
- منزلٌ جوني، 9:32 م.
دخل كل من جوني وجوايون، توجه جوني إلى المطبخ لِتلحق به جوايون وتجلس على الكرسي في المطبخ.
جوني دون أن ينظر إليها : هل ستعودين إلى العمل في الشركة ؟
اعادت جوايون شعرها إلى الخلف : لا أظنٌ ذلك
نظر جوني إليها : لمَ ؟ عودي لنعمل معاً... أريد رؤيتكِ يومياً
أبتسمت جوايون : قد أعود ولكن ليس الآن
جوني بسُخريه : ها قد بدأت تتدلل مرةً أخرى
ضحكت جوايون بخفه : سأتدلل كثيراً بعد
إقترب جوني ليُقبلها قبله سريعه : أشتقتٌ للطافتكِ هذه كثيراً
أبتسمت جوايون : أتعلم ما أكثر ما إشتقتٌ إليه ؟
نظر جوني إليها : ما هو ؟
جوايون بلطافه : أن أتدلل عليك كالسابق
ضحك جوني بخفه : أشتاق لذلك بشدّه
وقفت جوايون ألم تنتهي من صُنع المشروب ؟
جوني يسكُبه : تبقى القليل
قام جوني بمناولتها كأسها وأمسك هو بخاصته وعادا إلى غُرفة المعيشه.
جلس جوني : هل تستطيعين النوم هنا الليلة ؟
جلست جوايون بجانبه بينما تبتسم : أستطيع
وضع جوني يده حولها : لا أريد مفارقتكِ لثواني حتى
وضعت جوايون رأسها على صدره : أخافٌ من فقدانك مُجدداً
شَابك جوني أصابعهما معاً : لا تُفكري بهذه الطريقه، القدر جمعنا معاً مرةً أخرى
نظرت جوايون إليه : هل تظن لأننا مُقدرين لبعض جمعنا القدرٌ مُجدداً ؟
أبتسم جوني بينما ينظرٌ إليها : بالطبع
إقترب ليُقبل جبينها بهدوء بينما هي تنظرٌ إليه.
جوني بنبره هادئه : هل تعلمين بأنني اُحبكِ كثيراً ؟ اُحبكِ أكثر من نفسي حتى
جوايون تنظر إليه : سأبكي الآن
ضحك جوني بخفه : أنظروا إلى هذه الطفله الباكيه
جوايون : أنا إيضاً اُحبك، اُحبك بقدر أنني أستطيع التخلي عن الجميع من أجلك أنت فقط
إستمر جوني بالنظر إلى عينيها مباشرةً وهي كذلك، إقتربا أكثر وخَتما ذلك المشهد بقبله هادئه.[THE END]