عادت الطفلة إلى المنزل وسمات الحزن على وجهها سألتها المرأة تلك : ماذا بك يا صغيرتي ؟ ردّت الطفلة غاضبة وقالت : لا شيء ، ودخلت فورًا الى غرفتها أخذت تبكي وحدها في ظلمة الغرفة الحالكة وفجأة دق باب الغرفة ففتحت و وجدت تلك المرأة ، رأت المرأة الدموع تترقرق من عينها كأنها نهر جارٍ فأخذت المرأة تمسح تلك الدموع وقالت لها : أعلم ما حدث اليوم في يومكِ الدراسي لكن لا تقلقي بشأن ذلك يا صغيرتي فكلنا معرضون للمشاكل اليومية لكن لا ترمي اللوم على أحد الله هو الذي ابتلانا ليرانا أن نصبر أم نجزع فعليكِ بالصبر فالصبر مفتاح الفرج لا تعلمين ماذا سيحدث غدًا الله العادل المنصف لن يخذل أحد فالله أعلم لماذا تركوكِ أمك وأبيكِ بتلك الطريقة .. لماذا لا تفكرين أن الله فعل ذلك لكي يعوضني على عدم إنجابي ؟ أنتِ أملي الوحيد في تلك الحياة فلا تخذلي أملي ... قالت البنت في صوتٍ يغمره الحزن : لكن يا سيدتي لماذا اصدقائي لديهم أم وأب حقيقيون وأنا لا ؟ قالت المرأة : سيدتي ؟ ارجو منك أن تقولي لي أمي وليس سيدتي ولكن سأجاوبك على سؤالك ... لم يخلق الله أحدًا كاملًا أي لا يتمتع بكل وسائل التنعيم والترفيه فأصدقائك هؤلاء الله أعلم بما في حياتهم ،، ردّت الطفلة وقالت : لكن يا أمي لا أرى في الوضع الظاهري أي شيء في حياتهم من تعب .. قالت المرأة : نعم ، إنكِ قلتِ الظاهري ولكن لا تعلمين الوضع الحقيقي لهؤلاء الاصدقاء .. فالظاهر هو القناع الذي نرتديه لنخفي ما وراءه من حقيقة قاسية فلا تحسدي أحد على وضعه الظاهري فأنت ِ لا تعلمين ما في الباطن...

أنت تقرأ
الحياة المزيفة
Aventuraمنذُ نَشأتنا على تِلك الأرض .. لَنا قِصص ، لَنا رِوايات ستَحدث في المُستقبل مُقدرة لَنا.. لنلعم أن الحِكمة في تلْك الحيَاة بالنِهاية وليسّت بالبدايْة..