حان وقت الصباح والهواء يطرق نافذة الغرفة كأنه انسان يطرق بابًا
زهرة تفيق من نومها تدخل دورة مياهها ثم ترتدي ملابسها وتُحْضِر حقيبة المدرسة
خرجت زهرة من باب الغرفة وأخذت تنادي أماه يا أماه فردت المرأة وقالت بأسلوب فاتر : نعم
تعجبت زهرة من تلك النبرة التي لم تعتاد عليها قط وقالت : أنا ذاهبه إلى روضتي
ردت المرأة وقالت : حسنًا إلى اللقاء
فتحت زهرة الباب ثم خرجت وغلقته فور خروجها
وأخذت تتعجب وتقول في نفسها وهي تنزل درجات السلم : كل الناس كرهتني حتى أمي لم تعد تتحدث معي مثل قبل
ماذا أفعل يا الله ؟
كن عونًا لي يا الله في حياتي ، لا تجعلني أحتاج إلى أحد
وأخذت تشق طريقها إلى الروضة وتنظر إلى السماء وأخذت تناجي ربها وتدعوه أن يفرج الهم ويبيد الأيادي الملوثة التي تعبث بخاطرها على حساب مشاعرها
وصلت زهرة إلى الروضة وقفت في الصف "الأخيرة" كعادتها ودق الجرس يُعلن صعود الطلاب والطالبات إلى فصولهم ، إتخذت زهرة مقعدها وأخذت تفكر في نجاحهها وتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك الحلم
دخلت المعلمة وبدأت في شرح الدرس اليومي وبعدها سألت فيما شرحته من قبل
حلّ الصمت في المكان ولا احد يعرف بماذا يجاوب !
ثم رفعت زهرة يديها كي تجاوب والطلاب مذهولين ثم أذنت لها المعلمة بالإجابة وإذ بها بإجابة صحيحة !
لا احد يصدق ما حدث
وأخذت سما تقول : كيف لزهرة الفقيرة ذات الملابس الحقيرة ان تجاوب تلك الإجابة صحيحة ؟!
ردّت عليها صديقه في نفس صفهم وقالت : حسنًا وما الامر ؟ أ كل الذي يغريكي هو المال والجاه والسلطه ؟ ألا تبحثين عن شيء آخر سواهم ؟ لن تغيري طباعك مهما طال بكِ الزمن ستظلين سما التي لا تفكر إلا في ذاتها وتفكر في المال لا أي شيء آخر
نظرت إليها سما بإحتقار قائلة : أنتِ يا من تُدعي جهاد ألا تدرين من أنا ؟ وابنة من ؟ إن تحدثتي معي بوقاحة مرة أخرى فلا تلومني إلا نفسك!
لم ترد عليها جهاد وظلّت تنظر إلى شرح معلمتها وتجاهلتها تمامًا ..

أنت تقرأ
الحياة المزيفة
Aventureمنذُ نَشأتنا على تِلك الأرض .. لَنا قِصص ، لَنا رِوايات ستَحدث في المُستقبل مُقدرة لَنا.. لنلعم أن الحِكمة في تلْك الحيَاة بالنِهاية وليسّت بالبدايْة..