٢٠١٧ • ديسمبر • ١٥ • مِ
يَسير بِخُطوات مُتناسقة كَأنها لَحن معَ خُطوات الناس المُتواجدين هُنا وهُناك . كان يَرتدي سُماعات الإذن جَعلتهُ فِي عالمهُ الخاص . رَسىٰ عَندَ بَائِعٍ مُتجوّل ، يَشتري مِنهُ كُل يوم عُلبه شَراب القهوهَ ، لِيطلب منهُ احضار واحدةً لهُ ، ادخل يده في جَيبَهِ ليَخرج بِعضَ نِقود َلِيُناول أحَدَها للبَائِعِ اذ هوَ مَبلغُ القهوةَ التي طَلبَها ، بدء بِاحتِسائِهَا ليَقَف عند مَحطةِ العِبور وبدل ان يَعبر؛ رَمق بِعينهُ إعلان ضَخم علىٰ إحدا البِنايات القريبه ، تَعمق النظر بها حتىٰ عقد حاجبيه ليسأل نفسهُ "هل انا اتخيل؟" ابتسم بسخرية ، ليَعبر الطريق عندما اصبحت الإشارة حمراء .
-
في نِهاية يَومه ، وضع الحَاسوبهُ المحمول علىٰ طَاولة الطَعام وبِجانبهِ صَحن مَملوء بِالتَفاح الأخضر المُقسم الىٰ اجزاء صغيرة ، وضع احدهَا في فمهُ بِمساعده الشَوكه , شَغل مَقطع فيديو مَا في حاسوبهِ ليَتوقف المقطع فجأه ، "اعلان اخر! " تَأفْأفَ بضجرٍ ، ليَظهر رجل كبير السن تقريبًا وهوَ يتحدث عن شيء ما ، لم يَعير انتباههُ للأعلان لكن لحظات؛ واخذ الاعلان كل اهتمامهُ.. وهوَ يَسأل نفسهُ الف مرة هل هوَ يتخيل مرةً أُخرىٰ؟
-
فَتح مَن عَندَ المُتصفح قُوقِل ، احد التطبيقات المَعروفه ، مُتعدد اللوان الفاتحة ، وتظهر أيقونتهُ شكل الكاميرا ، من زر البحث ، كتب اسم احد الحسابات ، بَحث بين كمية من الحسابات المُقاربة للأسم الذي بحث عنهُ ، حتىٰ دخل لهُ ، وبَدء يَتأمل كل صورة وكل نص مكتوب ، وهوَ يإِنْتَاغُ .
كتب رسالة قصيرة ليَضغط علىٰ ارسال , شَبَكَ يَميّنهُ بِيَساره وهوَ يترقَب الإجابة، أما تُخيبُ ظَنهُ ، أو قَد تَملُوء قَلبهُ مَسَرَّةً يَنتظرَها مَن احدهُم لِسنَوات .
-
يضع هاتفهُ عَندَ أذانه، وهو يَتَحدث مع بَسْمَة لا يستطيع ان يخفيها فِي نُصف دموعهُ،
"روجيناه"
"اه.. صوتُك تغير! " خرج صوت مُحدثًا اياه من الهاتف ،
"افتحي.." مسح دموعه" الكاميرا! "
"حسنًا"
أبعد الهَاتف عَن اذانه وضغط عليه ، عند زر الكاميرة فيديو تحديدًا ، ليرفع الهاتف امام وجهه ، لتعكسهُ كاميرة الهاتف الأماميه ، ضحكت الفتاة الظاهره علىٰ سطح شاشة الهاتف ،
"لقد اصبحتَ كبيرًا"
بَشّ ثغرهُ بينما عينه اصبحت مُحمرَتان
"لا اصدق ذلك روجين، اراكِ عبر هاتف بعد تسعه سنوات تقريبًا، كأنني بِحلم"
"نَعم.. صحيح " حركت اناملها تحت عينها قليلاً مُبعده الدموع المتشابكه معَ رمُوشها " لدي سفرة قريبًا جدًا، الىٰ البلاد، الىٰ كوريا!"
"حقًا!! رائع!"
"لدي بعض العمل هُناك، سأراكَ عندما اصل للبلاد فورًا صحيح؟"
"بِالتأكيد"
ابتسمَ لذلك الخبر، وأكملا حَديّثُهما.
أنت تقرأ
وِجْدَانٌ ألمَاسْي. | قُصْة
Mystery / Thrillerقَد تَاخذُ الحَياة مَجرَاها بِالصُدَف ، تَجمَعَنا اليَّومَ ، وتَختَبرَنا غَدًا ، قَد نَتفَرَق ، ونَحنُ في نُصفِ هَشاشَتَنا ، لنْ نسْقُط حُزنًا.. بَلـ نَزدَاد قُوة وصَلابة بِضُغوط الحَياة ، كَالـ ألمَاس! كُلَما زَاد الضِغط والحَرارة عَليهِ؛ اصبحَ أصْ...