إِكْتَفَيّنَا | ٤

47 10 31
                                    

فَلـ نَنسُجُ أطرَافَ أناملِنا ، ولِنَبقَىٰ مَعًا لِلأَبَدِ .

تَتأَمل ما تَحويه يَدَيها مَن صُور التِي نَسَجَ عَلّيها الغُبار غِلافًا ، صور قد اجتاحها القِدَّم ، غيّرَ لونها الزَمَّن ، مَعَ ذلك تَراها النعيم بذاكرتها .

"كُنتُ احتفظُ بِثلاثِ ذكريات ، خَبأتُها عن وليِّ ، طالبًا مَنِي النسيان، لكن كيف لِلانسان ان يَنسىٰ اغلىٰ ما عَندهُ بِأَشَدِّ لَحظات الآلم؟"

"لَنْ تَحتاجي الأحتفاظ بنا بذاكرتكِ، فَنَحنُ سَنَكون سَماؤكِ ، تُنير ليّلَكِ مَعَ نَهارِكِ"
اجب مُطمئِنًا فُؤادَها.

لَكن بِجانبٍ آخر كان يَنظر لتِلك العُلبة البَيّضَاء الصَغيرة ، ذات الشِكل المَأَلوف، رَمَقَ صَاحِبهُ ما ان شَعَرَ انهُ يُراقبُ نَظرَاته بِصَمتٍ.

"سَيحدثُ هذا مَن دُون شَكّ ، مادَامَنا بَقيّنا معًا، مَن دون ان يَترُكنا هوَ مَن دون سَبب!"

فَهمه المقصُود ما يَعنْي صَديّقهُ.

"صديقاي.. نَحنُ تَجمعنا بعد فُراق ، النار التي بِداخِلِ كُل مَنكُما سَتَهدأ بِالبَوحِ، فَلـ نَجلسُ ونَطفِئ حَريّق أروَّحنا."

تَحدث روجين.

"الأرائك هُنا مُتسخه، عليَّ تنظيفُ المنزلَ أولاً"
أردفَ صاحبُ العينين الحادتين.

"ان نسيتَ ، فَمنزلِيّ مُقابل لمنزلِكَ، فلنَذهب لِهُناك"

"إذن هيا بنا"

-

جَثَمَ الثَلاثة علىٰ أرائك غرفةِ الضيوف.

"سُوف أحظِرُ بعضَ الشاي"
تَحدث جونغكوك، لَيَستقيم ويَذهب إلىٰ المطبخِ.

"كيفَ حَالكَ؟ انا لا أُصدقُ إنكَ أمام مُقلتاي الآن"

"بِخيرٍ بِوجودكِ صَغيرتي"
نَطق بِإبتسامةٍ دافئةٍ.

لِتتكَتف التي أمامه، مُدعيه الضجر
"ضغيرتُك هاه!؟ لم أعُد كذلك مُنذ ظهور أول حبَّ على وجهي ، أ فهمت؟"

ليَبتسم  الأخر علّىٰ طَرافتها، وفي تِلك الدقائِق عاد جونغكوك معَ الشاي ليقدمه لأصحابه.

أرتشفت روجين بَعضَ الشاي و قَالت "أخبراني ماذا حدث لَكُما بِغيابي؟"

نَظر جونغكوك لِيونغي الذي يَستمتع بِالشاي دون أنْ يَرفع بَصره لِيرد بَعدَما تنهد "سوف أَتحدثُ أولاً"

"هيا"

"عندما ذهبتي اِفتقدناكِ كثيرًا طبعًا، أصبح خُروجنا مِن مَنازِلنا ليسَ كما المُعتاد ، إذ بدأت الإمتحانات النِهائِية، و هذَا يَعني إننا مشغولان، مرت أول آيام بسلامٍ ، وحتى الأخير، كُنت فقط مُتلهف لنخرج معًا أنا ويونغي لِنَستمتع بِالعُطلةِ؛ فَكانَ لَدي الكَثِير مِن الخُطط ، لكنه هنئني بِعُطلتي و نَجاحِي بِرسالةٍ : تُخبُرني إنهُ سَوف يَذهب ولا يَعلم مَتى يَعود و.."

تلألأت عيناه بِدمعٍ ، فَرفع إبهامه وأزاله مِن طرفِ عيناه فَأكملَ " نَعم جدي وجدتي ماتى بِسببِ حادثِ سيارة.. "

"جدة جونغ!" تمتمت روجين " يأللهي! تعزي لكَ جونغكوك" قالتها وهيَ تنظر لهُ بحزنٍ شديدِ مُمسكةٌ بِيدِه ، لِينطق يونغي مِن جهتهِ بِنفسِ نبرةِ صوتِ روجين . "أسف "

"لا عَلّيكما الأمر تَجاوزته، فقد تَعودت أن يتركني مِن أعزُ مِن الناس"
تحدث بِإِبتسامةٍ يُخفي بِها حُزنه.

نَظرت روجين ليُونغي مُردفتًا "وأنتَ؟" فأجاب سريعًا" مَاذا سَتفعلين ، لو إتصل بكِ أحدهم وهوَ يخبرك: إن الشخص الوحيد المتبقي من عائلتكِ على فراش الموت؟"

نَظر الأثنان له من دون اجابة فقد تغيرت ملامحهم لصدمة.. دَمعت عين يونغي وهوَ يكمل حديثه "حَجزت أسرع طيارة لأستطيع أن أودع جدتي قبل ان يأخذها الموت مني ، ولكن؛ وصل الموت قبلي..."

صمتْ تملك المكان ، إِستقام يونغي وهوَ يفرك جبينه، ليَخطو بِخطواتِِ سريعةٍ إِلـىٰ الحمام.

"لمْ يَتلكَكَ هكذا جونغكوك!"
قالتها روجين وعينها قد كَستها بَلورات الدمع ، فأبصرها المعني بتفهمٍ.

بعد هدوء دام لِلحظات ، كَسرهُ صوت سُعالٍ شديدٍ من الغرفةِ المجاورة، إذ هيَ حمام المنزل ، جعل مِنهما يُهرولان حَيث يونغي ، طرق على الباب مِن قبلِ جونغكوك " يونغياه! هل أنتَ على ما يُرام!؟"

فُتحت الباب بَعدَ قليل، ليخرج كَبيرهُم "بِخير"

نطقها بِخفوتٍ ، ليَختل تَوازنهُ شَيئًا فَشيًئا ، ساقطًا علّى الأرضِ مُنشل الحركة.

" يُــــونغي!"...

إنتهىٰ.

_______

٤٩٠ كلمة

قَدِرُوا جهُودي بِنَجْمةٍ.

وِجْدَانٌ ألمَاسْي. | قُصْة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن