لقد كُنت أبدو لك ذهبيّ اللونِ جداً , وكنت تتسائلُ كيف تُغيّر هذا اللمعان و تلوّث مثل هذا اللون؟
لقد كُنا نجُوب المحيطَ معاً , الغريب في الأمر أن محيطنا لم يكن ذا نهايةٍ إطلاقاً , إنهُ بدونِ زوايا .. مساحةٌ لا نهائيّه.. لقد جابهنا ضرب العاصفةِ القويّةِ معاً و كُنا نمتطي قارباً صغيراً , في كثيرٍ من الأوقات كُنت تقول لي " يوماً ما سنصِل الى اليابسة , لنثِق ببعضنا البعض فقط." وكنت أُومئ برأسي تستقرُّ في صدري ثة توازنُ الكونَ بحجمها , لقد وثِقتُ بك لحدٍ لا معقُول..
لقد كُنا نجدّف بقوةٍ معاً ولكن القوّة مالت للعاصفةِ هذه الليله , إستمريتُ بالتجديف ألتفتُ إليكَ فأراك واقفاً دون حراك, أغلق عينيّ مرةً و مراتٍ لا تُحصى علّني أُبعد زخّات المطرِ التي تُعيق رؤيتي , علّني أعرفُ لمَ تقف ساكناً , لم تتركني أُجدف وحيداً أحاربُ هذه العاصفة بقوّةٍ ضئيلة , لقد تسائلت ما إن أصابك مكرُوه, ولكنّك كُنت تتحرّكُ بهدوءٍ لتقِف على طرِف القارب و يضيع الإتزانُ حين عُدت خطواتٍ للخلفِ قليلاً و وقعتُ على سطحِه الخشبيّ المُبلل , إنني أزيدُ من ثِقله, إنهُ يغرقُ من ناحيتي و أنظُر إليك ترتفعُ مقابلَ سُقوطي, أمدُّ يدي بقوةٍ أحاولُ الوصول الى يدِك التي لا تُفكّر الوصول إلي .. إنها تتشبثُ محاولةً أن تنقِذك فقط..
كيونقسو ؟
إنك لا تستجيب, لا تفكّر في أن تنظُر إلي حتّى , إنك خائفٌ جداً .. تعرف تماماً بأنك تحاولُ التخلص مني..
إشتدّت العاصفة أنزلق جسدي أكثر ولم أكن أملك ما يلتقطُ ظهري , لقد غرق جُزء القارب الذي كنتُ أقف عليه , لقد التحمّ جسدي بماءِ المحيطِ الهائِج , لازلتُ احاول ان اعثُر على يدِك , ولكنها لم تفعل.. لقد قامت فقط بسكبِ ثقتي لتضيع في هذا المحيطِ هائِل الحجم..
يدُك , لم تعُد تمتدُ إلي كالسابِق..
المياهُ باردةٌ جداً.
و إن لم أتمكّن من الصعودِ على متنِ القارب غداً , هل سيهتم أحدٌ ما ؟
,
,
,
فتحتُ عيناي و رفعتُ جسدي بشكلٍ سريعٍ أحاول التقاط انفاسي,
انظُر في انحاءِ المكان , ظلامُ المحيطِ لم يعُد هنا بعد الآن, و انا قادرٌ على التنفسِ بشكلٍ طبيعي .. انها غُرفتي وهاهُو رنينُ المنبه ينبهني بأنه السادسة صباحاً .
لقد كان كابوساً .. ولكنني كنتُ أغرقُ بحق.
بدا الامور حقيقياً بشكلٍ مجنون.
,
أسيابُ المدرسةِ تعُج بالطلاب , هنالك من غلبهُ النُعاسُ و يترنّح في سيره , وهناك من يُدردش متحمساً مع رفاقه, أما انا فقد كُنت اقرأ لوائِح الصفوف حتى اصل الى كيونقسو , و بالفعل ها أنا ادخل لصفّه و أراهُ يجلسُ وحيداً بينما يتصفّح كتابه, أنا لم أناديه, لقد إخترتُ مفاجأتهُ بالجلوسِ بجانبِه و رفعِ كلتا ساقي على الطاولةِ التي أمامي ,

أنت تقرأ
GOLD
Fanfictionأخبرهم بكل ما أعلمه , اصرخ من أعلى الأسطح , و اكتبهُ على الأفق.. كل ما كنا نملك..قد رحل " مبنيّة على أحداث واقعية "