-Chapter 2-

21.9K 1.4K 230
                                    

ڤوت وكومنت💞

"في هذا البلد البائس لا فرق بين أن تستيقظ صباحا أو مساء أو أن لا تستيقظ أبدا"

•••

خرجت من المدينة وهي تشعر بآلاف المشاعر كالعادة فهي تستمع للأموات وللأحياء، الإستماع لأطفال يبكون على والدتهم الراحلة ليس بالمُفرح.

بكاء الأحِبة، الخيانة هي تتأكد في كلِ مرة انها لا تُحب البشر
كيف لهم ان يكونوا قاسيين؟ كيف لهم ان يُخذلوا قلباً يحبهم؟

إنتقلت بِخفة الى مصدر الراحة والسكون، الغابة.
تسير بين الأشجار بإعجاب بخطواتٍ قصيرة تغمض عيناها وتتأمل اللون الاخضر يعُم المكان وتبتسِم، في رأيها ان معجزات الإله متكونة في الأرض فالجمال هنا لا يُضاهي اي جمال تراه.

إستمعت لأصوات تهشيم بقيت عيناها مُغمضتان بلا اي جزع لتضرب انفها رائحة مألوفة.

"اوه، مُستذئِب في يوم ميلادي هدية جيِدة."
إلتفتت له تُعبر عن سعادّتِها

"اللعنه"
هسهس بِغضب مكتوم

"ما بِك يا صديق هل نطق ذِئبُك برفيقة؟"
سخِرت منه حين رأتهُ غير سعيد لرُؤيتها

"شيطانة صغيرة."
هتف وهو يقترب منها متحضر لنقاش طويل مع شيطان، فالشياطين اعداء المُستذئبين.

لقد ظّنها شيطانة، ضحكت بصوتٍ عال وقررت ان تستفزه.

"متى سيحضر مصاص الدماء حتى تتشاجران يا تُرى؟"

نظر لها بشراسة، انه سهلٌ جداً.

إستحضرت رزانتها وهتفت
"حسنا حسناً، أعتذِر إن أزعجتك.."

نظر لها بدهشة وتوقف ناظراً لها، لم يُصدق ماذا خرج من فمها.
"ماذا؟ هل الشياطين تعتذِر؟"

"هل تظُنني شيطانا حقاً؟"

توسعت عيناها، ليس لهذه الدرجة ايها المُستذئب!

في الحقيقة انا مُختلِفة عنهُم فجميع الملائِكة يملكون شعراً اشقر او بُني يتخلله الأصفر إلا انا شعري أبيض وبشرتي ذات سُمره خفيفة، ألم اُخبركم انني ملاكٌ نادِر؟
لذا يعتقد الجميع انني شيطان.

قرر إستفزازها فأعرب بصوتٍ مستمتع
"الا تعتقدين انك شيطان يا شيطانة؟ انظري لملابسك."

أشار الى التوب القصير الذي لا يُغطي سوى صدرها والتنورة التي بلكاد تصل لأسفل مُؤخرتها.

شتمتهُ بسِرها لتظهر فوق رأسها غيمة سوداء تُشير الى مزاجها السيء وكونها ستتم مُحاسبتها على أخطاءها.

فالملائكة لا يشتمون ولا يغضبون يجب ان يكونوا متسامِحين ويغفِروا للجميع، لذا كونها احد الملائكة المُتميزة فالغيمة السوداء لطالما تظهر فوق رأسها هي تُجزم انها لم ترى الغيمة البيضاء التي تحدثوا عنها او الغيمة الوردية التي تدُل على الإعجاب او الحُب.

رأى صمتها ليستمر بأسئلته
"اذاً ماذا تفعل شيطانة هنا؟"

تململت في مكانها لتهتف بهدوء
"إنه عيد ميلادي"
وإبتسمت بخفة

"كم اصبحتِ؟"
اجابها مُتحمساً فالمُستذئبين لا يحتفلون بأعيادهم ابداً.

"خمسُمائة"
قالت بنوع من الفخر الظاهر

إرتفع حاجبه بسُخرية منها
"ما زلت صغيرة حقاً."

توسعت عيناها بحنق
"لا تتدخل، احمق"

لتظهر الغيمة السوداء لتتأفف.

"تملكين اخلاقاً فاسِدة يا شقِية، على كل حال انا اندرو."

إبتسمت بلُطف، كاد يُخبرها انها جميلة جداً لكنه تماسك.

"مرحباً، انا أناليا"
لوحت لهُ راحلةً.

•••

"عيدُ ميلادٍ سعيدٍ لي"
جلست على احد الغيمات تُردد بفرح وإسترخاء.

صرخ احدٌ من غيمتها
" أين انتِ؟"

أردفت بعد ان شعرت بتجاهل الاُخرى
"أتعلمين اين هو بيرت يا شقية؟"

حاولت التجاهل على قدر المُستطاع لكن الغيمة تضرب برأسها في كل ثانية تتجاهل الصوت
"ماذا؟"
صرخت بعصبية.

تمتمت بهدوء
"على هذا المُعدل ستصبح هذه الغيمة كالفحم قريباً."

"ماذا لماذا؟ ايتُها الشابة إن الجميع يبحث عنكِ على الأرض انه عيد ميلادك ايضاً بيرت منذ رحيلك وهو ينتحب في الغرفة."

صرخت حبيبةُ القلب هي تكاد تجُن من تصرفات هذه الفتاة حقاً.

بيرت؟ كيف نسيته اللعنة!

"حسناً اُمي من سيأتي للإحتفال."
لم تستطع كبت فضولها، بالطبع فهي أناليا.

"لقد دعى أباكِ الجميع."
هدات والدتها لتقول بلطف فهي ألطف ملاكٍ موجود.

هتفت بسُخرية ظاهرة
" حتى البشر والشياطين؟"

"اناليا ثوانٍ وسأراكِ بغرفتك تقومين بإرتداء ما أحضرته ولترمي ما ترتديه في اقرب حاوية نُفايات حسناً؟"

"حسناً يا والدتي العزيزة."
إستجابت لرغبت والدتها كالعادة هي لا تريد ان يتم لعنها.

••••

اناليا | ANALYA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن