الفصل الثالث

696 11 0
                                    


الفصل الثالث

استيقظت 'انجريد' في الصباح والألم يعتصر راسها ، وشعرت كانها قضت الليل في مكان اخر ... فالاحلام لم تدعها تستريح لحظة
واحدة ولكنها احلام حقيقية ومزعجة وجميع الأشخاص الذين راتهم
في الحلم كانوا يشبهون 'يانيس اندروبولوس ' ...
تمطت 'انجريد' في الفراش ثم نظرت بعينين حزينتين إلى حجرتها
المغمورة بضوء الشمس الرقيق .
كانت حقائبها مغلقة كما هي وكان ثوبها على الارض ويبدو
مكرمشا.
إن الله وحده هو الذي يعلم كنه المعركة التي كانت تخوضها في اثناء النوم .
كان كل شيء مشوشا فى ذهنها .. 'بيلوود' .. قبلة "يانيس " .. وفجاة
اخفت 'انجريد' وجهها بين الوسادتين ثم نهضت بعد ذلك مرة واحدة ،
فإذا كان امامها ايام قليلة يمكنها ان تقضيها في ´بيلوود هاوس
فعليها إذن استغلال هذه الفرصة جيدأ .
شعرت الفتاة بالهدوء بعد ان اخذت حمامها مع إن الام رأسها كانت لا تزال تسيطر عليها ولكنها تلاشت تماما بعد ان تناولت فنجانا من
القهوة وقرصين من الاسبرين .
مشطت ´انجريد´ شعرها الذي بدا يجف تحت تاثير هواء النافذة المفتوحة .
كان الجو يبدو حارأ في هذا اليوم ، لذلك فضلت ´انجريد' ارتداء ثوب خفيف من القطن الاحمر .
وبعد ان نظرت إلى نفسها في المراة ، رفعت شعرها فوق كتفيها وخرجت من الحجرة .
كان الخدم يتحركون بسرعة خارج حجرتها مما جعل انجريد´ تكاد تقذف رغما عنها بالصينية التي تذهب بها الطباخة "سالي بارسون " إلى سير'فيليب
القابع في مكتبه ، وعندئذ ذهبت ´انجريد´ وراءها وما إن وضعت الفتاة راسها بين فتحة الباب حتى نظر إليها سير ´فيليب ' من فوق نظارته ومن وراء اكوام الملفات المكدسة امامه .
وضعت ´سالي´ الصينية على المائدة واختفت بسرعة ، وهنا قال
سير ´فيليب ´ ساخرأ :
- صباح الخير يا 'انجريد´ ، اننى سعيد باستيقاظك مبكرأ ... لقد اختفيت مساء امس سريعا .
حاولت 'انجريد´ ان تتحدث بصوت هادئ .
- لنقل إنني لم اكن مهياة جيدأ للاحتفال معكم طوال الليل .
مرر سير 'فيليب ´ اصابعه بين خصلات شعره الرمادي ونظر إليها في حنان وهي تمسك بفنجان القهوة .
- إنني افهم جيدأ ما تشعرين به يا عزيزتى .. ولكن صدقيني ، انا لا يمكنني فعل اي شيء اخر ...
- اعرف ذلك يا والدي ولكن شيئا لم يحدث بعد واعتقد ان السيد ´اندروبولوس ' لا يزال في حيرة .. هذا ما لاحظته اثناء تناول الطعام .
وكانت ´انجريد´ تراعي جيدأ الا تذكر اي شيء عما حدث في
الحديقة .
- لقد كنت اعتقد ذلك حتى الصباح ولكنه اتصل بي اليوم واكد لي
رغبته في العرض ، وسيقوم السيد 'بولتون ´ ووالدتك وانا بلقاء
المحامين التابعين له خلال فترة الظهيرة في ´لندن ´ لكي ننتهي من
تفاصيل البيع الاخيرة كما انني اشعر ان السيد 'اندروبولوس ´ يريد توقيع العقد باسرع وقت ممكن .
شعرت الفتاة باصابعها تتقلص على الفنجان ، إذن 'يانيس
اندروبولوس ' من طراز الرجال الذين لا يمكن لأي شيء ان يقف امامهم
ويصلون بإصرار إلى غاياتهم .
وفي هذه اللحظة ، تذكرت ´انجريد´ ملامح وجهه التي راتها في
الحلم ، فقد كان وجهه مملوءا بالمرارة والحقد .. وعندئذ شعرت بالدم
يتجمد في عروقها .
لاحظ سير ´فيليب ´ شحوب وجهها .
- ماذا بك يا ´انجريد´ ؟ ما الذي يحدث ؟
- كلا ، لا شيء ، مجرد صداع خفيف اطمئن اشعر فقط بحاجتي إلى الاسترخاء ولذلك اعتقد ان جو 'بيلوود هاوس ´ يروقني كثيرأ ،
بالمناسبة ، ساذهب في نزهة اثناء وجودكم في لندن .
- فكرة ممتازة ، كنت اتمنى عرضها عليك ، كما ان السيد ´اندروبولوس ' سيكون سعيدا جدا عندما يشاهد بقية المكان بصحبتك .
كادت 'انجريد' تختنق .
- معذرة ؟
- نعم ، إنه لم ير بعد بقية المكان وقد اخبرته لتوي في التليفون انك
ستساعدينه في هذا الامر بكل سرور فلا احد هنا يعرف بيلوود هاوس مثلك .
- ابي ! كيف تعده بشيء كهذا ؟ انا لا اريد رؤيته نهائيا
وانت لا يمكنك ان تطلب مني هذا الطلب !
- ولكن ذلك شيء ضروري وهو يصر على ذلك ايضا لقد شرحت له
والدتك قيمة ´بيلوود هاوس ' بالنسبة لك بعد ما قالته 'جلاديس
بوسورث ' والحق انه بدا متفهما جدأ .
قالت الفتاة متنهدة .
- اشك في ذلك ! ولكنني سارافقه - شريطة - ان تكون المرة الاخيرة 0
وساسافر غدا إلى ´لندن ´ ، فانا اعرفا ان مدير ال "ارت جاليري'" يبحث عن مساعدة له وساقوم بتاجير شقة صغيرة هناك ، فامامي متسع من الوقت لكي اؤكد وجودي بوسيلتي الخاصة .
- لنر ذلك يا ´انجريد' ! انا اعرف انك تريدين الدفاع عن استقلاليتك ولكن عندما نبيع ´بيلوود هاوس ´ سيكون لدينا مبالغ كبيرة من المال تسمح لنا بشراء فيلا عند الـ 'كوت دازور´ ، وانت تحبين ´فرنسا´ كثيرأ ويمكنك الحضور انذاك للإقامة معنا

العاشق المنتقم -عبير الجديدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن