الفصل التاسعاستيقظت 'انجريد' قبل الفجر وهي مرهقة بعض الشىء . وكان 'يانيس ´ لا يزال ممددأ بجانبها ويغط في نوم عميق .
وتحسست 'انجريد´ بنظراتها هذا الجسد الرائع . القوي . الدافئ...
فشعرت كانها تتحسسه ، كانها تلمسه ..
وفزعت كثيرأ من إحساسها هذا ، وبقيت عاجزة امام هذه الرغبة
المحمومة التي استولت عليها وجعلتها ترتجف بشدة ، وهنا لمست
اصابعها كتفيه ثم خصلات شعره .
وعندئذ جذبها 'يانيس ' نحوه بحنان ، فاستجابت له كانها مسلوبة
الإرادة وخاضعة تماما لعينيه السوداوين , ثم راته وهو يضع راسه
على ذراعها وكان يتحرك ببطء حتى يقترب منها وينظر إليها عن كثب ،
ثم فجاة وكانه ينتظر هذه اللحظة طوال عمره , اخذها بين ذراعيه واحتضنها بشدة واخذ يقبلها برقة وعنف .
فتركت 'انجريد' نفسها تماما ولم تستطع التحرك خوفا من ضياع
هذه اللحظات الساحرة ، واخيرأ التصق بها وهو يتحسس جسدها ،
فقالت له هامسة وهي مستسلمة تماما :
- احبك . احبك دائما ! وساحبك حتى نهاية عمري .. إنني حقا انتمي إليك . فقال لها 'يانيس ´ :
- اتمنى ان تحبيني يا ´انجريد´ ...
واخذ يقبلها من جديد بعنف وهكذا غابا معا في عالم اخر بعيد عن الارض ، وحلقا معأ في دنيا الحب وعواصفه ...
وكان قلباهما يدقان بسرعة شديدة وهما ملتصقان ببعضهما حتى ناما في هدوء وسكينة .
وفي الصباح الباكر , استيقظت ´انجريد´ من نومها العميق ، ومدت ذراعها نحو ´يانيس ´ لتستمد منه دفأه وحرارته ، ولكنها لم تجد سوى الفراغ ، فنهضت من مكانها دهشة .
- ´يانيس ´ ؟
وعندئذ تذكرت انها سمعته وهو يتحرك ، ولكن متى حدث ذلك ؟ لقد ظلا معا حتى الفجر .
والأن تتسلل اشعة الشمس المشرقة في الحجرة . ولكن ´يانيس ´ غير موجود بجانبها .
نهضت ´انجريد´ وحدها ولكنها تشعر بالثقة في نفسها ولا زالت تتذكر هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها مع ´يانيس ´ ، ثم استجمعت قواها وخرجت من الفراش لتاخذ حمامها وفي نفس اللحظة سمعت طرقا على الباب .
وعندئذ ارتدت ´انجريد´ ثوبها الملقى على الارض ثم دخلت ثانية في الفراش . وكان الطارق لايزال يدق على الباب بنفاد صبر والحاح ، فقالت ´انجريد´ باليونانية :
- تفضل !
وعندئذ دخلت الحجرة سيدة متقدمة في السن وذات وجه مشرق وعينين خبيثتين ، وكانت تحمل بين يديها صينية الطعام المعدة لشخصين .
وردة قايين
ودون ان تنطق بكلمة واحدة ، تركت السيدة الصينية على الفراش مكان ´يانيس ´ . فشكرتها 'انجريد´ ، وتمتمت السيدة بعدة كلمات
باللغة اليونانية لم تفهمها 'انجريد' . وهنا قالت ´ايرين ´ بصوتها العذب .
- ´كاليميرا´ يابنيتي .
وكانت ´ايرين قد دخلت الحجرة وامسكت بكتف الخادمة العجوز
- ´انجريد' ، اقدم لك 'كوليلا´ ، إنها المسؤولة عن كل شيء هنا ، لابد
ان 'يانيس ' حدثك عنها .
هزت الفتاة راسها بانها لا تعلم شيئا , لان ´يانيس ' لم يحدثها ابدأ
عن هذه المراة ذات العينين الغائرتين والوجه غير المريح تماما .
- الحق انه اخفى عنك الكثير ! والأن يجب ان تعرفي ان ´يانيس
وهو صغير، كانت ´كوليلا´ بمثابة امه ، لقد ولد لديها في 'ليناكاريا ,
وكبر وسط اطفالها الذين توفوا جميعا للاسف .
- كلا , حقا لا اعرف ذلك .
وكانت 'كوليلا´ قد وقفت فترة عند باب الغرفة ، ثم انصرفت بهدوء .
- يجب ان اعترف ان تصرفات ابني لا تعجبني احيانا ، ولكن اعتقد انه جعلك تشاهدين المنزل الذي عاشت فيه عائلة ´كوليلا´ عند مرتفعات
القرية .
- بالتاكيد, لقد اقمنا في هذا المنزل ايضا .
نظرت لها ´ ايرين ´ في دهشة , ثم جلست على حافة الفراش .
- لابد انك مخطئة ! إن منزل 'كوليلا´ لا يصلح للإقامة منذ سنوات ,
وفي اخر مرة ذهبت إلى الجزيرة , كان المنزل مهدما تمامأ !
- كلا ، اؤكد لك ذلك يا ´ايرين ' ، لقد عشنا هذه الفترة هناك !
كانت 'انجريد' تتحدث ببراءة شديدة ، بينما كانت الدهشة ترتسم
على ملامح وجه 'ايرين ' التي تمتمت قائلة .
- ولكن ما السبب في ذهابكما إلى هناك ؟ إن هذا المكان مهما كانت بدائيته يوحي بالراحة ، إلا انه لا يليق بشهر العسل !
- ولكن 'يانيس ' يرى غير ذلك , واعتقد انه له اسبابه التي استلزمت
إقامتنا في هذا المنزل .
سكتت الفتاة لحظة ثم اضافت :
- كما انني فهمت خطا انه منزلك انت ...
تنهدت 'ايرين ´ ، وبدت في غاية الدهشة من اقوال زوجة ابنها .
- إذن لم يخبرك بشيء , اقصد لم يخبرك شيئا عن طفولته وشبابه . بدت ´ايرين ' مرهقة فجاة وبدات يداها ترتعشان .
- لقد كان ابني طوال عمره كتوما ومزعجا , ويجب ان تعلمي ذلك
ابتسمت ´انجريد´ وقالت باقتناع :
- هذا حقيقي .
- لانه إذا كان قد تحدث إليك - انت زوجته - , كنت عرفت انه
غفر لي .
- غفر لك ؟
سعلت ´ايرين ' محاولة إخفاء ارتباكها , ترى ما الذي تقصده 'غفر لها´؟ شعرت ´انجريد´ بالضيق , فقامت وقدمت فنجان القهوة إلى ´ايرين ' وقالت لها بهدوء :
- لم اسمع يانيس وهو خارج ، هل تعرفين اين هو !
- لقد ذهب إلى الميناء بسيارته واصرت ´ايلينا´ على مصاحبته لا اعرف لماذا .
كاد قلب 'انجريد´ يقفز من مكانه ، وشعرت فجاة بالغيرة والشك ، ولكن الوقت غير مناسب لإظهار هذه الاحاسيس ، ويبدو ان ´ايرين ترى الامر طبيعيا .
- اعتقد ان ...
ثم استدارت الفتاة واخذت تعبث في سلة الخبز بعصبية . وهنا قالت 'ايرين ' :
- تبدو ´كاناري´ هادئة طوال الأسبوع , ولكن تعج باليونانيين اثناء عطلة نهاية الاسبوع ، ومعظم اليونانيين يمتلكون منازل هناك
و اغلبهم اصدقاء .
تناولت 'ايرين ´ فنجانأ اخر من القهوة وقالت :
- ما رايك في تنظيم حفل استقبال في شرف حظورك ! تمتمت 'انجريد´ :
- ولكن يانيس 00
- اعرف انه يكره الاحتفالات , ولكنه لن يمنعنى من تقديم زوجته لاصدقائي , لقد تزوجتما بعيدأ عن هنا .
- كم ان ذلك لطيفا منك ولكنني اعتقد ان ذلك غيرضروري .
- ارجوك ان توافقى يا ´انجريد' ! فالمناسبات نادرة جدأ هنا , واعدك ان الحفل سيكون بسيطا .
- اتفقنا ولكنني اعتقد انه من الافضل ان تتحدثي إلى 'يانيس ´ اولأ. ثم اضافت متعللة بعذر ما :
- كما اننى لا اجيد التحدث باللغة اليونانية ... فانفجرت ´ايرين ´ في الضحك :
- هذا ليس عذرأ ! وعلى اية حال معظم اصدقائي يجيدون التحدث باللغة الانجليزية ، اما بالنسبة للعمة 'صوفيا' فسنرى فيما بعد ، ويمكنني ان اقوم بدور المترجمة لك ,بينما تهتم 'كوليلا' بالحفل . اكتسى وجه ´انجريد´ بالحمرة وقالت :
- ولكننى لست واثقة من تقدير´كوليلا' لى .
- إن 'كوليلا´ ستظل إلى الابد الام اليونانية ، ولا تخدعك المظاهر ، فكل ما يهمها هو سعادة 'يانيس ' ! وانت التي تجلبين السعادة إلى ´يانيس ´ !
- ربما كانت تفضل زواج ´يانيس ' من فتاة يونانية , ومهما فعلت , فساظل فتاة انجليزية ...
حاولت ´ايرين ´ تهدئتها قائلة :
- بالتاكيد ولكنها تعرف 'يانيس ' جيدأ وتعرف انه لا ينفذ إلا رايه ، ثم إنها تعطيه العذر دائما ...
تنهدت ´ايرين ' بعمق , ثم اضافت :
- ولكنني لا اعرف السبب الذي جعله يذهب بك لديها فى ´ليناكاريا´,
لابد انه فكر في الذهاب بك إلى هناك لشدة ارتباطه بالمكان لانني ولدته
في هذا المنزل ، ولكن الظروف كانت مختلفة بالتاكيد ... حاولت ´انجريد' ان تبتسم رغما عنها , وتابعت ´ايرين ´ :
- من الواضح بالتاكيد ان هذا المكان لم يكن مثاليا للولادة به ...
ولكنني لم افكر قبل الولادة 0بانني ساضع طفلي هناك ! وطوال فترة
الحمل كنت مقيمة في 'كاناري´ , وفي احد الايام ، شعرت بالإرهاق الشديد واحسست بالرغبة في الذهاب إلى ´ليناكاريا´ حتى اشعر
بقربي من 'تيو´ ، فنحن قد تقابلنا لاول مرة هناك اثناء تصويري لاحد الافلام ، وبمجرد ان وطئت قدمي ارض الجزيرة بدات الام الوضع
أنت تقرأ
العاشق المنتقم -عبير الجديدة
Lãng mạnمقدمة | كذب المنجمون ولو صدقوا | تنبأت لها العرافة بالمستقبل المخيف معه , ولكنها ضربت بكلامها عرض الحائط , ومرت الأيام لتثبت لها انه الوحيد الذي يمسك بخيوط مصيرها بين يديه ,وعليها اللحاق به أينما ذهب ,ولكنه لا يغفر لها الخطأ الذي ارتكبته في حقه , وي...