الفصل العاشر والخاتمه

819 15 4
                                    

الفصل العاشر


تنهدت ´ايرين ´ في تعجب ونظرت إليها في دهشة .
- ´انجريد' ماذا تفعلين ! وما معنى هذه الحقيبة ؟
- سارحل ، ساغادر ´كاناري' ...
- ولكن ذلك مستحيل ! ولم يخبرني ´يانيس ´ بشيء !
- لانه لا يعرف شيئا ، سارحل وحدي .
قالت ´انجريد´ الجملة الأخيرة في تحد واضح وهي تمسك بحقيبتها 0
- ´انجريد´ ارجوك انتظري عودته على الاقل ، تحدثي إليه لقد كان يبدو يائسا وغاضبا جدأ لحظة خروجه منذ لحظات مع ´ديمتريوس ´ ما الذي حدث!
امسكت المراة ´انجريد´ بين يديها واحتضنتها بعنف فتنفست الفتاة بعمق حتى تطرد الألم الذي يعتصر قلبها .
- لا اعرف إذا كان يمكنك فهم الامر ... لقد كان زواجنا فاشلأ من البداية ، والخطا بسببى انا0
- هل تشاجرتما ؟ إنها اشياء تحدث كثيرأ بين الزوجين .
- كلا ليس كذلك ... فإذا كان ´يانيس ´ قد طلب الزواج مني فذلك بهدف الانتقام ، إنه لم يغفر لي ابدأ الكلمات القاسية التي تفوهت بها ضده ...
- ماذا تقولين ؟ من المستحيل ان يتزوج ´يانيس ' بدون حب !
- كنت اعتقد ذلك انا ايضا ، ولكن شيئا فشيئا ضاع املي في ان
يحبني في يوم ما ...
جذبت 'ايرين ´ الفتاة نحو حجرة استقبال الضيوف ، وجلستا معا.
- هل هذا بسبب إيلينا !
لم تستطع ´انجريد' ان تجيبها .
- انا ايضا غاضبة من رؤيتهما معا ، ولكن يانيس لا يريد إفساد السلام الذي بدا يهيمن على علاقته مع اسرة ´اندروبولوس ' .. إنه
يحاول الحفاظ عليه ليس اكثر ...
- انا لا اعرف شيئأ ولكنني اعتقد ان علي دفع ثمن الفكرة التي غرستها بداخله دون قصد وهي انني احتقره ... ولكن ذلك كان قبل
زواجنا .
وفجاة انهمرت الدموع على وجه ´انجريد´ وبدات في سرد ماساة زواجها من البداية .
والآن مر الوقت وتفغيرت انجريد واختلفت الحياة ، لكن يانيس لا
يحبها ... وسيطر عليه الحقد والرغبة في الانتقام ، وكل ما يهمه الأن هو الانفصال عنها ونسيانها .
اما انجريد فلن تنساه ابدأ وهي الحقيقة المؤلمة التي تسيطر
عليها، إنها لا تعيش إلا في انتظار اللحظة التي ياتيها فيها ليثلج
صدرها بحبه ، والأن انطفا هذا الامل .
سالتها 'ايرين ´ وهي في شدة التأثر :
:هل تحبينه !
- نعم منذ البداية ولكنه لا يصدقني ، إن رغبته في الانتقام تضع الغشاوة على عينيه ولا يكف ابدأ عن تذكيري - ربما لإقناع نفسه دائما
- بانني تزوجته بهدف الاحتفاظ بــ بيلوود هاوس ، قصر اجدادي .

- ولكن اليس شراؤه لهذا القصر الرائع بهذا الثمن الغالي دليل حبه لك ودليل إصراره على وجودك في حياته ودليل رغبته في إسعادك ؟
- كلا ، لا اعتقد ذلك ...
وضعت ´ايرين ' يديها على يدي الفتاة .
- احيانا ، يتخذ الحب طرقا معوجة ، ولكنني مقتنعة على الرغم من هذه المظاهر . ان ´يانيس ´ يحبك ويريد الاحتفاظ بك كأثمن شيء في حياته ...
تمتمت الفتاة كانها تتحدث إلى نفسها :
- كم كنت اتمنى ان تكوني محقة .
ثم جففت دموعها قبل ان تستطرد قائلة :
- انا لا احقد عليه لأنه يعاملني بهذه الطريقة ، فقد علمني ذلك اشياء كثيرة ، اشياء ذات قيمة لزوجين بدون مستقبل ، واقصد بذلك الثقة والاحترام المتبادل ... الحق ´يانيس ' لم يسبب لي اي إحباط ، وهو محق في شعوره بالإهانة والخيانة ...
اغمضت ´ايرين ´ عينيها وتنهدت بالم .
- فهمت ... وانا ايضا ساهمت في هذا الخطا ، كان لابد لي ان اشرح له كل شيء من البداية حتى يندمل الجرح .
نظرت إليها 'انجريد´ في دهشة .
- والآن عرفت السبب الذي منعه من الحديث عني وعن والده وعن شبابه والسبب الذي جعله يقيم في منزل كوليلا لقد كان ´يانيس يعتقد حتى وفاة والده اننا نهمله ونخجل منه ...
- اعترف انني لا افهمك ...
- إنها قصة قديمة ، لا اعرف من اين ابدا ... عندما عرفت انني احمل طفل ´تيو' كنت اسعد امراة في العالم ، فقد كنا نحب بعضنا البعض . وكنا نتمنى وجود هذا الطفل ، ولكن للأسف، لم نستطع إشهار علاقتنا في هذه الفترة : فقد كان 'تيو لايزال متزوجا ، اما انا ، فقد كنت فنانة طموحة ومهتمة جدأ بحياتي الفنية . وهكذا قررنا
الاحتفاظ بهذا السر حتى ولادة طفلنا . سكتت ´ايرين ' لحظة كانها
تعيش هذه اللحظات لحظة بلحظة .
- لم يكن ´يانيس ' قد تعدى الشهر الثاني او الثالث من عمره عندما
عرضت علي إحدى الشركات الضخمة في مجال الإنتاج في 'هوليوود عقدأ مهمأ جدأ، وكان ذلك يحتم علي تكريس كل وقتي للتصوير ، مع
ضرورة مغادرة 'اليونان ' وبداية حياة جديدة ، لقد كنت حقا مجنونة !
- ولكن العمل - حتى في مجال السينما - لا يمنع المراة من اداء
دورها كأم ...
- لقد فهمت ذلك ولكن في وقت متاخر جدأ . وهكذا ظل ´يانيس
يحقد علي دائما وعندما سافرت إلى هوليوود تركته لدى 'كوليلا'
وكانت حقا تحبه كانه ابنها الحقيقي وكانت تهتم به كثيرأ ! وفي هذه الفترة اعتقدت انه سيكون اسعد حالأ في ليناكاريا عن
وجوده في 'هوليوود' حيث مجال التصوير الدائم وكنت في هذه
اللحظة واثقة من صحة تصرفي ولم اكن اعتقد ابدأ انني ساندم في يوم من الأيام على هذا القرار...
- ولكنك تندمين بشدة ...
- هذا حقيقي ، فقد كنت افتقد ´يانيس ´ كثيرأ ولكنني كنت اطمئن نفسي بتخيلي انه اكثر سعادة في ´اليونان ´ ، وان من الافضل له ان يعتقد ان 'كوليلا' هي امه .
- ولم تذهبي ابدأ لرؤيته ؟
- بالتاكيد كنت اذهب احيانا اثناء التصوير ... وكان 'تيو´ ايضا ياتي ، لقد كنا نقضي الساعات الطويلة في الطائرات والقطارات
والبواخر حتى ناتي إليه لمدة يوم واحد! وهو كان يحبنا لكن كغريبين ،
كأثنين من الناس يغدقان عليه الهدايا ، وكلما كان الوقت يمر ، كنت
اجد صعوبة اكثر في قول الحقيقة له ... ثم توفي 'تيو´ ... وانت
تعرفين البقية ، الوصية ، والإرث ...
- نعم ...
- لم يعرف ´يانيس ' الحقيقة إلا في هذه اللحظة ، وانا التي اخبرته
بها ، كان امرأ مؤلمأ كنت اعتقد انني فقدته إلى الأبد ، وكان يكرهني لأنني كذبت عليه ، ولأن الكذبة كانت تعني في نظره انني اخجل منه ،

العاشق المنتقم -عبير الجديدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن