الفصل الخامس
فتحت 'انجريد' عينيها وهي تتأوه ، ترى اين هي الأن ؟ وما الذي حدث على متن ´تيرا' ؟ و ´يانيس ' ؟
تمطت بحرص وهي تكاد تصرخ وكان جسدها يؤلمها مما يجعلها
تتأوه عند كل حركة ، بالإضافة إلى ان الفراش الذي كانت تنام فوقه
كان اكثر صلابة من الحجر .
ادارت 'انجريد´ راسها لتتجنب اشعة الشمس التي تدخل في
عينيها، وعندئذ لاحظت انها تنام في غرفة تكاد تكون مجردة من كل
شيء وليس بها من فخامة الباخرة ´تيرا' اي شيء .
شعرت انها تتأرجح بعض الشيء ولكن السبب لم يكن من حركة
الباخرة ، فهي تقفا على ارض صلبة الأن ، ولكن اين هى ؟
تفحصت الحجرة بعناية مما جعلها تتخيل الأسوء فلم يكن
بالحجرة اية مفروشات إلا السرير الذي تنام فوقه ! وما هذا السرير
إلا حشية موضوعة فوق صندوق ضخم اسود اللون والغطاء كان عبارة
عن ملاءة من الجوت .لقد اختطفت إذن ومن خطفها جاء بها إلى هنا وحبسها كما تحبس الحشرات بين خيوط العنكبوت .
ولكن ليس في يديها اية قيود ولم ينزع احد خاتم الزواج من اصبعها ... ولكن الخاتم هو الشيء الوحيد الذي تضعه الأن . بقيت ´انجريد' في مكانها وهي تحاول ان تتذكر الأحداث التي اتت بها إلى هذا المكان الغريب ولكنها لم تتذكر إلا انها ذهبت إلى الحجرة المخصصة لها في الباخرة ´تيرا´ وانتهى الامر .
نهضت الفتاة من مكانها وهي تتالم وتوجهت بصعوبة نحو النافذة او بالاحرى الطاقة الموجودة فى الحجرة .
وعندئذ تلقت صدمة جديدة فلم تجد امامها إلا ارضأ صحراوية تمتد على مرمى البصر تحت اشعة الشمس المحرقة مع وجود بعض اشجار الزيتون التي تقلل من حدة هذه الرتابة .
كانت خطوات الفتاة على الارض الخشبية من السهل جدا سماعها . فتوجهت بسرعة نحو الفراش وهي تحاول ان تخفي جسدها العاري بالغطاء .
- ´يانيس ´ ! حمدأ لله . لقد كنت في شدة الخوف ما الذي حدث ! وماذا نفعل هنا !
اختنقت الكلمات في حلقها ، فقد كان ´يانيس ´ عاريا إلا من سرواله وكان خداه داكنين لظهور الشعر بهما ، واخذ يتاملها قليلا وابتسامة السخرية على شفتيه ، ثم جلس على حافة الفراش . وضعت ´انجريد' الغطاء على جسدها وتمتمت قائلة :
- نواياك ... هذا المشروب الذي جعلتني اتناوله ... ضحك ´يانيس ´ ضحكة تحد واومأ براسه .
. - لم اكن واثقا من حسن تقديرك للمفاجاة التي ادخرتها لك بشان شهر العسل ...
- ماذا! انا لا افهم شيئا ، فسر لي الأمر ! اين ´تيرا´ ! وماذا نفعل هنا في هذا ... الكوخ القذر !
- ´تيرا على بعد الاف الكيلو مترات من هنا الآن ، اما بالنسبة لما تعتبرينه كوخأ قذرأ وتنظرين إليه باحتقار ، لتعلمي إذن انه المنزل
الذي ولدت به ...
اجابت بسرعة :
- اعذرني ولكنني لم اكن اتخيل وجود مثل هذا المكان!
- كنت اتمنى فقط ان تعرفي ذلك ...
نظرت إليه 'انجريد´ في رعب والتصقت بالجدار الخشن وراءها .
- معذرة .. ولكن ما معنى هذا المشهد ؟
- من السهل فهم ذلك ومع ذلك سانعش لك ذاكرتك بعض الشيء ،
لقد تزوجت من رجل سفيه ومحدث نعمة وانا اريد ان اعرفك كيف تكون حياة زوجة رجل سفيه ومحدث نعمة ...
اخفت ´انجريد' راسها بين كفيها ، بينما كانت عينا ´يانيس ´ تلمعان
بالفغضب والكبرياء المهانه ... ترى هل يكرهها لانها احتقرته في يوم ما بهذه الكلمة ؟
ولكنها شعرت فجاة بالياس ، فالتصقت به ولكنه ابعدها عنه .
- هذه مزحة ... الم اعتذر لك عن هذا اكثر من مائة مرة !
- ولكنني جاد جدأ يا ´انجريد' ولم اكن جادا بهذه الصورة طوال ايام حياتى .
عارضت الفتاة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء .
- ولكنك لا تتخيل ابدأ اننى ساوافق على قضاء شهر العسل في هذا
المنزل الحقير !ورده قايين
- إنني انتظر منك اكثر من ذلك ... من الممكن ان يصبح هذا المنزل
عشا رائعا ومريحا مع قليل من الإرادة والأن ساعتمد عليك في ذلك
وسترين ، ستهتمين باعمال المنزل والمطبخ وتعتنين بالحديقة وتحلبين
الماعز ، وستعتادين على ذلك بسرعة ...
- ابدأ ! من المؤكد انك مجنون ! ؟ نني امرأتك ولست أمتك !
- لا تعتمدي على ذلك .. فاولا انت زوجتي ولست امراتى ، اتمنى ان
تفهمي الفرق الدقيق بين الكلمتين ، وحتى تصبحي امرأتي ، يجب اولا
ان تستحقي هذا اللقب .
همست الفتاة بعد دقائق قليلة :
- فهمت ، لقد تمت مراسم الزواج رسميا ، ولكن بيننا ...
أنت تقرأ
العاشق المنتقم -عبير الجديدة
Romanceمقدمة | كذب المنجمون ولو صدقوا | تنبأت لها العرافة بالمستقبل المخيف معه , ولكنها ضربت بكلامها عرض الحائط , ومرت الأيام لتثبت لها انه الوحيد الذي يمسك بخيوط مصيرها بين يديه ,وعليها اللحاق به أينما ذهب ,ولكنه لا يغفر لها الخطأ الذي ارتكبته في حقه , وي...