الفصل .الأول .
منذ ان هبطت الطائرة في لندن ' و ´انجريد كندريك ´ تزداد دهشة
وانبهارأ ، ارض اخرى ، سماء اخرى ، سحر اخر ... وعلى الطريق ،
قرية ´كنت ' السخية ، بلاد الاسلاف ، تمتد روعتها على التلال والاودية
الحافلة بالحصون العتيقة واديرة القرون الوسطى واروقة عصر
النهضة الرائعة .
حياتها كانت هنا ، هذا ما كانت تشعر به ´انجريد' دائما، والأن
هاهي ذي متاكدة من هذا الشعور , لقد قضت حياتها في قصر ´بيلوود
هاوس ' ، كما اكد هذه الرغبة لديها هروبها إلى ´نيويورك , لمدة شهر واحد 0كانت ابتسامة السعادة تضيء وجه الفتاة فى كل لحظة تشعر
خلالها بارتباطها بهذا البلد المغمور بالبريق السحري الذي يضفي عليه غموضأ غريبأ كما لو كان بداخل كل حجر عند كل منحنى من الطريق اسطورة قديمة او سر طال إخفاؤه فى هذا المكان ...
'مانهاتن ' ، امبراطورية 'ستيت بيلدنج ´ ، ´برودواي´ كل هذه الاماكن
اصبحت بعيدة عنها الآن وهاهي تغادرها دون ندم . إن ناطحات
السحاب وابنية 'امريكا´ تفتقد كلها هذا السحر ، هذه الاصالة ، هذه
النفحة ، بل على العكس لطالما شعرت بالملل من مجرد رؤيتها ، وفي
مقابل ذلك ، يمتلئ هذا المكان بالتغيرات المختلفة بداية من المناطق
البرية الحافلة بالصخور الضخمة حتى الاودية الخضراء التي تجري فيها الانهار .
إنها تعيش هنا ... حيث تبدو الطرقات الطويلة المملوءة بالادغال
اكثر روعة من شريط الاسمنت للطرق السريعة في بلاد ما وراء
الاطلنطي ، هذه الطرقات التي تلمع بالألوان الرائعة لازهار الارطنسية وحدائق الغابات بالوانها الخضراء للمزارع والحقول ، هنا في هذا
المكان ، ستضع ´انجريد' لوحتها الصغيرة .
سارت 'انجريد' بسيارتها في الطريق المؤدي إلى القصر ودقات
قلبها تزداد سرعة وانفاسها تكاد تتوقف .
كان الطريق ملتويا من خلال الممرات المزهرة التي يفوح منها عطر
زهر العسل الاخاذ .
- ´بيلوود' ...
همست الفتاة بهذا الاسم السحري وهي دهشة من هذا النغم
المالوف لديها... 'بيلوود´ .. ارضها مملكتها حياتها ...
اوقفت 'انجريد' السيارة امام اللافتة الريفية التي تشير نحو مدخل جراج منزل العائلة ثم خرجت من السيارة لتنشط عضلاتها بعض
الشيء .
داعب الهواء والنسمة الرقيقة خصلات شعرها الذي يلمع تحت
اشعة الشمس . تنفست الفتاة طويلا ثم انصتت لتستمع إلى تغريد
الطيور حقا تشعر 'انجريد' ، بعد هذه الاسابيع المجنونة التي
قضتها تتنقل بين الحفلات والسهرات ، تشعر بداخلها بحاجة غريبة وملحة إلى تذوق الهدوء وصفاء هذه الاماكن .
وهذا المساء كما يحدث كل عام تقيم الاسرة احتفالأ يعود تاريخه
إلى يوم مولدها منذ خمسة وعشرين عاما فتمتلئ الحديقة بمئات
المدعوين لتكريم الجدة الرائعة ´انجريد كندريك ´ التي بني من اجلها
´بيلوود هاوس ' .
ورده قايين
وكم تحاول الفتاة ان تكون فاضلة مثل جدتها حتى تظل تحتفل
بهذه المناسبة عندما يؤول إليها ´بيلوود´ .
والأن يهتم سير ´فيليب كندريك ' والليدي 'اليزابيث ' بتنظيم اخر
تفاصيل هذا الحفل الرائع وهما ينتظران بفارغ الصبر عودة ابنتهما المحبوبة والحفيدة الوحيدة لهذه العائلة الشهيرة ...
خطت ´انجريد' عدة خطوات داخل احد الممرات المؤدية إلى الدغل
الكبير وهي ساهمة هنا تشكل الاشجار ذات الفروع السميكة
والمتشابكة شكلأ زخرفيا عربيا0يمتد حتى الارض .
لم تستطع الفتاة مقاومة رغبتها فى تسلق احد هذه الفروع كما
كانت تفعل فيما مضى وهي صغيرة .
كان القصر مقاما على احد التلال فيبدو كانه مسيطر على كل شيء.
- 'بيلوود´ لن اتركك ابدأ ...
كم مرة نطقت ´انجريد' بهذه الجملة منذ ان كانت طفلة ؟
والآن ، وبعد ان اصبحت امراة ناضجة لم تتنازل ابدأ عن هذا
القسم الذي يربطها بالمكان .
إنها تريد الحياة هنا، تريد ان ترى اطفالها يكبرون هنا ويخلدون اسم العائلة . ولكن للاسف إلى الأن لم يظهر في حياتها الرجل الجدير
بها على الرغم من ان اكثر من رجل اعرب لها عن رغبته في التنازل عن
اسم عائلته ليحمل اسم عائلة ´كندريك ' ويعيش في 'بيلوود هاوس ' .
مر بريق حزن في عيني الفتاة الزرقاوين ، من المؤكد ان سير 'فيليب
وليدي ´اليزابيث لم يتوانيا عن دعوة المتقدمين للزواج منها وستكون
مضطرة للابتسام لكلمات الإطراء التي تسمعها منهم وللتعليق على الفن الامريكي الحديث ومهرجان الموسيقى الذي بدا في ´كانتربوري' .
فكرت 'انجريد´ .. من يعرف ربما يحوز احدهم إعجابها ويستطيع
استمالتها ! وان كانت تشك في ذلك كثيرأ .
ربما يظل الحب بالنسبة لها المملكة المحظور دخولها ، ولكن اليس
الحب الذي تحمله في قلبها ل´بيلوود' كافيا ؟
إن اي شيء اخر لا اهمية له في عينيها وربما عليها البقاء وحيدة
طوال عمرها! لم تكن هذه الفكرة شاذة بالنسبة لها ومع ذلك قطبت ´انجريد' جبينها . تنهدت ´انجريد' قائلة :
- لا اهمية لذلك ، إن ´بيلوود´ اهم من اي شيء .
اخنذت 'انجريد´ تتأمل القصر من جديد بحب شديد عندما سرت
فجاة رعشة في اوصالها .
شعرت الفتاة ان هناك شخصأ ما يراقبها كلا إنها حقا متاكدة من ذلك انزلقت ´انجريد' على فرع الشجرة لتهبط على الارض ثم القت
نظرة نحو الممر وعندئذ تلاقت عيناها بعينين واسعتين لونهما اسود
كلون الليل الخالي من ضوء القمر .
كتمت الفتاة صرختها نعم هناك رجل ما ، رجل اسمر اللون .
ضخم العضلات ، يقف معقود اليدين ..
نعم ، إنه ينظر إليها بوقاحة نادرة !
بقيت الفتاة مذهولة فى مكانها لعدة ثوان وهى تشعر كما لو كانت
فريسة لهذا الغريب الذي ظهر فجاة من حيث لا تدري .
نعم هو كالسنوري الذي يراقب الظبية الصغيرة ، كانت هذه هي
الصورة التي طرأت على مخيلتها .
اخذ الرجل يتفحص وجه ´انجريد´ بعناية شديدة ثم امعن النظر
في خصلات شعرها وفمها الرائع وجسدها النحيل الممشوق من خلال بلوزتها الرقيقة وسروالها المصنوع من القطن الابيض ، واخيرا لاحت
على وجهه ابتسامة تقدير كنتيجة لهذا الاختبار .
تمتمت انجريد في ضيق :
- يالها من وقاحة !
وحتى تخفي دهشتها واضطرابها امام هذه الوقاحة خطت الفتاة
عدة خطوات في اتجاهه وهي مرفوعة الراس .
وكان الرجل لا يزال يبتسم لها وينظر إليها بحنان وسخرية في أن واحد .
من الواضح جدأ ان هذا الرجل ليس من المنطقة ، كما انه ليس
عاملا تابعا لشيري لانش سيرفس ´ .
كان يرتدي زيا مريحا ينم عن هيئته وجسده الرياضي . ولكن مهما
كان هذا الرجل ، وعلى الرغم من وسامته إلا انه ليس من حقه التواجد في هذا المكان ، ولن تسيطر ´انجريد´ على كلماتها القاسية لتعرف من هو ، فصاحت قائلة بضيق :
- ماذا تفعل هنا؟ انت في ملكية خاصة ؟
ابتسم الرجل الغريب ابتسامة رائعة ولكنه لم ينطق بكلمة واحدة شعرت الفتاة بالضيق من هذه الابتسامة المصوبة نحوها كما لو كانت
تلمسها بوقاحة الغزاة .
إنها هي سيدة هذا المكان وليس هو ولكن الرجل يبدو كانه تبادل الدور معها.
حاولت ´انجريد´ الاحتفاظ بهدوءها والتظاهر باللامبالاة .
- هل تتصرف بلطف وتنصرف من هنا ! هل فهمت ما قلته لك ؟
- اومأ الرجل براسه ولكنه لم يصدر اي حركة تعلن عن نيته في الرحيل ان 'انجريد´ متاكدة من ذلك .
عندئذ تاملته ´انجريد´ بصورة اكثر انتباها هذه المرة . يبدو في مظهره شيء يدل على انه كريم النسب ، وعلى كل حال يبدو ايضا واثقا جدأ من نفسه لدرجة انه نجح في إرباك الفتاة . فجاة خطرت ببالها فكرة ، إن هذا الرجل غجري ؟ لماذا لم تفكر في هذا الامرمن قبل
أنت تقرأ
العاشق المنتقم -عبير الجديدة
Romantizmمقدمة | كذب المنجمون ولو صدقوا | تنبأت لها العرافة بالمستقبل المخيف معه , ولكنها ضربت بكلامها عرض الحائط , ومرت الأيام لتثبت لها انه الوحيد الذي يمسك بخيوط مصيرها بين يديه ,وعليها اللحاق به أينما ذهب ,ولكنه لا يغفر لها الخطأ الذي ارتكبته في حقه , وي...