وقع الزواج المبارك لعلي من فاطمة الزهراء في 1 ذي الحجة 2 هـ، وسمي بزواج النورين، وتحظى هذه الواقعة بأهمية كبيرة لأنهما من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد الرسول [ص] وأئمة أهل البيت [ع] هم ثمرة هذا الزواج المبارك، ويدل أيضاً هذا الزواج على مكانة الإمام علي عند النبي [ص] حيث اختصه بابنته دون سائر المؤمنين.
قال رسول الله (ص): ما زَوّجتُهُ، وَلكنَّ اللهَ زَوَّجَهُ. (عبد الرحمن بن الجوزي، المنتظم ج 2 ص 200)
فعن النبي ص قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً ، ومن النساء فاطمة ، فزوّج فاطمة من علي . فرفعت فاطمة [عليها السلام] رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله»
أقبل علي فتبسم النبي ص ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقال علي : قد رضيت يا رسول الله ... فقال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] : «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب» .
❤ فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.
لمّا أراد رسول الله أن يزوج فاطمة علياً قال له: (اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثَركَ، ومزوّجك بحضرة الناس، وذاكرٌ من فضلك ما تقُرُّ به عينُك...) .
قال علي : (فواللهِ ما توسّطناه حتى لَحِقَ بنا رسول الله ، وإنّ وجهَهُ ليتهللَ فرحاً وسروراً) .
فقال ص: (أين بلال؟) .
فأجابه مسرعاً: لبيك وسعديك يا رسول الله.
ثمّ قال: (أين المقداد؟).
فأجاب: لبيك يا رسول الله.
ثمّ قال: (أين سلمان؟).
فأجابَ: لبيك يا رسول الله.
ثمّ قال: (أين أبو ذر؟).
فأجاب: لبيك يا رسول الله .
ثمّ قال: (أين أبو ذر؟).
فأجاب: لبيك يا رسول الله .
فلمّا مثلوا بين يديه قال: (انطلقوا بأجمعكم ، فقوموا في جنبات المدينة، وأجمعوا المهاجرين و الأنصار والمسلمين) .
فانطلقوا لأمر رسول الله [ص] ... ، وأقبل رسول الله فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله ص ، فحمد الله وأثنى عليه... ـ وذكر الخطبة، إلى أن قال ـ : (وإن الله أمرني أنْ اُزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، والله (عزّ شأنه) قد زوّجه بها في السماء، بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه في الأرض، وأشهدكم على ذلك) .
ثم جلس رسول الله ص، ثم قال: (قم. يا علي ـ فاخطب لنفسك..)
فقال علي ..فان النكاح مما أمر الله تعالى به، وأذن فيه، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله... رسول الله ، زوّجني ابنته فاطمة ، على صداق أربعمائة درهم ودينار، وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا) .فقال المسلمون: زوجته يا رسول الله؟
قال: (نعم).
قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما، وجمع شملهما