رَقْصَةٌ عَلَى الرّصِيف | семнадцать

4.9K 608 555
                                    

هِي كانت سعيدة..
بعيدًا عنّي...

____________

خطواتها تبدو كرقصة ، والرّصيفُ كمسرحٍ ضيق الجوانب وطويل البُعد ، أجل هي كانت تقفز بين كل خطوةٍ وأختها

لهذه الدّرجة هي كانت سعيدة ، أو ربما أعجبتها أجواء الحفلة وتلكَ الضحكات التي لم تنعم بها سابقًا في حياتها

إلتفّت للخلفِ حيثُ كان هو يتبعها بهدوء ، بطريقةٍ أثارت تعجبها فهو لم يكن يحاذيها بالسّير

لماذا يبتسمُ بهذه الطريقة التي تظهر غمازته بخفوتٍ مستفز ؟ ، لماذا لا يضحك ملئ شدقيه فيتسنّى لها الانبهار ككل مرة ؟

لماذا تبدو الأضواء متجمعةً داخل قزحتيه بهذه الطريقة ؟ لقد توقف هو ذاته عن السّير وأمال رأسه متعجبًا

" ماذا هناك ؟"

هو سأل بنبرٍ خافت لتجيب عليه

" أنا من يجدر بي سؤالك
هل تلاحقني أم أنّكَ تراقبني ؟ "

قهقه مقتربًا منها

" أجل أراقبكِ حتى لا تسرقي شيئًا من أي أحدٍ يمر فالشّارع مكتظ كما ترين "

" لا تقلق لقد جمعتُ من المال ما يمنعني عن السّرقة مَدى الحياة .."

قالت ثم غطّت فمها مباشرةً بأعين جاحظة

" صدقيني ، أنا أعرف كل شيء
أعرف عن جرائم الجوكر أكثر حتى مما تعرفين "

" صحيح ، فهو أسطورةٌ أرعشت رواكدَ هذه البلاد "

من الواضح أن كلامها لم يرقه فانخفضَ جفنيه مباشرةً

" ليس وكأن ذلك سيستمر ...
ليس من الجيد أن يعيشَ الناس في ذعر كهذا !"

" وليس من العدل أن تحصد فئة محصورة من الناس أموالًا هكذا ! "

أطلقَ ضحكةً ساخرة مع ميلانِ عينيه عنها لأنه بالفعل بدأ يتضايق من هذا الأمر برمته

" ما رأيكِ بأن نغير الموضوع ؟"

سأل فرفعت كتفيها موافقة ثم خطى هو للأمام فخطت هي للخلف بينما تقابله بوجهها

" حدثيني عن مواصفاتِ رجلكِ المثالي "

" كل شيء لا يوجد في بارك تشانيول "

قالت ساخرة ثم ضحكت على فراغ وجهه من التعابير ، ضحكت بشدّة حتى ترنحت مكانها فكادت تسقطُ أرضًا إثر تعرقلها بحجر الرّصيف الغير معتدل

لولا إمساكه لها في غمضةِ عين ، كان قربه منها حابسًا لكل ما يغادر رئتيها ويعودُ ثانيةً إليها

كيف لعينيه أن تكون بهذا القربِ المريب ؟ ويده التي تموضعت عندَ خاصرتها ببراعة

وكأنها رقصةٌ في وسطِ الطريق المنير ، تحتَ سماءٍ متلألئة كسّماء هذه الليلة البديعة

{ KILL ME WITH KINDNESS  | B.B.H }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن