(((((((الحلقة الثانية)))))
سمعت الأم أنّات خرجت مسرعة فوجدتها ريناد في حالة يرثى لها...مفترشة على الارض تنازع الوجع، فعلمت امها انها لن تتحمل مسافة المستشفى وكأن لأمها خبرة في مجال التوليد...فطلبت من الاب ان يخرج..وأدخلت ريناد للغرفة واغلقت الباب مضت ساعات والأم تحاول ان تولد ريناد..كانت ريناد تتصبب عرقا رغم ان الجو شتوي...لكنها فتاة صابرة تحدت الوجع من اجل المولود الذي لا اب له...وبعد كل الوجع اخرجت الأم المولود...فسمعت ريناد صرخته وخروج للنور ثم اغمي عليها من الالم..غطتها الأم ونادت : هاني ريناد انجبت طفلة...فرح الاب كثيرا ومسحتها الأم...بعد ساعتين احضرت الأم كوب شاي بالليمون ساخن لريناد التي كانت تداعب ابنتها. كانت.ملاك صغير بعيون عسلية ليس كوالدتها أذن وكبّر الاب في اذنها..مرت الليلة..وفي صباح اليوم الموالي اتجهوا للمستشفى لتسميتها في الدفتر العائلي...جاءت الممرضة وحملت الطفلة :امم الف مبروك انها بصحة جيدة..حسنا ماذا تريدين تسميتها ؟ااا دقيقة يجب ان نكتب اسم الاب..نظر الثلاثة لبعضهم (ريناد، امها، ابوها) اغرورقت عيون ريناد بالدموع.لم تجد ما تقوله..بقيت الممرضة تنتظر حتى دخل طبيب ..: السلام عليكم سيد هاني كيف حالك؟..ابتسم الاب : وعليكم السلام ابني...نظرت الأم بهدوء قائلة :من يكون هذا؟..قال :انه سَامْ ابن. صديق لي هو طبيب جراحة تخرج منذ عام فقط ...في نفس الوقت كانت ريناد تمسح جبين ابنتها ولم تجد جوابا للممرضة..كانت ريناد تلبس حجابا فضفاضا (جلباب) ...ارتبك الاب ثم خطرت له فكرة ..مسك الطبيب سام : يا ابني احتاجك لدقايق ممكن؟..رد سام بابتسامة جذابة: اكيد يا عم...اخذه لزاوية وهو ارتبك خجلا :ءءء في الحقيقة يا ابني اممم ان تلك الفتاة (اشار لريناد باصبعه) هي بنتي انجبت البارحة مولودها كان بنت..ولكن..قال سام: اجل يا عم تحدث بماذا اساعدك...شد الاب يده: الابنة ليس لديها اب هي قصة عائلية. المهم يا ابني الممرضة طلبت من ابنتي اسم والد ابنتها ولم تجد اجابة..سكت سام قليلا ورفع حاجبه :بسيطة يا عم لا تقلق...اتجه نحو الممرضة..:هاتي الدفتر عنك اذهبي لعملك...خرجت احست ريناد بخجل اكبر ماذا ستقول له...جلس على الكرسي وهو يفتح الدفتر لم يرفع عينه: امم انسة...؟؟؟ اجابته بسرعة بصوتها الرقيق :ريناد...اسمعي ريناد ...ابتسم ورفع رأسه: اسم نادر وجميل ..لكن وقعت عينه على عينها..كانت خضرواتان..نظر لهانظر له ثم لهاني وجده يحدق به خجلا :احم المهم باختصار ابوك حكى لي مشكلتك اسم والد هذه الملاك الصغير..امم الحل ان تدعي اسم الاب فارغ ..توترت ريناد :حسنا شكرا لك...الآن اريد تسمية ابنتي ...ابتسم :حسنا ماذا سميتها..ومسك القلم..بقيت تنتظر وتفكر...نظر سام إلىى والدها عندي اسم يليق بها... ريناد..:حسنا يا دكتور سميها انت..قال:اسم رينا..هو باختصار لإسمك ولأن امها ولانها لا تملك غيرك الأفضل ان يكون الاسم مشتقا منك..اعجب ريناد الاسم..كتبه الطبيب وطلب ان يتركو رينا اليوم هنا وغدا يأتون لأخذها..شكرت ريناد الدكتور سام وغادروا...اعجب سام كثيرا بشخصية ريناد القوية التي تحدّت المجتمع فقررت تربية ابنتها بدون اب...رغم انه لا يعلم القصة...
مرت لليلة اخرى وجاء الصباح ..ريناد: امي يبدو انك مشغولة بغسل الملابس. من سيذهب معي لإحضار رينا من المستشفى ؟..لا استطيع الخروج وحدي انتي تعلمين انـ...احتضنتها امها :يكفي ريناد انسي الماضي احس ان رينا ستكون خيرا علينا.والآن ابوك خرج للبحث عن عمل لنسترزق منه وانتي لا تخافي اذهبي واحضري ابنتك واثبتي للمجتمع انك ستظلين قوية مهما تطاولوا بالكلام الفاحش عليك.لبست ريناد (جلبابها) البنفسجي..وخرجت بقيت تمشي بالاتجاه الحافلات...فجأة مرت امام تلك البناية التي تم اغتصابها فيها احست بالقشعريرة وتذكرت الكابوس وكيف كانت تصرخ..ارتعبت واسرعت في مشيتها ودموعها تتساقط لا اريد الرجوع للماضي المؤلم..ركبت الحافلة ووصلت للمستشفى : اف يبدو انني جئت مبكرا اين العمال؟..بقيت تنتظر حتى جاءت الممرضات والعمال فطلبت منها الممرضة ان تنتظر لأن الدكتور سام هو المسؤول ولن يعطوها الفتاة الا بإذنهوفرحت ريناد لأن هناك اطباء مخلصين في عملهم فجأة طرق قلم برأسها رفعت بسرعة واخفضته وجدته الدكتور سام يابس جاكيت اسود وعيناها عسليتين ابتسم: السلام عليكم ريناد كيف حالك؟ لماذا تجلسين هنا تفضلي لمكتبي سأعود دخلتْ وبعد دقائق جاء لاحظت ريناد انه لم يُغلق الباب لأنهما وحدهما. قال :امم بدون اطالة انسة ريناد ستحضر الممرضة ابنتك لكن لدي خبر قد لا يعجبك..توترت ريناد وهي تنتظر للارض لم ترفع برأسها : دكتور ماذا هناك تنهد وقال بنبرة جادة : ابنتك رينا تعاني من انسداد في الشرايين ..وقفت مصدومة قال :لا لا تقلقي انسة ريناد اجلسي الأمر في غاية البساطة فقط تلزمها عملية وسيكون كل شي على مايرام..
لحلقة الثالثة: المشكلة ليست هنا يا انسة ريناد المشكلة في المبلغ سيكون باهض بعض الشيء...اخفضت رأسها وتذكرت ريناد ان والدتها ووالداها بدون عمل وانهم يعانون ويلات الفقر ...مسحت دمعتها وهي لا تزال عينها على الارض قالت بابتسامة وشجاعة : حسنا انت حضر لعملية يا دكتور والمبلغ سأحضره لاحقا وشكرته واخذت ابنتها وخرجت...ادرك سام انها لا تملك المبلغ لكنه متأكد من انها أم شجاعة رغم شكلها البريئ الذي قتلته ذئاب البشر...
حكت ريناد لأبويها عن موضوع العملية : ابي امي اعلم انني لا املك هذا المبلغ لكن يجب ان ابحث عن عمل رينا ابنتي ان لم تجري العملية ستكون حياتها في خطر ....وكما تعلمين هي ابنتي الاولى والاخيرة من سيتزوج فتاة مغـ..لذا ابي انت وامي اذهبا للمستشفى وضعوا رينا في لعناية وجهزوا لتاريخ العملية وانا سابحث عن عمل ...اتفقنا
يتبع