ليلة من ليالي ذلك الظلام القاتم السماء والنجوم تختبئ خلف الضباب، كأنها تعلم بأنها ليلة مليئة بما هو أشدّ رعبًا من ذلك الظلام الدامس.
ومن بين تلك الأشجار الطويلة يركض مسرعًا وعيناه تمتلئ بالشرار القاتل ينقض مسرعًا ليغرس أنيابه في فريسته التي لطالما كان بانتظارها ليمتصّ من دمائها الدافئة لتجري في جسده المتعطش لتلك الدماء البشرية.
وبالطبع كعادته فريسته شخص بشري، فلم يعطي أي اهتمام لما قاله له جدة "توقف عن امتصاص الدماء البشرية فأصبح نسلنا مهدد بالخطر بسبب ذلك".
يجلس على جذع الشجرة مبتسمًا على ذلك التحدي الذي فعله، يرن هاتفه ويتضح له بأن جده المتصل ليجيب عليه.
وأول جملة تخللت لمسمعه..
"ديفيد، عد للمنزل حالًا فهنالك أمرًا طارئ يجب مناقشته" يتحدث جده بسرعة.
"حاضر جدي" مجيباً وهو عاقدًا حاجبيه متنهدًا.
وبعد مضي ساعتان بالتحديد في ذلك المنزل ذو الطراز الأوروبي الحديث المملوء بالمنحوتات الأثرية القديمة جدًا والأشكال الهندسية الظاهرة على الجدران التي تتسم بلون الخشب القاتم لتترك انطباعا بأن قانتي هذا المنزل قد عاشوا قرونًا قد مضت ولا يجابههم أحدًا قط.
يجلس على تلك الأريكة ذات الطراز الملكي العتيق ذو تصميم فاخر فريد من نوعه بنية اللون وعلى حوافها يتسم اللون الذهبي ليترك انطباعا بأن من يجلس عليه هو المسيطر لهذا المكان.
يشعل سيجارته ويصرخ قائلًا لرئيس السكرتارية الذي بجانبه "أين ديفيد؟ لما تأخر هكذا؟".
وقبل أن يجيب رئيس السكرتارية يدخل ديفيد ويمشي بخطوات وثابة شامخة وواثق من نفسه طويل القامة ضخم البنية ويجلس على الأريكة بجانب جدة.
"لما تأخرت؟".
"لقد أتيت إليك بأقصى سرعة، ما الأمر؟" يتحدث بصوته الأجش وهو ينظر إلى جده.
"لقد وجدنا جثة آرثر عند المزرعة"
ليمسح ديفيد كف يده على وجهه تلك ناصعة البياض المليئة بالوشوم وبدا غضبه بالوضوح، ليردف جده قائلًا "ونعتقد بأن القاتل هو ماكس، لقد عاد يا ديفيد قاتل أبيك!".
"لقد كنت انتظره منذ زمن طويل جدًا، لن أدعه حيًا مهما حييّت" لينهض واقفًا عاقدًا حاجبيه المهللين على عينيه الواسعة ذات لون الشوكولاتة.
"ديفيد، لم أخبرك بذلك لتعرض نفسك وعائلتنا للخطر بل لتتوخى الحذر" ينظر إليه بصرامة وهو يتحدث ليخبره بأنه شخص مهم لعائلة الكارمن.
"جدي أنت تعلم بأنني لا أجابه أحدًا قط، والجميع يهابنّي وذلك الصعلوك ستكون نهايته على يدي أنا" يصرخ متحدثًا ويرفع سبابته بتهديد لتبرز عروقه الناجمة من الغضب على جبينه.
" أنتهى النقاش ديفيد سأذهب لأرتاح قليلًا" يتحدث إليه وهو ينهض منحني القامة والشيب ينسدل من شعر رأسه راحلًا من غرفة الجلوس تلك ليترك ديفيد وحيدًا مع ذلك الخبر الموحش...
.
.
هنالك المزيد من الأحداث يا أصدقاء في الجزء القادم من الرواية...
.
.
تبتسم قائلة "آها، حسنًا لقد انتهيت من كتابة الجزء الجديد أنا حقًا معجبة بشخصيتك ديفيدي".
تنهض لتخرج من المنزل وتركض مسرعة بخطوات قصيرة على مقدار ذلك الجسد الصغير والنحيل شعرها الناري ينسدل على كتفيها حتى يصل لخصرها.
تصرخ قائلة وهي تتنفس بصعوبة عند وصولها "لا أرجوك أنتظر قليلًا فقط أ...." .
ليقاطعها مسرعًا "لا لقد أغلقنا، آنستي" وينظر إليها بضجر.
"أرجوك فقط أريد كتابًا واحدًا ولن أكررها أبدًا، أرجوك" لتردف قائلة "لا أستطيع الانتظار طوال الليل حتى أكمل تلك السلسلة من الرواية" وتنظر إليه بعينيها الواسعتين كلون البندق ذات الرموش الكثيفة.
قائلًا وهو يتنهد "آه يا إلهي حسنًا، لكن عديني بأنكِ لن تكرريها أبدًا" .
تقفز من شدة السعادة كأنها أرنبة وتركض مسرعة خلفه.
"ما الكتاب الذي ترغبين باقتنائه".
"كتاب الجريمة والعقاب الجزء الثاني للكاتب الشهير "فيودور دوستويفسكي" تخبره والسعادة تغمرها وبابتسامة تظهر أسنانها البيضاء الجميلة وبتلك الابتسامة من لم يقع بسحرها فهو معتوه بحق.
بعد أن أشترت كتابها تخرج من المكتبة وتشعر بأنها قد اصطادت فريستها المفضلة لهذه الليلة.
فلا تعلم عن الذئاب المفترسة التي تتبعها أينما ذهبت...
وفي تلك السيارة السوداء رجلاً يتربص لها وفقاً لأوامر سيده الذي يكيد لها مكيده لا تعلم عنها...
يمسك هاتفه ليتصل على سيده..
قائلًا بصوته الأجش "سيدي، لقد خرجت للتو من المكتبة عائدة لمنزلها" .
" حسنًا، واصل مراقبتها" وممسكًا بكوبه يحتسي "الدماء" بيده تلك المليئة بالوشوم.
***
نهـاية البارت.
شاركوني برأيكم ونقدكم ...
أنت تقرأ
رواية جنون الخيال
Vampiroهل جميع ما تُسطره أقلامنا في تلك الأوراق البيضاء، حقيقة لواقعنا أم أنه فقط هي جزء من خيالاتنا؟ اقتباس من الرواية: "أنا في الحقيقة كُنت في حٌلم، حٌلم عشته في الواقع، كان مؤلم، قاسي، مظلم، كان كقاتل لحياتي الواقعية"...