(لم يعد الندم ينفعني بشيء فلن يتغير الحال الذي أنا فيه الآن، أصبحت أسيرة للظلام بداخلي وأبدو بالخارج كالحجر القرمزي يرون بريقي وينجذبون إلي ولا يعلمون أبدًا ما بداخلي).."كاثرين"
***
تدخل منزلها وتذهب مسرعة لغرفتها ذات الاضاءات الخافتة التي تتسم جدرانها بلون الثلج الممزوج باللون الوردي، تنظر لمكتبها الصغير المليء بشتى أنواع الكتب وتجلس على مقعدها المخصص للقراءة لتكمل سلسلة الرواية وعينيها متشوقة لما ستقرأه.
تعطس فجأة وتمسح أرنبة أنفها الصغيرة "يا ألهي، لا ليس وقت الأنفلونزا الآن" تقولها وهي قلقة وتعض على شفتها السفلى المكتنزة ذات اللون الكرزي.
وبعد مضي عدة ساعات وما أن انتهت من قراءة كتابها نهضت إلى سريرها لتغط بنوم عميق...
ويودعها في تلك الليلة الظلام ليخبرها بأن قد حل يومًا جديدًا...
وما زال هنالك أمل وعزيمة وإصرار بأن تنهض لتحقق أحلامها...
تتخلل أشعة الشمس الدافئة من نافذتها..
وما زال المنبه يرن لمدة 10 ثواني، لتستيقظ بصعوبة تتلمس مكان المنبه وتطفئه...
تستيقظ بعد عدة محاولات فاشلة للنوم، تنهض من فراشها لتنزل للأسفل متجهه للمطبخ.
تتحدث وهي نصف نائمة "صباح الخير أمي" .
"ألم تغسلي وجهك؟ يا ألهي!" تنظر إليها باستغراب.
قائلة ووجها خالي من التعبير"سأستحم بعد الإفطار" .
"كاثرين، تعلمين بأن اليوم موعد رحلتي ولن أعود إلا بعد مضي شهرين"، لتردف قائله "ولقد أوصيت السيدة ميشيل لتعتني بك" تتحدث إليها وتعابير وجهها قلقة على ترك أبنتها الوحيدة لمدة طويلة بسبب العمل.
"أمي يا ألهي قد بلغت 20 عامًا وما زلتِ تعتقدين بأنني صغيرة أستطيع الاعتناء بنفسي، ولما تخبرين تلك العجوز ميشيل" تتحدث بتنهد.
"انتبهي لألفاظك كاثرين، ولا تجادلينني وستعودين للمنزل الساعة 9 مساءً دون تأخير هل فهمتي؟" تنظر إليها بجدية.
"حسنًا أمي" تنظر لوالدتها نظرة المخطط.
وبالطبع لن تستمع لما قالته لها والدتها فهي قد اعتادت أن تعود للمنزل الساعة الـ 11 مساءً فهي تقضي معظم وقتها بالمكتبات والمقاهي والتنزه، فليس هنالك دوام جامعي بانتظارها فأجازتها قد بدأت منذ أسبوع.
وبعد أن أنهت افطارها البسيط شريحتين من الخبز المحمص بالفول السوداني والمربى مع عصير برتقال طازج...
نهضت لتضم والدتها قائلة " أمي، لا تنسين موعد مكالمتنا الأحد والخميس الساعة الـرابعة عصرًا" وتستنشق رائحة والدتها.
"حسنًا" وتنظر لها بحنان.
..
تصعد كاثرين لغرفتها لتتجهز للخروج وبعد أن استحمت ارتدت لباسها المفضل وهو بنطال واسع أسود اللون وقميص خفيف أبيض اللون وفوقه ارتدت جاكيت أسود أكمامه متوسطة تكشف نصف ذراعها، وساعة يد "رولكس" ورفعت شعرها الناري الناعم كذيل الحصان تنظر لنفسها في المرآة..
قائلة لنفسها بابتسامة "يا لجمالي، هيا لنذهب للمقهى ونكمل ما توقفنا عنده".
***
وبعد مضي ساعتان في ذلك المقهى ذو تصميم كلاسيكي جدًا يجلس بجانب النافذة ويحتسي كوب بنه المفضل ويهز قدميه مع إيقاعات الموسيقى ينظر للنافذة كأنه ينتظر شخصًا ما، يرن هاتفه ليجيب عليه..
قائلاً بصوت هادئ "ما الأمر؟" .
"لقد وردتني معلومات حول تلك الفتاة، أنها تزور ذلك المقهى يوميًا الساعة العاشرة صباحًا وتخرج منه متأخرًا، سيدي".
ليجيب بهدوء شديد "أعلم ذلك، دائمًا ما تخبرني بأشياء لا فائدة لها" تعلو نظراته الغرور ويبدو بأنه شخص سيء الطباع جدًا.
يغلق هاتفة وينظر لتلك الفتاة التي تجلس بالزاوية ومنغمسة فيما تفعل بجهازها المحمول يرفع زاوية فمه مبتسمًا ليظهر نابه، ينهض ويمشي باتجاهها بخطوات ثقيلة وبنظرات متربصة.
يتحدث إليها بنظرات حادة "مرحبًا، هل أنتِ الفتاة الروائية التي تُدعى كاثرين؟".
ترفع رأسها لترى من الذي يحادثها باستغراب تستمر تنظر إلى عيناه الخضراء ولم تنبت ببن شفة.
قائلًا لها بابتسامة عدائية "أنا أدعى ماكس" ويمد كف يده ليصافحها.
***
نهـاية البـارت..
أنت تقرأ
رواية جنون الخيال
Vampirgeschichtenهل جميع ما تُسطره أقلامنا في تلك الأوراق البيضاء، حقيقة لواقعنا أم أنه فقط هي جزء من خيالاتنا؟ اقتباس من الرواية: "أنا في الحقيقة كُنت في حٌلم، حٌلم عشته في الواقع، كان مؤلم، قاسي، مظلم، كان كقاتل لحياتي الواقعية"...