خيال أم واقع؟ (4)

141 8 9
                                    



(عندما كنت صغيرة... لم يعتريني أبدًا أي شعور بالخوف... فدائمًا ما كانت والدتي تحميني وتقف أمامي كالجدار أينما كنت.. وعندما أصبحت كبيرة وقادرة على النهوض والمشي لوحدي أصبحت أنا ذلك الجدار... وياء لقسوته... لكن الآن ولأول مره في حياتي تمنيت بأن تعود لي والدتي وتكون جداري للأبد..) "كاثرين"

***


وفي تلك الغرفة الواسعة التي يبدو لونها كلون الفراولة فهو لون التحدي والتمرد... وعلى ذلك السرير الضخم مستلقية فاقدة لوعيها..

وفي لحظة ما...

استفاقت وشعرت كاثرين بدوار شديد في رأسها ولم تستطع فتح عيناها من شدة الألم حاولت تذكر ما حصل لها...

لكن ... ما زال الألم يزيد تارة عن أخرى ...فتحت عيناها بصعوبة... لتنهض جالسه وممسكة بمؤخرة رأسها بيدها اليسرى تنظر حولها ببطيء فوجدت نفسها في غرفة مجهولة وتبدو مرعبة عندما تنظر إليها للوهلة الأولى.

تذكرت ما حصل لها...فهي لم ترضى بالذهاب مع أولئك الأشخاص فحاولت الهروب وردعهم لكن لا جدوى فقد كان هنالك شخص ما أتى من خلفها وقد وجه لها ضربه على مؤخرة رأسها.. لتسقط مغشيًا عليها...

وفي خضم تذكرها لموقفها المرعب ... الباب يطرق... تنظر بسرعه لاتجاه الباب فهي ما زالت جالسه في مكانها... فلم يتسنى لها الوقت لتفحص أرجاء الغرفة!!

يدخل ديفيد ويغلق الباب خلفه، يمشي بخطوات ثقيلة وينظر لأرجاء الغرفة وإليها، ليصبح المكان ذو هيبة قاتلة، يرتدي حلة باللون الأحمر الياقوتي مناسبة لذلك الجسد العريض الممشوق، شعرة بني كبن القهوة كثيف ككثافة الغيوم عند تجمعها... بشرته بيضاء ناصعه اللون وعيناه متوسطة الحجم ذات لون الشكولاتة الداكنة.

بدأت تقرع طبول قلبها وهي تنظر إليه، شعرت بالخطر فنهضت واقفه!!

ينظر إليها بابتسامه غريبة... ثم وقف أمامها وتفصل بينهما فقط بضع سنتمترات.

قائلًا " أهلًا بك يا كاثرين في عالمي" محركًا كفيه في الهواء.

نظرت إليه بتعجب.. مبتلعه ريقها المتبقي وشفاهها قد جفت من شدة خوفها.. حاولت تمالك نفسها لكي لا تنهار... واضعة أصابع يدها في الأخرى لتخفف من الارتعاش الذي أتاها فجأة!!

قائلة بصوت شبه خافت " من أنت؟ وما الذي تريده مني؟" تنظر إليه وعيناها ترتجف.

ليجيب قائلًا "أنا قد أكون منقذك... وقد أكون..." صمت قليلًا ليردف "قاتلك" ينظر إليها بنظرات ثعلب وبابتسامه ماكرة.

ارتعشت كُل خلية في جسدها من كلماته وخاصة الأخيرة...متجمدة في مكانها ... فأول من فكرت فيه والدتها.. لعلها لم تركب طائرتها حتى الآن ...لكن لا جدوى فهي قد ودعتها صباحًا.

رواية جنون الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن