(لم يعد هنالك شخص ليحميني، فأنا من سببت كُل ذلك لنفسي ولم أعد أرغب بمشاركة الأحاديث مع الغرباء، أرغب فقط بالجلوس وحيدة على ذلك الكرسي بقرب البحر واتأمل ما حولي، أصبح التبلد جزء من جسدي فلم يعد بانتظاري الشغف الذي أمارسه يوميًا، فأنا من قضيت عليه بيدي هذه..) "كاثرين"
***
"مرحبًا، هل أنتِ الفتاة الروائية التي تُدعى كاثرين؟" يتحدث إليها بنظرات حادة.
ترفع رأسها لترى من الذي يحادثها باستغراب تستمر تنظر إلى عيناه الخضراء ولم تنبت ببن شفة.
قائلًا لها بابتسامة عدائية "أنا أدعى ماكس" ويمد كف يده ليصافحها.
ترفع يدها الصغيرة لتصافحه وتجيب "نعم" وتنظر إليه بتساؤل.
يجلس على الكرسي الذي أمامها، ويتحدث إليها بهدوء ومكر شديد "أنا من أشد المعجبين بروايتك الشهيرة "عالم محدّق بالخطر" ولدي فضول بشأن أمرًا ما، هل جميع تلك الأحداث من نُسج خيالك؟ أم أنتِ تعلمين حقًا بوجود جميع تلك الشخصيات في الواقع؟" .
"بالطبع، أنها من نسج خيالي" تنظر إليه وتنفجر ضاحكة "آه أعذرني، لكن من المضحك جدًا أن تصدق شيء خيالي أنهم مصاصين دماء ليس لهم وجود في الواقع، ربما في الخيال فقط" تضحك وتنظر إليه.
"آه، حقًا! لكن لماذا بدت لي جميع أحداث روايتك مألوفة؟ وكأنني قد مررت بها سابقًا... وخاصةً الجزء الذي نشرتيه البارحة! آه ماذا يكون أسمه الذي مات...آه آرثر" يتحدث إليها مبتسمًا وبنظرات ثعلب ماكرة، وكأنه ينتظر منها أجابه محدده.
تنظر إليه باستغراب لكن سرعان ما أنتابها الخوف تتحدث إليه قائله "أعتقد بأنك من أشد المعجبين بروايتي.. ومتأثر بشدة بما أكتب... ويجعلك ذلك كأنك تعيشها بواقعك... على كل حال أعتذر لدي موعد مسبق يجب أن أرحل الآن" تقرع طبول قلبها وكأنها تخبرها بأن من أمامك شخص مختل عقليًا بحق.
"أعتقد بأننا سنلتقي كثيرًا كاثرين، أراكِ لاحقًا" يتحدث إليها بهيبه قاتلة.
تنظر إليه باندهاش وتجمع أغراضها بسرعه، لتخرج من المقهى وتتحدث بجوفها "يا إلهي، ماذا قال "أراكِ لاحقًا" أعتقد بأنه ملاحق أم أنه... شخص مجنون كليًا... آه وكيف عرفني فأنا لم أنشر صورتي قط!!"
تنظرلساعة يدها فهي الواحدة ظهرًا لتقول بتنهد " يجب أن أذهب للمكتبة لأنشر الجزء الجديد من الرواية ".
***
يجلس في حديقة منزلة الكبيرة المليئة بشتى أنواع الزهور الملونة ذات الروائح الزكية، وعلى تلك الأريكة ذات لون العنب يضع قدم فوق الأخرى ويحتسي كوبًا من شرابه المفضل "الدماء".
أنت تقرأ
رواية جنون الخيال
Vampirosهل جميع ما تُسطره أقلامنا في تلك الأوراق البيضاء، حقيقة لواقعنا أم أنه فقط هي جزء من خيالاتنا؟ اقتباس من الرواية: "أنا في الحقيقة كُنت في حٌلم، حٌلم عشته في الواقع، كان مؤلم، قاسي، مظلم، كان كقاتل لحياتي الواقعية"...