البارت التاسع عشر

24.1K 509 4
                                    

#عروس_صعيدي

البارت التاسع عشر

يقف منتصر فى الأسطبل مع فرسه ويتحدث معه كعادته وشعر بأحدهم خلفه أستدار ووجد عبده يقترب منه

قال عبده بتهته : مه.. مهتروحش .. يابيه

أردف منتصر وهو ينظر إلى الفرس : روح انت يا عبده وانا هحصلك

ذهب عبده وتركه وحده ... أصدر الفرس صهيله وهو يرفع رأسه بسعادة .. نظر منتصر له بأستغراب .. سمع صوت تلك الطفلة الباكية

هتفت رهف بصوت باكي وهى تبكى كالطفل الصغير وتقف خلفه : منتصر

أستدار لها ودهشة .. أفرسه سعد لمجي هذه الطفله .. أقترب بخوف عليها ولما تبكي وغضب لأنها خرجت من السراية وحدها في هذا الليل وبملابسها هذه .. كانت رهف ترتدي بنطلون جينز ضيق وتيشرت بنص كم من الكتف الايسر والكتف الأيمن عاري وتستدل شعرها على ظهرها وترتدى حذاء رياضي

سألها منتصر بهدوء قبل أن يصرخ بها وتبكي وتخاصمه مرة أخرى : مالك .. وايه اللى طلعك من السراية دلوجت

قالت رهف وهى تبكي وتنظر للأرض : أنا همشي بكرة

خلع عبايته من فوق أكتافه وأقترب منها وهو يضعها على اكتافها هى . رفعت رهف نظرها إليه.. وتقابلت عيناهما من قرب .. رأي عيناها تنزل دموعها وتزيد فى البكاء .. مسك طرف وشاحه كما تفعل هى ومسح لها دموعها بيه بلطف ورفق

أردف منتصر بصوت دافئ يلمس اوتار قلبها هى.. قائلاً : وزعلانة ليه مانا هجي أطلبك منيه وأرجعك اهنا تانى

قالت رهف وهى تمسك معصمه وهو يمسح دموعها : بس انا مش عايزة أمشي دلوقتى

أردف منتصر وهو يبعد يده عن وجهها وينظر لعيناها : ماهو لازم تمشي وياه منشان أجي أطلبك منه ده طلبك

صدم حين لفت ذراعيها حول خصره وعانقته بقوة ورأسها على صدره .. تشنجت عضلات صدره وذراعيه وشعر ببرودة جسده تزيد من قربها هكذا ... أبكت بخوف فهو لا يعلم بأن تمنت أنتهاء أمتحاناتها لتهرب من ظهور ياسر مرة أخرى .. ذلك المتوحش الذي دمرها وزرع بداخلها كتلة كبيرة من الخوف والغضب .. زرع لها حاجز كبير يمنع حبيبها من الأقتراب منها حتى لو تزوجها .. جاءت لتنال الأمان بجوار حبيبها والأن يريدوا عودتها .. لم يعلم منتصر بما مرت بيه خلال أيام أمتحاناتها وظهور ياسر ولكنها تحامت فى عاصي خوفاً من أن يأذيها مرة أخري ... جهشت فى البكاء وبللت جلابيته بدموعها .. سمع صوت شهقات وبكاؤها العالى يزيد .. رفع يديه المراجعة وبدأ يربت على ظهرها بحنان ورفق حتى هدأت تماماً فى مأوي امانها الأن ... أبتعدت عنه وهى تمسح دموعها بأناملها برفق وتتحاشي النظر له بخجل وأحراج

أردف منتصر بأحراج من فعلتها وهو يتحاشي النظر لها : تعالى اروحك

صدر الفرس صهيله وكأنه يخبره بأن يعرف حبيبته عليه .. نظرت رهف إلى الفرس وأبتسمت بسعادة حالمة وأقتربت منه

عـروس صـعـيـــدى - للكاتبه نــور زيـــزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن