بقلم / عبدالرحمن احمدجلس الجميع ليتناولوا الغداء فى جو من المحبة والسلام الاسرى
كان مهند يبادلها نظرات الحب وكانت تبتسم له ..
كان الجميع لا يصدقون ان مهند استعد لبدء حياة جديدة وحب جديد ..
انتهى وقت الغداء وأخذ مهند ليلى من يدها ودخل الى الشرفة
مهند بإبتسامة : تصدقى الشهر اللى كان من غيرك ده كان صعب اوى
ابتسمت ليلى وقالت : كان صعب علينا احنا الاتنين
مهند وهو يضم حاجبيه : بس انا مش فاهم حاجة خالص ، منين وائل قالى انكم هتتجوزا ومنين لما دخلت مكتبك رفضتى كلامى
ومنين عملتى مفاجأة زى كدا وجيتى
ضحكت ليلى : بص يا سيدى .. الموضوع كله ان انا حبيت اضحك على وائل واضمن منه حاجة....روحتله وقولتله انى موافقة اتجوزه بس بشرط وهو انه يكتبلى الفيلا والعربية بتوعى اللى خدهم ... يكتبهم ليا حالا
مهند بأنتباه : وبعدين !!
ليلى بهدوء : وضحكت عليه وكتبلى الفيلا والعربية وعنده امل انه هيتجوزنى
مهند بصدمة : يخربيتك ... انتى لبستيه فى الحيطة
ضحكت ليلى : اهو حاجة من حقى اللى خده
مسك مهند يدها ونظر فى عينها : اوعدك ارجعلك حقك الباقى كله
ابتسمت ليلى بحب فتابع مهند كلامه قائلا : بس مقولتليش صحيح ... ليه لما جيتلك المكتب سودتيها فى وشى
ضحكت ليلى : كنت عايزة اخليك تعرف انك بتحبنى ومتقدرش تستغنى عنى وده كله طبعا بالاتفاق مع ماما
مهند بصدمة : ماما !!! بقى كل ده وانا معرفش
ضحكت ليلى : معلش
مهند بحب : بقولك اية ... ما تيجى ننزل نتمشى شوية
لوت ليلى شفتيها وقالت : اممم لو هتجيبلى غزل البنات ماشى
مهند مازحاً : اجيبلك مصنع غزل بنات لو عايزة
ضحكت ليلى : طيب يلا بينا
خرج مهند بعد ان اخبر والدته واخته بخروجه ...
*********
كان ينفخ دخان سيجارته بعنف شديد
وائل بغضب : يعنى كانت عنده فى البيت دلوقتى وخرجوا مع بعض !!
- ايوة يا وائل بيه
وائل بغضب : بتضحك عليا بنت صابر الريان ... ورحمة ابوها لأقتلها هى وهو ،، قفلت معايا على كدا خلاص
- يعنى انفذ يا باشا !!!
وائل بغضب اعمى : نفذ ....
*********
مهند بحب : تحبى تروحى فين بقى !!
ليلى بتفكير : امممممم مش عارفة
تحرك مهند وهو يشدها : انا عرفت هنروح فين
ليلى وهى توقفه : استنى بس رايح فين !
مهند وهو ينظر لها : هوقف تاكسى
ضحكت ليلى
ليلى : تاكسى اية !!! انا معايا العربية
ضحك مهند : اللى قلبتيها من وائل !!
ضحكت ليلى : ايوة بالظبط
مهند وهو ينظر حوله : طب هى فين !!
ليلى بحزن : جنب الفيلا
مهند وهو يعض شفتيه بعصبية : امال لية وقفتينى لما روحت اوقف تاكسى !!
ضحكت ليلى : تعالى نروح نجيبها
مهند بتفكير : طيب ،، الفيلا بتاعتك دى فين بقى
ليلى : هنركبلها تاكسى
رفع مهند حاجبه بتعجب : لا غباء من اولها مش عايز
ضحكت ليلى : خلاص خلاص سورى...وقف يلا التاكسى
مهند : اممم طيب ... اها صح مجيتيش بيها ليه
نظرت ليلى للسماء : يمكن علشان مبعرفش اسوق مثلاً
مهند : اهاااا مبتعرفيش تسوقى ،، طيب*بعد مرور شهر ونصف*
وائل بإبتسامة نصر : مبروك يا عروسة
لم ترد عليه حيث كانت تبكى بكل ما تملك من طاقة
وائل وهو يخلع قميصه : لا لا ... مبحبش انا النكد والعياط
لم تلتفت له ليلى وظلت تبكى
وائل بغضب : لا بقولك اية !! عياط مش عايز وبعدين انا مضربتكيش على ايدك ،، انتى اللى وافقتى تتجوزينى مش كدا ولا اية يا بنت صابر الريان
ليلى بغضب ممزوج بالبكاء : انت اية !! مش بنى ادم ؟ انت مش عارف انت عملت اية ؟
وائل بإبتسامة : كل اللى اعرفه انى اتجوزتك ،، هخش اخد شاور وارجع الاقيكى مغيرة هدومك وقالعة الفستان ده .. ماشى يا روحى !!
دخل وائل الى الحمام وبقت ليلى تبكى بشدة على ما حدث وما اصابها ....
..….......................
كان شارداً لا يتكلم ،، كان يفكر بما حدث وهو لا يصدق ابداً ان هذا حدث ،، لا يصدق ان ليلى تفعل هذا
كانت الدموع تعرف طريقها دون ان يطلبها ... كان قلبه محطماً
الفرح ليس له ... الفرح لا يعرف طريقه
ترك العمل وترك كل شئ وظل حبيس غرفته حتى طالت ذقنه بشدة واصبح محطماً لا يتحدث مع احد حتى والدته او اخته ..
امتنع عن تناول الطعام وكل شئ ...
دخلت شيماء وسلمت على والدته واخته
شيماء بحزن : ممكن اخشله يا ماما !!
جميلة بقلب محطم على ولدها : مانع حد يخشله يا بنتى .. اللى بيخش بيزعقله
شيماء : هدخله انا واحاول
توجهت شيماء الى الغرفة ودلفت الى داخلها فنظر مهند لها
مهند بقلب محطم : اية اللى جابك
شيماء بحزن على حال مهند وشكله : جاية علشان اقولك فوق لنفسك
مهند بإبتسامة سخرية : هو الواحد المفروض يفوق لنفسه كام مرة فى العمر
شيماء وهى تتحرك تجاهه : طول ما البنى ادم عايش لازم ينسى ويبص قدامه ويكمل حياته
نظر مهند الى سقف الحجرة : انا استحملت بما فيه الكفاية ... انا عرفت دلوقتى هعمل اية
شيماء : متضيعش نفسك يا مهند
مهند وهو يشعل سيجارته : انا ضعت اصلا خلاص
شيماء بصدمة : من امتى وانت بتشرب سجاير !!
مهند بعصبية : ملكيش دعوة ويلا غورى من هنا بقى علشان مش فايقلك انتى كمان
شيماء وقد سيطر عليها الصدمة والذهول : اغور !! طيب يا مهند بس خليك عارف انك كدا اللى بتدمر نفسك بدل ما تقوم وتقف ... وشكرا على المعاملة دى ،، سلام
خرجت شيماء من الغرفة واغلقت الباب خلفها وبقى مهند ينفخ دخان سيجارته وكأنه شخص مدمر ...
كان يحاول الا يتذكر تلك الذكرايات المؤلمة التى اضيفت الى ذكرايات مؤلمة اخرى حتى اصبحت حياته كلها ذكرايات مؤلمة...
flash back
كان مهند يتحدث معها هاتفيا
مهند بحب : خروجة النهاردة عجبتك !!
ليلى بفرح : جدااا ،، مش مصدقة انى فرحانة كدا
مهند : اوعدك بكرا اخرجك فى اى مكان تتمنيه واوعدك فرحنا يبقى قريب جدا
سمعت ليلى صوت داخل الفيلا فقررت انهاء المكالمة لترى ما هذا الصوت
ليلى : سلام دلوقتى يا مهند هكلمك تانى
مهند بإستغراب : فيه حاجة !!
ليلى : لا مفيش ،، هكلمك يلا باى
مهند : باى
اغلق مهند مع ليلى وابتسم لأن الله عوضه بليلى التى اعادت له حياته وجعلته سعيدا مرة اخرى واستولت على قلبه ..
بينما يفكر مهند فى هذا كله وصلته رسالة على هاتفه ففتحها ليتفاجئ
" حبيبة قلبك ليلى بتضحك عليك و مش هتصدق هى فى حضن مين دلوقتى "
كانت هذه الرسالة كفيلة بقلب مزاج مهند وجعله يشعر بالصدمة مما قرأ
قام مهند وارتدى ملابسه وقرر الذهاب الى الفيلا الخاصة بليلى فوجد سيارة وائل فتحرك الدم بسرعة فى عروقه
توجه مهند الى باب الفيلا فوجده مفتوحاً فدلف الى الداخل وصعد لأعلى وظل يبحث عن غرفة ليلى فى كل مكان حتى وجدها وعندما دلف الى داخلها كان المشهد لا يصدق ...
مهند بصوت ضعيف لا يستطيع اخراجه : ليلى !!
قام وائل بسرعة وارتدى ملابسه وقامت ليلى وهى تبكى
توجه مهند الى وائل وظل يلكمه بشده ويضربه واوقعه ارضا وكان لا يرحمه
ليلى بصوت مكسور : سيبه
مهند بصدمة : اسيبه !! اتهجم عليكى وعيزانى اسيبه
ليلى بدموع : متهجمش عليا
ترك مهند وائل واتجه الى ليلى فى صدمة : يعنى اية متهجمش عليكى !!
ليلى وهى تخرج الكلمات بصعوبة : يعنى بموافقتى
وقع الكلام كالصاعقة على مهند فلم يستطيع التحدث فتكلم وائل من خلفه
وائل بنبرة انتصار : انا وليلى بنحب بعض وهنتجوز ولو مش مصدق اسألها
نظر مهند بعدم تصديق الى ليلى
فردت ليلى : ايوة هنتجوز
كانت تلك الصدمات تتواصل دون رحمة وكان مهند يتلقاها ولا يستطيع التكلم ،، تجمد عقله وجسده ... خسر كل شئ فى لحظة
مهند بصدمة وصوت ضعيف جدا : لية كدا يا ليلى !! انا حبيتك ... انتى الوحيدة اللى قدرتى تخلينى احب بعد ريهام ،، ليه ضحكتى عليا الفترة دى كلها !! معقولة بتعرفى تمثلى للدرجة دى !! للدرجة دى انا اتخدعت فيكى؟ يلعن ابو الفيلا على الفلوس اللى تخليكى تبيعى نفسك لواحد زى ده
ادار مهند وجهه وخرج بصعوبة وسط نظرات وائل المنتصرة وبكاء ليلى التى لم تستطيع ان تكتمه ....
back
أنت تقرأ
رواية "مصير واحد"
Misterio / Suspensoاحيانا يضعنا القدر فى تجربة نخوضها ولا نعلم نهايتها .. احيانا يكون المصير مجهول .. احيانا نقابل اشخاصاً من نفس المصير .. هل يعيش الانسان على امل واحد وهو ربط هذا المصير المتشابه ام يمضى قدماً !! القسوة - الكراهية - القتل - الانتقام - اليأس واخيراً ا...