بقلم / عبدالرحمن احمددلفت شروق الى المكتب فأنتبه مهند لها
شروق بتساؤل : كانت عايزة اية
مهند بإستغراب : اية مالك داخلة دخلة امن الدولة كدا
شروق مكررة : كانت عايزة اية !!
مهند : عادى .. جاية تمثل تانى بس وقفتها عند حدها ومشيتها
شروق بضيق : انا مش متطمنة .. خايفة ليلى دى تاخدك منى
ضحك مهند وقام واتجه اليها وامسك يدها وقبلها : محدش هياخدنى منك يا حبيبتى .. ليلى دى كانت كذبة وانتهت ،، انتى دلوقتى خطيبتى ويعتبر مراتى كمان وحبيبتى وكمان شهر هتبقى مراتى بجد
حاوطت يدها حول رقبة مهند وقالت : بجد يا مهند بتحبنى
مهند بحب : عندك شك فى كدا !!
شروق بتفكير : اممممم لا
ابتسم مهند واخذها فى حضنه ولكن حدث الامر مجدداً .... ضرب شخص بقدمه الباب وفتحه واطلق من رشاشه عدة رصاصات بأتجاه مهند وشروق وخرج بسرعة شديدة ومعه عدة رجال اخرون ...
وقع مهند هو وشروق وهم ينظرون فى عين بعضهما البعض بصدمة .. كلاهما يخافان مما قد يحدث ... اندمجت دمائهم وبدأت شروق تتنفس بصعوبة وبدأ مهند يشعر بالدوار
مهند بضعف : شروق ... انتى كويسة !!
شروق بضعف وهى تأخذ انفاسها بصعوبة : انا هموت يا مهند ،، هموت
مهند بدموع وضعف : لا مش هتموتى يا شروق ، انا اللى هموت وانتى هتعيشى ... مش هيتكرر تانى ، لا مش هيتكرر تانى
اخذت شروق تتنفس بصعوبة بالغة وقالت : مهند .. انا ايدى ساقعة اوى كدا لية !! انا روحى بتتسحب
مهند ببكاء : لا يا شروق انتى كويسة
شروق بإبتسامة : انا شايفة خالد بيمدلى ايده
مهند بضعف : هنروحله مع بعض بس محدش هيسيب التانى
شروق وهى تلتقط انفاسها الاخيرة : طب قول معايا ، اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمداً رسول الله
نطق مهند بضعف : اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمداً رسول الله
ابتسمت شروق واغلقت عينها وتبعها مهند واغلق عينه معلناً النهاية***
وصلت الاسعاف الى المستشفى وخرج منها رجال الاسعاف يجرون وائل الى غرفة العمليات بسرعة ووصلت والدته وهى تبكى وايضا وصلت رباب ووقفت ليلى بعيدة عنهم بمسافة كبيرة ..
دخل وائل غرفة العمليات وتوجهت رباب الى ليلى
رباب بخجل : ازيك يا ليلى
لم تنظر لها ليلى بل ردت وهى تنظر امامها : الحمدلله يا خالتو
رباب بدموع : ليلى انا مش عايزاكى تزعلى من اللى حصل قبل كدا ... ربنا انتقم منى فى بنتى ،، مش عايزاكى تزعلى منى يا حبيبتى
انهمرت دموع ليلى وقالت : انتى عارفة يا خالتو انا اية اللى مزعلنى !! ان ماما سابتنى امانة فى رقبتك قبل ما تموت ولما بابا مات رميتينى ولا اكنك تعرفينى .. تفتكرى اللى عملتيه ده ربنا هيسامحك عليه ؟
تحدثت رباب ببكاء : انا كل يوم بدعى لربنا يسامحنى على اللى عملته ده من ساعة ما بنتى راحت منى ،، ربنا انتقم منى فى بنتى ، سامحينى يا ليلى علشان قلبى يستريح
نظرت ليلى الى خالتها والقت نفسها فى حضنها وبكت بشدة
ليلى وسط بكائها : مسامحاكى يا خالتو ... مسامحاكى
رباب بإستغراب : مالك يا ليلى !!
ليلى ببكاء : كل حاجة راحت يا خالتو ... كل حاجة
اقدمت رباب على الحديث لكن اوقفها خروج الطبيب من غرفة العمليات
فريدة بدموع : ابنى عامل اية يا دكتور
الطبيب : حضرتك قالقة نفسك كدا لية !! الرصاصة الحمدلله كانت فى كتفه وهو بخير بس مش هيفوق من تأثير البنج دلوقتى
فريدة بحزن : شكرا يا دكتور
الطبيب : العفو ....
***
*بعد مرور 3 ايام*
فتح عينيه بضعف ليجد والدته واخته بجواره وتوجهوا اليه بفرحة
جميلة بفرحة : ابنى حبيبى حمدالله على سلامتك
لم يرد مهند بل كان يفكر فى اخر شئ كان يتذكره .. نعم لقد تذكر ، كانت شروق فى حضنه وتلتقط انفاسها الاخيرة وتطلب منه الاستشهاد وابتسمت واغمضت عينها وتبعها هو الاخر
مهند بضعف : في...ن شرو..ق
نظرت نورة الى والدتها وعينها مليئة بالدموع ولم ينطق احد
كرر مهند السؤال مرة اخرى بتعب شديد : فين شر..وق يا ماما !!
جميلة بدموع : شروق .... شروق البقاء لله
اغلق مهند عينيه بتألم عندما سمع الخبر وانهمرت الدموع من عينيه
مهند بدموع وضعف : لييية !!! لي...ة ماموتش مع..اها لي...يية ،، ليه الم...شهد ده اتكرر تانى !!
جميلة بدموع : اهدى يا حبيبى .. اللى بتعمله ده غلط عليك ، استريح
اغلق مهند عينيه وظل يبكى دون هدوء فقررت جميلة ابلاغ الطبيب الذى جاء على الفور واعطاه حقنة مهدئة ومنومة فنام مهند وسيطر الحزن على والدته واخته ...
***
*قبل ثلاث ايام*
فاق وائل ليجد والدته ورباب وزوجته ليلى بجواره
وائل بإبتسامة : اخيرا اتلم شملنا تانى
فريدة بحزن : حمدالله على سلامتك يا حبيبى
ربت وائل على يد امه وقال : الله يسلمك يا حبيبتى
نظر وائل الى ليلى الجالسة وهى تنظر الى الارض ولا تنطق
وائل بإبتسامة : تصدقى انا الفرحة مش سايعانى انك هنا دلوقتى
ليلى وهى تنظر الى الارض : حمدالله على سلامتك
وائل بحب : الله يسلمك
رباب بجدية : مين اللى عمل فيك كدا يابنى !!
وائل بتفكير : معرفش ... انا لقيته فى مكتبى ومغطى وشه واول ما وقفت راح ضرب عليا نار من مسدسه وكان كاتم للصوت وخرج من الباب السرى اللى فى مكتبى ،، اللى مجننى هو دخل ازاى وعرف الباب السرى ده ازاى....محدش يعرفه غيرى انا وبابا بس
ليلى بإستغراب : هيكون مين يعنى !!
وائل بتفكير : الله اعلم
طرق الباب ودخل المقدم فارس ووقف امام سرير وائل
فارس وهو ينظر الى الجميع : ممكن حضراتكم تسيبونا شوية علشان عايز اتكلم مع بشمهندس وائل
وافق الجميع وخرجوا ثم عاود فارس النظر الى مهند وجلس على الكرسى المجاور لسريره
نظر فارس لسقف الغرفة وقال : لولا اللى حصلك ده كنت شكيت انك اللى قتلتهم
وائل بإستغراب : قتلتهم !! انت قصدك اية ؟
عاود فارس النظر الى وائل قائلاً : فى نفس وقت اصابتك بالرصاصة حصل هجوم على شركة الرداد ومهند وخطيبته اتقتلوا
وائل بصدمة : اية !!! ازاى يعنى ؟ هجوم على شركة علشان يقتلوا شخص معين
لوى فارس شفتيه بمعنى انه لا يعلم : نفس اللى حصل معاك بس هناك كانوا كتير بقى
وائل متسائلا : وهم ماتوا ؟
فارس بحزن : للأسف شروق خطيبته هى اللى ماتت ومهند بين الحياة والموت دلوقتى فى المستشفى ،، المهم .. مين ليه مصلحة يعمل فيك كدا وفى نفس الوقت فى مهند كدا
وائل : مش عارف ... انا مش فاهم حاجة خالص ، اللى حصل ده غريب جدا ،، فى مصر وبيحصل كدا !!
فارس بتعجب : امال انت فاكر اية !! طول ما فيه وساخة فى البلد هيحصل كدا
وائل بتفكير : بس انا مليش اعداء ... ليه يحصل كدا !!
فارس : مش عارف بس مهند ملوش اعداء برده غيرك علشان كدا كنت هشك فيك لولا اللى حصلك ... على العموم التحريات شغالة وهنجيب اللى عمل كدا فى اسرع وقت
وائل : ياريت
فارس بإبتسامة : وهنجيبك بعدها ... انت نسيت اللى عملته ولااية يا هندسة !! ،، مهما طال الظلم ليه نهاية وبتمنى من ربنا ان مهند يموت لانه لو عاش هيتعذب كل يوم الف مرة ، حياته اتدمرت اكتر من مرة والمرة دى كانت النهاية ... ربنا يهون عليه
وائل بإبتسامة : يارب ، نورت يا سيادة المقدم
ابتسم فارس ورحل دون ان ينطق بكلمة وفى رأسه الكثير والكثير من التساؤلات ...
***
*عودة للوقت الحالى*
ذهب فارس الى المستشفى التى يوجد بها مهند فطرق باب الغرفة ففتحت له نورة من الداخل
فارس وهو ينظر الى الارض : احم ... ممكن اطمن على مهند !!
نورة بحزن : مهند نايم دلوقتى ولما بيفوق الدكتور بيديله حقنة منومة علشان الصدمة اللى عنده
فارس بحزن : طيب يا انسة نورة ... لو حصل اي حاجة ده الكارت بتاعى فيه رقمى ... المقدم فارس رفعت
نورة بقلق : ح...حاضر شكرا
فارس : عن اذنك
رحل فارس وتوجه الى الطبيب الذي يتابع حالة مهند
فارس بتساؤل : حالة مهند اية يا دكتور !!
الطبيب : والله يا سيادة المقدم حالة مهند صعبة جدا .. اينعم نجى من الحادث بس عنده صدمة عصبية كبيرة جدا وحالته النفسية متدمرة ،، مهند محتاج معجزة علشان يخرج من الحالة اللى هو فيها دى
فارس بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله ،، شكرا يا دكتور وياريت تبقى تبلغنى بأخر التطورات ..
خرج فارس من المستشفى وتوجه إلى مديرية أمن القاهرة ومنها الى مكتب اللواء صلاح المنسى
قدم فارس التحية فأشار له اللواء بالجلوس
فارس بأنتباه : تمام سعادتك
صلاح وهو يشعل سيجارته : عملت ايه فى موضوع شركات الرداد اللى حصل عليها هجوم
فارس : والله سعادتك انا شغال على الموضوع ده وبنفرغ فيديوهات المراقبة علشان نمسك خيط يوصلنا للناس دى
صلاح بتحذير : فارس ... الوزارة ومصر كلها مقلوبة بسبب اللى حصل ده ، العيال دى لو ممسكنهاش خلال اسبوع كلو هيتكلم عن فشل الشرطة فى حفظ الامن والكلام اللى انت عارفه ده
فارس : فاهم سعادتك وان شاء الله خلال اسبوع هنوصل للى عمل كدا
قام فارس وادى التحية وانطلق الى مكتبه ليتفاجئ بوجود ليلى تنتظره
تعجب فارس ولكنه جلس على كرسيه وهو يقول : اهلا مدام ليلى
ليلى بدموع : انا عايزة اعرف مهند حصله اية
فارس متسائلا : انتى عرفتى منين !
تكلمت ليلى بحزن شديد : قرأت الخبر على التلفزيون
تنهد فارس قائلاً : حصل هجوم على الشركة وضربوا نار على مهند ومراته شروق وللأسف ماتت شروق بين اديه وهو اللى عاش ... عاش علشان يعيش عذاب عاشه قبل كدا وهو دلوقتى فى المستشفى عنده صدمة قوية وحالته النفسية متدمرة والدكتور بيقول محتاج معجزة علشان يرجع زى الاول
كانت كل كلمة تخرج من فاه فارس تزيد ليلى بكاءاً
صمت فارس لبعض الوقت منتظراً هدوء ليلى حتى تحدثت قائلة :
- انا مش لازم اسيب مهند لوحده كدا
فارس مسرعاً : لا طبعاً مستحيل .. قربك من فارس هيضره اكتر ما هو متضرر
بكت ليلى وتحدثت من وسط بكائها قائلة : انا بريئة .. هو اللى هددنى
انتبه فارس واعتدل ووجه الحديث اليها قائلا : قصدك وائل
تحدثت ليلى ببكاء : ايوة
فارس بتعجب : احكيلى كل اللى حصل بالظبط
بدأت ليلى فى سرد ما حدث وكانت دموعها تتساقط اثناء حديثها
- انا عملت ده كله علشان احميه واحمى والدته واخته واحمى شيماء ووالدتها قبل ما وائل يقتلهم ومهند مرضيش يصدقنى وده الفيديو اللى يثبت كلامى ..
شاهد فارس الفيديو وعاد بظهره ليسند على الكرسى ثم قال : يابن الأيه يا وائل .... مش كفاية اللى عملته !! لا ووصلت لقتل عيلة كاملة
... يعنى انتى مظلومة فعلا
ليلى بدموع : والله مظلومة وكل اللى حكيته ده هو اللى حصل
فارس بتفكير : امممممم ..... ربنا يقدم اللى فيه الخير ..
***
صرخ وائل قائلا : يعنى اية اللى بتقوله ده !! لا طبعا مستحيل ومليون مستحيل
أنت تقرأ
رواية "مصير واحد"
Tajemnica / Thrillerاحيانا يضعنا القدر فى تجربة نخوضها ولا نعلم نهايتها .. احيانا يكون المصير مجهول .. احيانا نقابل اشخاصاً من نفس المصير .. هل يعيش الانسان على امل واحد وهو ربط هذا المصير المتشابه ام يمضى قدماً !! القسوة - الكراهية - القتل - الانتقام - اليأس واخيراً ا...