الحلقة الرابعة عشر

1.8K 100 5
                                    


بقلم / عبدالرحمن احمد

عاد مهند الى المنزل ودلف الى الداخل فهرولت اخته ومن بعدها والدته تجاهه
تحدثت نورة بلهجة متوترة وقلقة : عملت اية يا مهند !!
جميلة بدموع : اوعى يبنى تكون نفذت اللى فى دماغك
ابتسم مهند : لا ... فارس لحقنى فى اخر لحظة ، انا هسمع كلامكوا وهعيش حياتى وهحاول انسى اللى فات بس المرة دى بقى هعيش من غير قلب ، هركز بس فى شغلى
فرحت جميلة بكلام مهند واحتضنته وقالت : ربنا ينورلك طريقك يابنى وينصرك على مين يعاديك
ابتسمت نورة وقالت مازحة : ايوة كدا ، خش احلق دقنك اللى بقت مترين دى
مهند وهو يتحسس ذقنه : لا هسيبها بس هخففها واحددها
نورة بغمزة : ايوة بقى هتربى دقنك وتبقى مز
ضحك مهند من طريقتها : ضحكتينى يا فقرية ... وسعى من وشى بقى
نورة ضاحكة : ماشى ياعم ، ادينا وسعنا
..…..…………………
كانت جالسة تبكى بحرقة على ما اصابها حيث كانت تجلس وحيدة فى الفيلا وكان وائل فى العمل ..
كانت تبكى على حالها وعلى حبها الاول الذى ضحت به ..
ليلى لنفسها : انتى عايشة لية لحد دلوقتى !! خسرتى كل حاجة ... خسرتى املاكك وخسرتى حبيبك اللى بيحبك وبتحبيه .. خسرتى حياتك كلها ، انا لازم اكلم مهند واحكيله انا عملت كدا ليه ، انا بقيت فى نظره وحشة اوى
استقرت ليلى على ان تتصل بمهند وبالفعل احضرت هاتفها الذى احضره لها وائل وكتبت رقم مهند وترددت هل تتصل ام لا لكن فى النهاية ضغطت على الاتصال وكانت ضربات قلبها تتزايد بشدة مع كل صوت جرس حتى سمعت صوت حبيبها مهند
مهند بإستغراب : مين معايا !!
كانت تسمع صوته وتبكى بصمت ولا تتكلم
مهند بتعجب مكررا سؤاله : مين معايا !!
لم ترد ليلى واكتفت بالبكاء فأغلق مهند فعاودت ليلى الاتصال
مهند بتعصب : ما هو انت لو فاضى ف.....
ليلى بصوت باكى مقاطعة : انا ليلى
صمت مهند لبعض الوقت ليستعب ما سمعه ثم رد : عايزة اية !!
ليلى ببكاء : عايزة اقولك ان.....
مهند مقاطعاً : مش عايز اسمع حاجة ، انتى دلوقتى ست متجوزة ومينفعش تكلمى حد غريب ... سلام
ليلى ببكاء : مهند استنى...
لم تكمل ليلى كلامها حتى اغلق مهند فرمت ليلى الهاتف وظلت تبكى بشدة .
...
ترك مهند هاتفه واغمض عينيه وقال فى نفسه : عايزة اية منى تانى يا ليلى !! مش كفاية دمرتينى مرة .. عايزة تدمرينى تانى !! لا لا المرة دى مش هكون غبى تانى ، انا مش حمل صدمات وتدمير لحياتى تانى
...
قامت ليلى واحضرت علبة دواء واخرجت جميع حُبيباتها واحضرت المياة وترددت فى اخذهم ... هل تنتحر وتخسر دنيتها واخرتها ام تبقى وتُعذب بقية حياتها !!
لم تفكر كثيرا حيث سمعت صوت وائل يفتح الباب فخبأت الدواء وجلست وعيناها مليئة بالدموع .
دخل وائل والقى بمفاتيحه على الكرسى وخلع قميصه
وائل بضيق : انتى قاعدة كدا لية ؟
لم ترد ليلى بل ظلت تبكى فى صمت
تقدم وائل بضيق شديد ثم قال بصوت عالٍ : احنا هنفضل فى النكد ده كل يوم ؟؟
ليلى بدموع : مش عاجبك طلقنى
ضحك وائل بصوت عالٍ : انتى بتهزرى !!! مفيش طلاق واعملى حسابك هتنزلى الشركة من اول بكرا
ليلى ببكاء وقد ارتفع صوتها : مش هنزل شركات
تقدم وائل وامسك شعرها بعنف شديد وشده بشدة مما جعل ليلى تصرخ
وائل بعصبية : هتنزلى الشركة ورجلك فوق رقبتك ... هتنزلى الشغل غصب عنك ... مفهوووم !!
لم ترد ليلى فشد شعرها مرة اخرى
وائل مكرراً : مفهوووم !!
ليلى بتألم ودموع : حاضر حاضر
تركها وائل وقال : هخش اخد شاور .. اخرج الاقى الاكل جاهز علشان جعان
خرج وائل وانفجرت ليلى فى البكاء حيث أصبحت حياتها جحيم وكل هذا لأنها اتخذت طريق خُيرت فيه واضطرت لأخذه ...
*****************
تقدمت نورة ودلفت الى داخل غرفة مهند وقالت بأبتسامة : مهند يلا علشان نتعشى
كان مهند ينظر فى هاتفه ولم ينظر إليها وقال : طيب وافتحى التلفزيون علشان الاهلى هيلعب دلوقتى
نورة بإستغراب : اية ده !! الاهلى هيلعب وانا مش عارفة ؟
نظر مهند إليها : اها شوفتى بقى
نورة بسعادة : ياااه اخيرا رجعت مهند بتاع زمان اللى عارف مواعيد كل الماتشات
ابتسم مهند : ادينى بحاول ،، يلا بينا
تحرك مهند لأول مرة منذ وقت طويل وجلس لتناول العشاء مع عائلته فى جو اسرى جميل ...
كان يحاول ان ينسى الماضى بجراحه لكن كان ذلك شديد الصعوبة إلا انه كان يحاول ويفعل كل شئ حتى لا يفكر فى ماضيه المظلم...
- جووووووووووول
صرخة صدرت من مهند ونورة فى نفس الوقت فأبتسمت الام وقلبها مطمأن وسعيد على عودة ابنها إليها وخروجه من تلك المحنة التى كادت تدمر حياته ...
انتهت المباراة وعاد مهند الى غرفته وكان يحاول ان يدارى جرحه العميق ..
استقر مهند على سريره وظل يفكر لبعض الوقت حتى غلبه النعاس ..
................……………...........
أشرقت شمس يوم جديد وفاقت ليلى على نداء وائل لها
وائل بضيق : ليلى .... ليلى!!!!
فتحت ليلى عينها لتجد وائل يقف وتتجمع كل علامات الضيق والغضب عليه
وائل بغضب : ما لسة بدرى !! لا اعملى حسابك انك كل يوم هتصحى بدرى وقبلى كمان
لم تعيره ليلى اى إهتمام ودخلت الحمام لتأخذ حمامها قبل الرحيل وارتدت ملابسها وخرجت لتجد وائل ينتظرها
وائل بغضب : بتعملى اية كل ده !!! اية ده ؟ اية الهباب اللى انتى لبساه ده ؟
ليلى بغضب : هو الحجاب بقى هباب!!
وائل بتعصب : من امتى وانتى بتلبسى حجاب اصلا ؟
ليلى بضيق : من وقت ما لبسته بقى ... المهم انى لبسته
وائل بغضب : خشى اقلى البتاع ده والبسى چيبة قصيرة واى حاجة عليها من فوق
ليلى بدموع : لا مش هلبس اللى بتقول عليه ده وهروح بالحجاب منا كنت بروح الشركة فى رمضان بالحجاب
وائل وهو يشير بيده : اللى فات حاجة واللى جاى حاجة تانية وانا مقبلش حد يشوف مراتى باللبس البيئة ده
ليلى بصدمة : متقبلش حد يشوف مراتك بالحجاب !!! امال تقبل يشوفو جسمها وكل تفاصيله ؟؟ انت راجل انت !!
اسشاط وائل غضباً وتقدم وصفعها على وجهها بشدة وخلع حجابها بالقوة
وائل بحدة : ربع ساعة والاقيكى مغيرة اللبس ده ولابسة اللى قوتلك عليه ... غووورى
بكت ليلى بشدة ودلفت الى غرفتها واضطرت الى ارتداء ما طلبه وائل وكانت تشعر بالخزي والإحراج الشديد رغم انها كانت ترتدى هذه الملابس سابقاً لكنها الان تريد الحجاب فقط لكن اجبرها وائل على خلعه وارتداء تلك الملابس ...
.................................
فاق مهند على صوت المنبه وقام ليأخذ حمامه ثم انتهى وتناول الإفطار مع والدته واخته واتجه الى شركة الشامى سابقاً وهو يستعد لمرحلة جديدة فى حياته وكان طوال الطريق تتردد جملة واحدة فى عقله وهى جملة ليلى " احنا مصيرنا واحد " " مصيرنا واحد "
حاول مهند ان يزيح تلك الكلمات من عقله لكن لم يستطيع فلماذا اخبرته ليلى بتلك الكلمات !! هل كانت من ضمن خطتها !! لكن كانت صادقة حيث كانت وحيدة وجريحة فى هذا الوقت ! هل لما فعلته ليلى هذا مبرر ؟
لا كيف يكون لها مبرر وهو شاهدها بين احضان وائل دون مقاومة منها !!
انتهى هذا التفكير بمجرد وصول مهند الى الشركة حيث دلف الى داخلها ومنها الى المكتب بعدما اخبرته السكرتيرة بالدخول ..

رواية "مصير واحد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن