13 ..

16 0 0
                                    

Part : 13
..

لم تستطع مايا- إخفاء تأثرها بالكلمات الشفافه ، المؤثرة ، تنساب الى قلبها .
وضعت كوبها جانبا بينما كانت ليون- قد تلحفت يداها بداخل معطفها الصوفي، ورأسها الذي انحنا على الطاوله حائرة ..
..
رفعت رأسها وأمسكت بيديها :
ليون .. صغيرتي ، الحياة تمضي في منخفضات أشبه بوادٍ ضيق ومخيف ' تتقدمها فرقٌ من الآلام .. لكن لاتستسلمي لها ، وتصدري تلك المخاوف بقوتكِ وإرادتكِ .. إن كُنتِ هكذا ضعيفة الإرادة ، وتتمسكين بمن هم حولكِ أوتستطيعي النهوض حينها إن تخلى عنكِ أحدهم ؟ ..
لم أخبركِ قط ولن أخبركِ أنني سأترككِ أبداً ، ..
يدي ها هي في يدكِ لن أفلتها أبداً ،
وإني كُلي لكِ أذانٌ صاغية .. ومستودعٌ لإفكاركِ ومسوداتكِ ، فأياكِ أن احتجتي أي شيء مني وتترددي في إخباري .. فما أستطع فعلهُ أفعلهُ لك دون أي مقدمات .. أنا لكِ في كل آن .
..
سمعت ليون حديث مايا- الذي كان كما السيل يتدفقُ في قلبها .. كان شعورها كشعور سجينٍ يستمع الى اصوات مفاتيح وهي تقترب من الزنزانه ..
.. تنهدق ثم تكلمت :

-مايا ، أتعلمين .. هنالك الكثير من الأمور التي أود لو أبوحُ بها وأجدُ حلا لها ، لكن سأكتفي اليوم بإخباركِ بالألم الأصعب على روحي ،(اختنقت بعبرتها ، بما انفجرت في اعماقها من المٍ مكبوت ) .. أكملت :
..
تلك المُعضلة ياصديقتي أثارت وهج روحي حتى شعرت بإنني أنطفيء ، لم أحصل على الوقت المناسب لكي أخبركِ ، كان مجيئي الى لندن والأبتعاد عن مدينتي ، أمرٌ لا أفهمه !!
لقد حدث دون أن ادركَ ما أفعل .. وحدهُ -شيون- يعلم ما في ذلك القلب الرقيق من هموم .. انا لن أتحمل أكثر من هذا .. شيءٌ ما يشدني الى لندن أو الى نقطة ما لا أعرفها أين ؟! ..
( سردت لصديقتها قصتها مع تلك الرسالة المدفونه ، وتلك الحقيقة المندثره تحت شجرة الكرز .)
..

أكملت وبحة صوتها ثقيلة :

لكنهُ صادفني، صادفني قبل أيام وجيزة ، تظاهرتُ بعدم معرفته ، لكن .. أستوقفتني نظرته تلك ، كانت تتألقُ في عيناه حزن مرير .. حزن يمتد الى ربع قرن هو كل حياتي المفعمه بالحزن .
تسنت لي اللحظة التي فارقت أمي الحياة ، كانت ليلة شتائية أيضا .. ليلة قارسة البرد لم أجد فيها دفء إلا قرب أخي -شيون- .
لم أتحمل تلك العينان وتلك اليدان التي إمتدت كي تعانقني .. هربتُ باكيةً ظننت انني أستطيع أن أذهب بعيداً .. لكن دون جدوى !!
فأنا الآن، أتوق شوقاً لكي أراه ؛ واحتضنه !!
ما بالأمرِ من سبيل يا -مايا- أرجوكِ أخبريني ماذا أفعل ؟
قلب -مايا- وهو القلب الوحيد الذي وسع كل مايموج في روح -ليون- من آلآم .
..
وفي زاوية أخرى .. ماتزال العاصفه الصفراء تموج في فؤادِ -شيون- يريد أن يجتث شجرة البعد من أصلها ..
أن أصعب شيء على الأخ هو أن يفقد أخته ؛ أن يراها أمامه ولا يستطع فعل شيء حيالها !!
وانبثق شلال من جُرح القدر يملأ القلب حسرة والنفس خنقه ، ان الدنيا ستصبح جحيما لآ يُطاق اذا اختفى ذلك الأمل .. وصار بعد يوم أفضل .

غدٍ آخر مليء بالنور والربيع .
........................
#يتبع ..

الرسالة المدفونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن