9

5.9K 704 170
                                    

"ليس كُل شيء على مايُرام،صحيح؟"
هي سألت بينما تنظُر إلى العُشب.

هُم قد خرجوا إلى الحديقة التي أمام مقهى الأنترنت الذي قصدوه.

"في الحقيقة، نعم"
هو أجاب.

"أنا أرى"
أبتسمت بخفة.

"مالذي يُزعجك؟"
أسترسلت في اسألتها.

"تعلمين، لقد فقدتُ صديق طفولتي، بسببي"
أجاب ببساطة؛ هو لا يعلم لِمَ أجابها بصراحة، كان بأمكانه أن يرُد بأنه ليس لها دخل بشؤونه الخاصة، و لكنه شعر بالراحة الغريبة معها مُنذ أن أتصل عليها ذلك اليوم.

"أنا مُتأكدة بأنك لم تكُن السبب"
هي تحدثت.
"انا لن أُخبركَ أن تحكِ لي ماذا حصل بالضبط، أنا أعلمُ ما تشعُر به، لذلك؛ لن أُزعجك أكثر من الأن"
نطقت مرة واحدة بينما تمسك يده و تنظُر في عينيه مُباشرة، بأبتسامة صغيرة.

"و لكن أُريد التحدُث"

ضغطت على يده.
"حسنًا، يُمكنك التحدُث، سأستمع لكَ لأخر حرف"

"إنهُ صديقٌ لي يُدعى بارك جيمين، هُو كان صديق طفولتي، كُنا معًا دومًا مُنذ أن والداتنا كانتا صديقات. كُنا بحق أفضل الاصدقاء وأقرب أخوة.

جيميني كان مُشرقٌ جدًا و إجتماعي. هو تعرف على العديد من الأصدقاء و عرفهُم علي؛ مُنذ إنني عكسه، لستُ إجتماعي كثيرًا، و خجول.

على إي حال، لقد كُنا دومًا معًا، أنا و جيمين و الرِفاق. لم نفترق يومًا. و لكن، جيمين لم يكُن بخير في الفترة الأخيرة، هو كان يضحك ويبتسم ويُلقي النِكات كالعادة، و لكنني شعرتُ بأنها ليست الأبتسامة والنِكات و الضحكات التي أعرفُها.

سألتُه مرةً إن كان بخير، هو أبتسم لي و أخبرني بأنها مشاكل بسيطة في منزله. صدقتُه لأنه لم يكذب عليّ قط.

في يومٍ من الأيام، كُنت أشعُر بسعورٍ سيء، شيءٌ سيحدث له. ذهبتُ إلى منزله، طرقت الباب، لم يفتح لي أحد، طرقتهُ مُجددًا، لم أحصُل على جواب. لقد شعرتُ بالغصب لذا بحثتُ على مِفتاح منزله. عندما وجدتُه دخلتُ سريعًا إلى منزلهم و لكنني لم أجد أحد، لقد كانا والداه في رحلة عمل. ذهبتُ راكضًا لغُرفته، عندما وصلتُ إليها و دخلتُها....."

سكت بينما يمسح الدموع التي تجمعت في عينيه.

"لا بأس توقف إن كان صعبًا عليك، أبكِ إن كُنت تُريد البُكاء"
تحدثت بينما تشد أكثر على كفاه.

"لا، أُريد الإكمال"
نطق وهو ينظُر إليها.

"عندما دخلتُ غُرفته، وجدتُه مُغشي عليه بينما حوله العديد من عُلب الدواء. هرعتُ إليه و ناديت عليه و لكنه لم يُجيبني، حملتُه إلى المشفى بِسُرعة و لكن...

هو قد أنتحر بجُرعة زائدة.

لقد عانيتُ حقًا بسبب هذه الحادثة، إنهُ ذنبي، بسببي أنا هو قد أنتحر، إن أهتممت به أكثر و سألتُه عن ما يُزعجه لكان هو الأن هُنا بِجانبي، و لكنه هو في السماء وحيد"

تحدث بينما تسقُط دموعه المُتعلقة في ذقنه إلى الأرض.
أحنى جُذعه ليحتضن نفسه.

"هذا كُلهُ خطائي!"

حُضنها المُفاجئ قد جعله يُصدم و لكنه قد بادلها الحُضن و بكى أكثر هُناك، هو كان يحتاج هذا الحُضن مُنذ زمن.

"لا بأس، لا بأس، هو ليس خطأك ! أنت فقط فعلتُ ما كان يجب عليكَ فعله وقتها. لا يُمكنكَ إرجاع الماضي و لكن يُمكنكَ تغيير المُستقبل !"
نطقت بينما تُربت على ظهره.

أستقام من حُضنها ليُكمل حديثه:
"لقد شُخصت بالأكتئاب الحاد بعد هذه الحادثة، أنا لم أذهب إلى الطبيب مُنذ سنة و نصف، إنهُ لا يُفهمني ابدًا، لا أحد يُفهمني، حتى والداي؛ هذا سبب إنني تركت المنزل وذهبت إلى المسكن الذي بِه أصدقائي"

"هذا جيد ! يجبُ عليك البُعد عن كُل شيء يُزعجك"

أبتسم لتفاعُلها معه، اومأ بينما يمسح دموعه.

"أنا لا أعلم لِمَ أُخبركَ بذلك، و لكن هُنالك صديقة لي قد توفت في حادث سيارة بسببي؛

كُنت أمشي أمام صديقتاي و انا أضع سماعات الاذن، و بينما كُنت أمشي، أتت شاحنة مُسرعة إتجاهي، لقد دفعتني، هي أختارت أن تُضحي بنفسها لتُنقذني.

هذا جعلني أكره نفسي كثيرًا و أصابني الاكتئاب، و لكنني قد فكرت في نفسي.

هل ستكون راضية عني أن رأتني هكذا؟ هل فعلت هكذا لأُصبح هكذا؟

يجبُ علي أن أعيش الحياة التي أُريدها لأجلها، حتى إن لم أرد الإكمال بالعيش"

"أنتِ حقًا مُتفائلة، هذا يُعجبني"
أبتسم لها لترُد له الأبتسامة.

"إن أردتَ أحدًا يستمع إليك و لم تجد أحد، تعالَ إلي، سوف أكون موجودة طوال الوقت و أنتظر مُكالماتك"

تنهد لتُكمل حديثها الذي نست قوله:

"صحيح ! يجبُ عليكَ أن تتوقف عن إذاء نفسك و ألا سوف أُخبر صديقتي أن تُخبر جيمين !"

قهقه ليقول:
"أنا سأتوقف، هذا وعد"

مد أصبعه الخُنصر لتفعل هي أيضًا.

هُم قد قطعوا وعدًا على بعضهم البعض تِلك الليلة أعلى التل، تحت ضوء القمر "

Sadness .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن