5 | لحظاتٌ فاصلة

1.8K 134 294
                                    


الصلاة والسلام على رسول الله. استغفر الله وأتوب إليه.

_________________




Utrumque vitium est — et omnibus credere, et nulli
من الخطأ على حدٍّ سواء الثقة في الجميع وعدم الثقة في أحد

-

كانت ليلةً هادئةً معسعسة، عكَّر سكونها تراطُم أمواج البحر الليغوري على شاطئ ليفورنو، حيثُ جلس كلٌّ من بليمنتا ولويس على حافة الميناء في جانبٍ مظلم بعيدٍ عن المناطق المأهولة، جمعهما الصمت لدقائقٍ والبردُ وحده ما تسلَّق أقدامهما ليحتضِن كامل جسديهما بصردِه.

    •    عيد ميلادكِ اقترب.

شرم لويس حصون الصمت بصوته الأبَحّ، الذي لطالما كان هادئًا... أشاحت بنظرها إليه قبل أن تومِئ. رأتهُ ينأى علبةً سوداء من جيبه، أمدَّها إيَّاها وقال:

    •    لن يسعني حضور الحفل، لذا أُعطيكِ هديتي مُسبقًا.

نظرته المعتادة لا تُفارق حدقتَيه، ولا تزال اللا مبالاة مرتسمةً على تقاسيم وجهه. برَيبٍ أخذتها، واستفسرت:

    •    أهذا اعترافٌ أم ماذا؟

تفشّى الاستنكار على محيّاه، وسرعان ما برَّر باستياءٍ ما نوى إخفاءه.

    •    أيُّ اعترافٍ يا فتاة؟ أخبرتُكِ أنّي معجبٌ بامرأةٍ أخرى فلا تغوصي عميقًا في أحلامك.

شخرت ساخرةً تُمطره بانتقاداتها المعتادة:

    •    وهل تراني بائسةً لتلك الدرجة حتى أحلُم بمواعدة رجلٍ مثلك؟!

استرق النظر إليها بمؤخِّر عينه، يراها تفتحُ العلبة التي دسَّت سوارًا ألماسيًّا بثّ سحرُه السرور في عينيها قبل ثغرها، تبسَّمت ونوَت شكره إلَّا أنه قاطعها مدَّعيًّا الامتعاض.

    •    اعتبريها آخر هديَّةٍ منّي. ففي عيد ميلادك القادم ستكون آون حبيبتي حتمًا... وأنا رجلٌ وفيٌّ كما تعلمين.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألَّا اندمل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن