|4| جاء الدور

1.9K 158 283
                                    


الصلاة والسلام على رسول الله. استغفر الله وأتوب إليه.

_________________



Utrumque vitium est — et omnibus credere, et nulli
من الخطأ على حدٍّ سواء الثقة في الجميع وعدم الثقة في أحد



-

ما ودَّت إديث ردَّ إيڤون قبل الاستماع لطلبها، لذا التزمت الصمت دلالةً على إنصاتها لما لدى الأخرى من كلام.

- أيُمكنني الاتصال بوالدتي وصديقتي؟ إلَّم أفعل سيقلق الجميع ويقدّمون إبلاغًا عن اختفائي. أعدكِ أنّي سالتزمُ باتفاقنا وأريحُ قلوبهم لئلَّا أبقى ببالٍ منشغلٍ على الأقل.

سكَّرت إديث باب الغرفة مجدَّدًا، ثم انتشلت هاتفها من جيب تنورتها الطويلة ذات اللّون الرصاصي. حين انعدمت فعلتُها من التردُّد راح الاستنكار يخالج إيڤون، خالت أنّها ستضطرُّ للتوسُّل ما إن أرادت بلوغ غايتها. أمدَّت لها إديث هاتفها في حين تستفسر:

- تحفظين الأرقام؟

أومأت إيڤون إيجابًا، تأخذ الهاتف تحت نظرات الكُبرى، التي استأنفت:

- سيتعيَّن علي البقاء هنا أثناء محادثاتك... وأرجو ألّا تُطيلي.

أيقنت إيڤون أن هاتف إديث محميٌّ تمامًا؛ ولن يسع أحدٌ الوصول إلى موقعه، لذا تركتهُ بين يديها دون أن تجادل وتغالي في شكوكها.
ابتدأت بالاتصال بأليسيا، تُخبرها أنّها عائدةٌ إلى فرنسا لظروفٍ عائليّة، ولم تقدر على الردِّ عليها لفترةٍ من الزمن تجهلُ ميعاد انتهائها. لم تكُن أليسيا متفرِّغةً لذا أخفضت دفاعاتها ولم تُطِل في تحقيقها، ما دفع إيڤون لتحرير تنهيدةٍ أبانت ارتياحها.
اتصلت بعدها بوالدتها تكرارًا، ولم تردّ، كادت تيأسُ وتمدُّ الهاتف لصاحبته، إلَّا أنها تلقَّت ردًّا على محاولتها الأخيرة. تبسَّمت إيڤون وقالت بلهفة:

- أمي!

- نعم يا مصيبة حياتي، لمَ تتصلين برقمٍ غير رقم هاتفك؟

أوقعت إيڤون بسمتها حالما بلغها صوتُ أختها، فأجابت:

- لمَ تردّين على هاتف أمي بدلًا عنها؟

ألَّا اندمل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن