أنا أبحث عن الكمال ،
و الموت يبحث عني ،
عاقبوني يا أمي ،
عاقبوني على جرم لم أرتكبه ،
أرى الطلقة تتجه نحوي يا أمي ،
إنها تستهدف قلبي ،
أنا القاتل الذي قتل قوس قزح ،
و أنا أيضا قوس قزح المقتول يا أمي ،
ما هذا المنطق ،
كيف يجرمون بحق انفصامي هكذا ؟
كيف يلومونه على أفعالي ،
جننت أنا يا أمي ،
و حضنك الدافئ لم يعد يجديني ،
أصابع يداي باردة كالموت يا أمي ،
و أثار التعب تسافر على وجهي ،
أيعقل أنني وحيدة يا أمي ؟
أيعقل بعد كل هذا الإجرام..
أن تتقبليني ؟
أن تتقبلي الرسومات الجميلة على معصماي ؟
بالطبع ستفعلين ،
فأنت من علمتني الرسم يا أمي ،
في صغري كنت أركض إليك لتري دموعي يا أمي ،
و الآن أهرب قدر المستطاع لكي لا تريها..
ألا يمكن أن يعود كل شيء إلى سابق عهده ؟
ألا يمكن زرع الرؤوس يا أمي ؟
فأنا لم أعد أستطيع تحمل الأصوات داخل رأسي ،
أشتاقه يا أمي ،
أشتاق برودة أعصابه ،
و ظهوره المفاجئ ،
تسأليني من هو ؟
هو الموت يا أمي ،
هو النهاية و البداية ،
و لا يبدو أن لحياتي أبدا نهاية ،
متمردة على شراييني أنا يا أمي ،
و الرماد داخلي أخذته الرياح ،
أيعقل أنه يشعر بهذا أيضا يا أمي ؟
لا أحد يتقبل ظلامي ،
الكل يريد فقط النسخة السعيدة مني ،
أنا عالقة بالمنتصف المميت يا أمي ،
لا تملكين أدنى فكرة ،
عن الثمن الذي دفعته من أجل هذا الهدوء يا أمي ،
لقد كلفني حياتي يا أمي ؛
كلفني سعادتي و أحلامي ،
كنت أصرخ بصمت يا أمي ،
و لم يكن بمقدور أحد سماعي ،
لا الذي أحبه و لا الذي يحبني ،
إنه صعب..
صعب جدا أن يحارب الإنسان شعوره ،
قلبي يبكي من الوحدة يا أمي ،
أنا آسفة لأنني سيئة يا أمي ،
لكنني حاولت جاهدة أن أرى الحب ،
رغم كل السوء الذي لدي ،
حزينة ابنتك يا أماه ،
لا حزن الدموع و لا حزن النحيب ،
إنه نوع من الحزن ،
الذي لا تعاتب فيه و لا تهتم ،
فقط تستلقي في غرفتك ،
و ترى بدلا من السطح سماء ،
روحي تتداعى من فرط التفكير يا أمي ،
و أوراقي تسقط ،
كم من خريف مر علي يا أمي ،
و لا تزال زهور قلبي تقاوم ،
لو تعلمين ما بداخلي يا أمي ،
لو ترين ما أراه..
و لو تسمعين ما أسمعه داخل رأسي ،
لعذرتيني على برودتي يا أمي .
#بقلمي